رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حارتنا

طالبات الأزهر.. ينتصرن على الملحمة الصهيونية

معهد فتيات غزة
معهد فتيات غزة

غارات جوية.. انقطاع كهرباء.. رؤيتهم لذويهم يحتضنون الرصاص الإسرائيلي في قلوبهم

عقبات عديدة وقفت أمام طلاب الشهادة الثانوية الأزهرية بغزة، وأجبرتهم على خوض ملحمة التقدم ضد عوامل الانحدار، التي طالما كانت دافع الطالبتين نفين الدحدوح وأميرة فتحي مسعود، أوائل الثانوية الأزهرية للتقدم نحو الأمام، لم يبالوا لسقوط ولا يأس بالرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي في قص أجنحتهم ليسقطوهم من أعلى سفح جبل النجاح.

نيفين عمران إسماعيل الدحدوح، الأولى على الثانوية الأزهرية للقسم العلمي، بمجموع 613 بموجب94.31%، يعمل والدها مهندس ووالدتها دكتورة صيدلانية، نشأت نيفين وسط إخواتها السبعة «حنين، ومريم، وأسامة، وعمار، وحسن، ومحمد، وطارق» في أسرة متواضعة ومتوسطة الحال.

 وفي تصريح خاص بـ«الزمان»، باحت نيفين، عما يدور في بالها ويجري في بنات أفكارها قائلة: "بالنسبة لما تعرضنا له من قصف جوي، فأنا تعلمت أن أتحكم بأموري ولا أتأثر بالظروف، لأن لولا هذه الصعاب لما تمكنت من النجاح"، وهذا ما يجعلها «سوبرجيرل غزة».

وأضافت نيفين: " كنت أذاكر 12 ساعة يوميا، مستعينة بالكتب المدرسية، وبعض الكتب الخارجية مثل المرشد في المواد الأدبية، وكتاب مندل في الأحياء، وكتاب المعلم في الفيزياء، ولم أحتاج إلى دروس خصوصية قط، فكان دافعي دائما هو رؤية السعادة تغمر وجه أبي، ووضع حلمي أمام عيني، مما كان يعزز شخصيتي ويشعرني بأنني أثبت ذاتي".

وتابعت «سوبر جيرل غزة»: "النجاح لا يتطلب سوى المثابرة وتقدير الطالب للمعلم، فكلما زاد تقديرك لهم كلما زادوك بعلمهم الفياض، فعليك الإنصات لهم دائما، خاصة بالأزهر، ذاك المكان الذي تتجسد فيه شخصية الإنسان، ويمده بالأمل كونه معهد أزهري عريق، يمثل نموذجاً لإنسان احتواه الكثير من العلوم الدينية والعربية والعلمية، يجعل من الإنسان شخص مختلف مثقف يعتمد على نفسه، يخاف إن لم تحدث معه مشكلة، يؤمن بأن الصعاب تقويه"

وأكدت نيفين الدحدوح: "أشكر كل من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وعميد المعاهد الأزهرية الدكتور عماد حمتو، وكل من يقوم بالاهتمام ومساندة المعاهد الأزهرية " متمنية الدراسة في كلية الطب بجامعة الأزهر في مصر وتأمل بأن يمنحها شيخ الأزهر هذه الفرصة قريبا.

لكن ليس هذا فقط فهناك مثال لابد أن يحتذى به الجميع، ويقف رافعا قبعته لهذه الفتاة المثابرة، أميرة فتحي مسعود أهل، الأولى على الثانوية الأزهرية للقسم الأدبي، والحاصلة على مجموع 551، بموجب 93.39%، نشأت وسط أربعة أشقاء «أسامة، وأمير، وشهد، وأحمد»، والدها يثابر في عمله المتقطع، ووالدتها المخلصة ربة منزل وحاصلة على شهادة جامعية، لذا لابد أن تكون هذه الأبنة مصدر فخر لعائلتها.

