رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مرأة و طفل

الزواج من أجانب.. الهروب من نار «سي السيد» إلى جنة «روميو»

اختلاف الثقافة واللغة الأن لم يعد عائقًا أمام المرأة المصرية للزواج من أجنبى، فهناك أسباب أدت إلى لجوء كثير من الفتيات للزواج من أجانب منها البحث عن الحب والرومانسية وأيضا الحرية والانفتاح الثقافي، التى من الممكن أن يفقدنها بدرجة كبيرة عند ارتباطهم بمصري.

ترى كثير من الفتيات المصريات أنه بالرغم من التحضر الذي وصلنا إليه وتغير العادات والتقاليد إلا أن الرجل الشرقي في معظم الأحيان ما يزال متأثرًا بشخصية "سي السيد" في التحكم والرغبة في السيطرة على زمام الأمور في علاقته بزوجته وأولاده، ويعتبر ذلك دلالة على الرجولة وقوة الشخصية، ولا نقصد هنا فكرة أنه ربان السفينة وقائدها وإنما نقصد فكرة التحكم والسيطرة غير المحمودة.

وتعتبر هذه الصفات من الصفات التي تُرهق الزوجة في التعامل معها وتشكو منها في معظم الأحيان، وهذه الصفة تختلف عن الغيرة، فهي تنبع من رغبته في التحكم في الأسرة جميعًا دون أن يدع لفرد حتى للأبناء بعدما يكبرون مجالًا لاتخاذ القرارات أو امتلاك حرية التصرف دون الرجوع إليه، فضلًا عن فرض آرائه ومتطلباته، ونجده يبحث عن الزوجة المطيعة التي لا تُجادل ويبتعد عن الزوجة ذات الشخصية القوية، لذلك إذا وجدت الفتاة شاب أجنبى تختلف نظرتها تماما فى ترى فى الدول الاجنبية التحضر والانفتاح العقلى التى يفتقده الشاب المصرى بصفة خاصة والشرقى بصفة عامة.

كما تلتصق بالزوج المصري صفة عدم كونه رومانسي وميله إلى الجانب العملي أكثر من العاطفي حيث تشتكي الزوجة المصرية دائمًا منه، ربما من أحد الأسباب ذلك هو طبيعة الحياة وضغوطها ولكن الروانسية لا تتطلب أكثر من كلمة "حلوة" ووردة عند بعض الزوجات، وبالطبع هناك أزواج مصريين رومانسيين ولكن لنقل إنهم عملة نادرة، مقابل معظم الفتيات والسيدات الحالمات إذ لا يقابل الزوج مثل هذه المشاعر بالاهتمام، حتى أن العديد من الزوجات تسخر من الفتيات الشابات في سن الزواج بأن تلك الرومانسية الحالمة في الخطوبة تنتهي تمامًا بعد الزواج، إذ لا يهتم الزوج إلا بالمال والطعام فقط فيما بعد.

وهناك نماذج ناجحة لزواج مصريات من أجانب تسردها صاحبة التجربة ياسمين طارق قائلة تزوجت لمدة 3 سنوات من مهندس معمارى، أنجبت طفلتى الأولى، ثم تحولت الحياة إلى جحيم، ولم أعد أمتلك القدرة على الاحتمال، انفصلنا، وعدت لعملى كمدربة لليوجا فى إحدى الصالات الرياضية، تعرفت على أحد المتدربين ولم يكن مصريا بل كان من دولة جنوب أفريقيا، بدأت العلاقة بصداقة، لم أكن أضع فى خيالى الارتباط برجل ليس مصريا.

دون أن تشعر بدأ عقلها فى نسج المقارنات بين زواج سابق، وزوج حالى أنجبت منه صبيا وفتاة، ويمكننى الآن بعد سنوات من الحياة مع رجل أجنبى أن أقارن بين تجربتين يختلف تماماً عن التجربة السابقة، وقالت: الفرق شاسع بين ثقافة الرجل الشرقى وثقافة الرجل الأجنبى بداية من طريقة الارتباط، وحتى تفاصيل الحياة اليومية التى أشعر دائما أنها مختلفة تمام الاختلاف عما عشته من قبل، زوجى الأول كان رجلا تقليديا بكل معنى الكلمة، لم أعثر فى قاموس رجولته كما يصنفها على أبواب المساندة والدعم، أو المساعدة فى أعباء المنزل، أو فى تربية ابنته، كأى رجل مصرى أصيل كان يومه يبدأ بالذهاب للعمل، ثم العودة للمنزل والجلوس أمام التليفزيون والشكوى المتواصلة من الإرهاق وآلام ظهره، أما أنا فليس لى الحق فى العمل، أو حتى الراحة من طلباته المتواصلة.

