الحج في زمن «فيسبوك».. الدعاء بالصورة السيلفي أمام الكعبة.. والشيوخ يحجون بالهاتف

وكيل الأزهر لـ«الـزمان»: التقاط تلك الصور يتناقض مع قدسية الشعائر الدينية
استطاعت «السوشيال ميديا» فرض نفسها بقوة على كل كبيرة وصغيرة فى حياتنا، فى وقت قصير إلى أن وصل الأمر إلى الحج وزيارة بيت الله الحرام، فدون أن نشعر أصبح للحج فى عصر مواقع التواصل الاجتماعى طقوسه الخاصة، بداية من شراء الـ«سيلفى استيك» ضمن مستلزمات السفر، وصولًا إلى تقديم دليل الولاء للأصدقاء بكتابة أسمائهم أمام الكعبة وإرسالها لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتوتير».
وتأثرت طقوس الحج فى السنوات القليلة الماضية بهوس استخدام «السوشيال ميديا»، فبعد أن كان استعداد الأسرة لأداء فريضة الحج وزيارة بيت الله الحرام، مصحوبًا بالاستعداد النفسى لأداء المناسك والاستماع للأغانى التى تظهر مدى الاشتياق لزيارة بيت الله الحرام، مثل «يا رايحين للنبى الغالى هنية لكم وعقبالى» للفنانة ليلى مراد، و«لأجل النبى» لمحمد الكحلاوى، و«القلب يعشق كل جميل» للسيدة أم كلثوم، أصبح بشراء الـ«سيلفى استيك».
وتتوالى الطقوس ففى الطريق لتوصيل الحاج أو الحاجة إلى الطائرة أو الوسيلة التى سيسافر بها لا بد من توثيق الحدث بسيلفى السيارة بملابس الإحرام، إلى أن يصل الحاج إلى المطار إن كان سيستقل طائرة للذهاب للأراضى المقدسة، فنجد سيلفى آخر هو سيلفى الطائرة من الخارج، ويتم اصطحابه بسيلفى ثالث هو سيلفى الطائرة من الداخل والذى يتخذ فور الركوب.
وتصل الرحلة سالمة إلى الأراضى المقدسة وهنا ينشط دور «السوشيال ميديا» فنجد منشورًا خاصًا بالوصول مصحوبًا بأول صورة تم التقاطها بالمملكة العربية السعودية، ومن ثم يبدأ سيل السيلفى بكل مشعر من مشاعر الحج، ثم شمل التصوير بأماكن متنوعة تبدأ من الكعبة وجبل عرفات، وحتى الحمامات فى الحرم المكى وبرج الساعة، وغيرها من المعالم السياحية، كأبراج فنادق مكة التى تحتل مكانًا بارزًا فى معظم الصور الذاتية المأخوذة بواسطة «السيلفى استيك»، بجانب الطقوس الطريفة التى أدخلتها «السوشيال ميديا» على الحج، ومنها تقديم دليل الولاء بتذكر الأحباب والأصدقاء والدعاء لهم عند الكعبة بكتابة أسمائهم على ورقة أمام الكعبة وتصويرها، وإرسالها للصديق على «فيسبوك».
وأكثر من تضرر بصورة السيلفى هو الداعية عمر خالد، إذ كان يقوم بإلقاء الدعاء أمام الكعبة وهو يقوم بتصوير نفسه «سيلفى» أمام الكعبة خلال أدائه مناسك الحج.
ولهذه الظاهرة صرح عباس شومان فى تصريحات خاصة لـ«الــزمان» بأن التقاط تلك الصور يتناقض مع قدسية الشعائر الدينية، وأكبر دليل على ذلك منع السعوديين التصوير داخل الحرم المكى وفى بقية الأماكن المقدسة، مضيفا: «اللى يصور نفسه سيلفى مع بيت الله الحرام تهريج وميرضيش ربنا»، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء فى السعودية، دعا إلى تحطيم آلات التصوير المحمولة مع بعض الحجاج، واصفًا التقاط صور السيلفى بالمنكر الذى لا يجوز فعله، ويجب منعه فورًا.
وأصدرت هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى السعودية منشورًا وزعته على الحجاج عقب وصولهم لأداء المناسك، جاء فيه أن الهيئة لاحظت خلال الفترة الأخيرة انشغال الحجاج بالتصوير، الذى أصبح الشغل الشاغل لهم، حيث تجدهم فى أروقة الحرم قد شغلوا أنفسهم بما لا يليق فى بيت الله بالتقاط الصور، ودعتهم إلى التفرغ للصلاة وأداء المناسك، عوضًا عن التقاط الصور.