وتقول أميرة لـ"الزمان": "منذ دخولي الأزهر ودائما أحصل على المرتبة الأولى، لكن مفاجئتي أنني توقعت بأن أكون الأولى على معهدي ولكن ليس على مستوى فلسطين، وكنت أنظم دراستي حسب موعد الكهرباء، التي كانت شبه دائما منقطعة، وأحيانا ألجأ للكشافات، بموجب 8 ساعات يومية متفرقة".

وأضافت «الفتاة المثابرة»: "لم استعن بكتب خارجية ولم أخذ دروس خصوصية، وحينما يصعب شيء ما علي استعين بمعلميّ وبالدروس المنشورة على موقع "يوتيوب".

وأوضحت أن هناك العديد من المقولات التي كانت تستقوى بها مثل ما خاب من توكل على الله، ولكل مجتهد نصيب "وما توفيقي إلا بالله"، ناصحة الطلبة المقبلين بأن يذاكروا ويعتمدوا على الله لأنها أهم عبادة يليها رضا الوالدين.

وبما يخص غارت الاحتلال الإسرائيلي قالت: "كنت أخاف وأتوتر من صوت القصف بس هدفي بأن أكون من الأوائل جعلني اتغلب على صوت القصف المميت، وأركز على هدفي ودراستي وذلك قلل من الخوف والتوتر لدي، وساعدني أيضا طموحي بأن أسعد أمي وأبي".

وتابعت أن هدفها إكمال مسيرتها التعليمية وتصبح أكاديمية بالجامعة، وقدمت شكرها لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، على الاتصال الذي أدخل الفرحة والسرور على بيتيها، وخاصة أنه كان مفاجئ، ووجهت شكرها أيضا للعميد الشيخ الدكتور عماد حمتو، الذي كان يوفر كل ما يطور العملية التعليمية وسيرها على أكمل وجه، مشيرة إلى جهد وتعب كل من إدارة المعاهد الأزهرية ومعلميها ووالديها وكل من قدم لها الدعم

لم تقرر أميرة، عن الكلية التي ترغب الالتحاق بها بعد، لكنها أكدت أنها تحب المواد الدينية مثل الحديث والصرف، وكانت عاشقة للصرف والبلاغة، وأكدت أنها تتمنى بأن يكافئها شيخ الأزهر بعمرة لوالديها، وجهاز "لابتوب" لها.

ليس فقط الطلاب من عانوا من غارات العدو والصعوبات بل كانت بمثابة شوكة تعيق المعلمين أيضا، فقال محمد الحاج أحمد، مدرس مادة الأحياء، ومشرف المواد العلمية بالمعهد الأزهري في غزة، في تصريح خاص لـ"الزمان"، إن مستوى طلاب الأزهر الحاصلين على المراكز الأولى بالمعاهد الأزهرية بغزة في تصاعد بالمستوى منذ طفولتهم، وكان دائما لديهم حماس تجاه الدراسة، وبالرغم من وجود غزة تحت الحصار معظم الوقت إلا أنهم بجهدهم وطموحهم وصلوا لهدفهم.

وأضاف الحاج، أن الطلاب تعرضوا للعديد من الصعوبات، خاصة أن المعهد في مكان تجمع وزارات وأماكن شرطية، فكان دائما ما يتعرض لقصف.

وأوضح مشرف المواد العلمية بالمعهد الأزهري بغزة، أنه ذات مرة وهو في الفصل يشرح وقع عليهم جزء من السقف نتيجة لذلك، وسرعان ما قام المعلم والطلاب بإخلاء المكان، مشيرا إلى أنه قبل النتائج بأيام تم قصف مكان قريب من المعهد ولحقت به أضرار بالغة، لكن تم ترميمه فيما بعد.

وأكد الحاج، أن تفوق الطلاب يرجع إلى الصبر والأمل بالمستقبل، ووقوف مصر قيادة وشعب مع الأخوة في فلسطين.

موضوعات متعلقة