وفى مقارنة واضحة تحدثت ياسمين عن زوجها الأجنبى قائلة: زوجى الحالى "مش سوبر هيرو"، ولكنه على الأقل يشعر بالمسئولية المشتركة، يفهم معنى كلمة مشاركة بين الزوجين، فيساعد فى التربية، يهتم بالتفاصيل، يقدم الدعم دائماً فى أعمال المنزل وتربية الأبناء، بالإضافة إلى مساندته لى دائماً فى تحقيق طموحى ودفعى للعمل، أما عن المساحة فحدثى ولا حرج، فثقافة الرجل الأجنبى دائماً تشمل مساحتك الخاصة، فعلى عكس  المشاكل التى يمكن مواجهتها مع ثقافة رجل شرقى لا يسمح لزوجته بالخروج أو السفر وحدها، يدفعنى زوجى دائماً للخروج وحدى وقضاء الوقت بمفردى، بل والسفر وحدى أو مع أًصدقائى إذا رغبت، وهى المساحة التى لا يعترف بها دائماً الرجل المصرى.

وكذلك الفنانة المصرية إيمان التى تزوجت من فؤاد شقيق الفنان فريد الأطرش وانفصلا بعد فترة قصيرة، لتتزوج بعده من مهندس ألماني يُدعى ماكس، وتعيش معه حياة أسرية طبيعية في ألمانيا، بعد اعتزالها الفن، اقتحمت ايمان عالم السينما لأنها تحبه، ولكن تبين بعدما تزوجت رجل الأعمال الألماني ماكس تشايلد عام 1962 أنها أصرت على أن تتنازل عن أحلام السينما والشهرة والأضواء، وانتقلت للإقامة في ميونخ بألمانيا، ثم انتقلت للاقامة في العاصمة النمساوية فيينا، بعد أن كان أولادها الثلاثة الذين أنجبتهم في ألمانيا كبروا وصار لكل منهم حياته الخاصةومما يذكر ان كل واحد من الابناء الثلاثة للفنانة إيمان له اسمان، اسم عربي واسم الماني.. فابنتها الكبرى، ليلى، على اسم أمها، وعلى اسمها الحقيقي، اما اسمها الألماني فهو كاثرين، أما ابنها الأوسط، فاسمه العربي هلال على اسم والدها، واسمه الألماني توماس على اسم حماها (والد زوجها)، أما ابنها الصغير فاسمه ماكس على اسم زوجها، ولا اسم عربياً له.

ولكن ينبغى أن يحتاط الأهل ويتوخوا الحذر عند اتمام تلك الزيجة للحفاظ على ابنتهم فهناك نقاط أساسية كضوابط جديدة لإتمام تلك الزيجات منها ضرورة حضور الزوج الأجنبي إلى مصر عند إجراء توثيق العقد، فقد شاهدنا حالات كثيرة مأساوية كان الزواج فيها من خلال الوكيل عن الزوج الذي يأتي لإتمام زيجته في مصر، حيث تفاجأ الزوجة بعد سفرها الى زوجها بناءً على عقد الوكيل هذا بالكثير من الأمور الخفية التي لم تكن تعرفها من قبل، أقلها طباع زوجها وشكله وظروف معيشته وأسلوبه في التعامل وغيرها من الاساسيات التي من حق كل زوجة ان تعرفها عن زوجها اذا كان الأساس بالفعل هو بناء اسرة، وبالتالي حضور الزوج عند اتمام العقد شرط رئيسي لإتمامه، ولعل فارق السن الكبير بين الزوجين يعد علامة فارقة في مدى تكافؤ هذا الزواج.