محافظ الغربية يتابع الموقف التنفيذي لتوسعة ميدان إسكندرية ورصف طريق مستشفى محلة مرحوم الصحة تفحص 1.4 مليون طالب إعدادي ضمن الكشف المبكر عن فيروس «سي» وزير الكهرباء: إفريقيا تعاني من أزمة كبيرة بسبب تراجع الاستثمارات وارتفاع البطالة أجهزة وزارة الداخلية تواصل حملاتها الأمنية الموسعة بجميع مديريات الأمن مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج عن القانون خلال 24 ساعة.. ضبط 16965 مخالفة مرورية متنوعة رئيس شباب النواب : ذكرى تحرير سيناء تعكس قوة وعظمة الجيش المصري..والسيسي أولاها اهتماما غير مسبوق طلب إحاطة للتوسع في زراعة المحاصيل المستوردة لتقليل الطلب على العملة الصعبة ”أحلي ع الأحلى” محسن الشامى يقترب من 100000 مشاهده بعد يومين من طرحه جولة سينمائية للفيلمين الفلسطينيين مار ماما وحمزة في أميركا خفض سرعة المترو بسبب ارتفاع درجات الحرارة الحكومة تعلن جاهزيتها لدعم قطاع إطارات السيارات بكل الحوافز الممكنة
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

فى مديح مكتبة الإسكندرية                  

د. أحمد إبراهيم الفقيه
د. أحمد إبراهيم الفقيه

كان إحياء مكتبة الإسكندرية فى العصر الحديث، مأثرة إنسانية عالمية، تكاثف فيها الجهد المصرى، مع جهود دولية كان فى مقدمتها الجهد الفرنسى أيام الرئيس جاك شيراك، مع دور لا ينكر لمنظمة اليونسكو العالمية، وكما كانت مصدر إشعاع وثقافة فى فجر الحضارة الإنسانية، أصبحت من جديد تؤدى دورًا مماثلًا، وكان جدير بأبناء عصرنا وورثة تلك الحضارة فى مصر إعادة بناء هذه المنارة، لتعاود إشعاعها الفكرى والثقافى والفنى، وفعلًا تضافرت الجهود وتحقق تحالف ثقافى عالمى لبناء هذا الصرح على ضفاف بحر الإسكندرية، المدينة التى وضع حجر أساسها الإسكندر المقدونى، فى إحدى أكثر مراحل التاريخ ازدهارًا ومجدًا، لتصبح المكتبة رمزًا من رموز هذه المدينة، وترتفع بمكانة الإسكندرية، لتضاهى بل تنافس أثينا فى زمن التألق والتوهج، وتسهم المكتبة فى صنع الحضارة الهيلينية وتوصلها بالحضارة الفرعونية السابقة لها، وتكون تلك هى العتبات الأولى فى التدرج الحضارى الذى أوصلنا إلى حضارة العصر الحديث.

ولابد من القول إن الله قيض للمكتبة فى بدء تأسيسها رجلًا من أهل الفكر والثقافة والإدارة، هو الدكتور إسماعيل سراج الدين، قاد خطاها بحكمة وجدارة واقتدار، وأفلح فى بناء جسور الثقة بين المكتبة وبين مراكز الفكر فى مشارق الأرض ومغاربها، مناراته الموزعة فى حواضر العالم، ولعل أخطر إنجازاته التى ترك بها بصمة لا تمحى فى تاريخ مكتبة الإسكندرية، هو توثيق عرى العلاقة بين المكتبة وبين ثورة الاتصالات والمعلوماتية، ونجح فى وضع المكتبة فى قلب مجتمع المعرفة والثقافة الرقمية، ليسهم بذلك فى شحن إمكانياتها بآخر مكتسبات العصر وفتوحاته، كما يحقق انتشارًا واتساعًا لدائرة التأثير والإشعاع الصادر من المكتبة، وكان السؤال الذى يؤرق المتعاونين مع المكتبة العارفين بما حققه من إنجاز، هو من بعد إسماعيل سراج الدين يقود مسيرتها، فقد كان الخوف يملأ قلوبنا بألا يتوفر لها صاحب الخبرة والمهارة والكفاءة ليحل محل مديرها المؤسس.

وجاء خبر اختيار مجلس الأمناء ومصادقة الرئيس المصرى على هذا الاختيار، لأن يكون الدكتور مصطفى الفقى، مديرًا عامًا للمكتبة، محل المدير السابق، بردًا وسلامًا على قلوب الخائفين على مصيرها، واثقين أن اختيار مفكر من الوزن الثقيل وصاحب تجربة غنية وثرية فى العمل الثقافى والسياسى والدبلوماسى داخل مصر وخارجها هو أعظم ضمان، لأن المكتبة وصلت اليد الأمينة القادرة على أن تأخذها من نجاح إلى نجاح وتضيف إلى رصيدها السابق رصيدًا جديدًا فى عالم التنوير وإشاعة الفكر العقلانى، واتساع دائرة إشعاعها الثقافى لصالح التقدم والنماء والحضارة الحديثة.