رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

أدوية الإقلاع عن التدخين.. كارثة

أدوية الإقلاع عن التدخين.. «جه يعالجها عماها»

علاج التدخين يفتك بأجساد المصريين

تصنع محليًا ومن خامات مقلدة.. ويتم الإعلان عنها عبر قنوات بير السلم

ضحايا الأدوية المغشوشة: لا تؤدى الغرض وأضرارها الجانبية كثيرة.. وبعض الحالات أصيبت بقرحة فى الأمعاء

التدخين واحدة من العادات السيئة التى يحاول البعض الإقلاع عنها لكن دون جدوى إلا فى نطاق محدود، وهو ما يدفعهم للجوء إلى أدوية طبية تساعدهم فى التخلى عن العادة السيئة.

وتستورد هذه الأدوية من الخارج وبعض اللاصقات الطبية أمريكية الصنع وتؤدى نفس الغرض وتأتى بالطلب من الخارج عبر شركات متعددة الجنسيات، وبينما تسعى وزارة الصحة مساعدة المواطنين فى الإقلاع عن التدخين حفاظًا على صحتهم من خلال توفير بعض الأدوية، إلا أن بعض العصابات استطاعت أن تسبح فى الماء العكر وتقوم بتقليد تلك الأدوية وطرحها على المستهلكين بأسعار رخيصة والإعلان عنها من خلال قنوات بير السلم.

وهو ما رصدته «الزمان»، بعدما وجدت تلك الأدوية انتشارًا واسعًا بين المدخنين لرخص ثمنها وسهولة الحصول عليها بدلا من الانتظار لأيام وأسابيع كما هو الحال مع الشركات العالمية.

ورصدت «الزمان» بعض الوقائع والتى تفيد بانتشار تلك الأدوية بين المدخنين، حيث يروى «م.ج» 33 عاما، تجربته مع تلك الأدوية، قائلا إنه يعانى من ضيق تنفس شديد وقد نصحنى الأطباء بالإقلاع عن التدخين وإلا سوف أصاب بأمراض فى الرئة، وجربت كل شيء ومنها تناول جميع أنواع التسالى لكن دون فائدة وظل الأمر كما هو عليه، لحين وقعت عيناى على إعلان يذاع على قنوات الأفلام بخصوص وجود علاج فعال وسريع للتخلص نهائيًا من التدخين ولم أتردد فى الاتصال على الأرقام الظاهرة فى الإعلان وطلبت الحصول على المنتج دون سؤال عن الشركة والتركيبة الطبية وحصلت عليه بالفعل فى اليوم التالى.

وتابع: «دفعت 1200 جنيه ثمن كورس العلاج ومدته 5 شهور ويساعدك فى الإقلاع نهائيًا عن التدخين، ومع مرور الوقت وتلقى جرعات العلاج كنت أشعر بغثيان وخمول وألم شديد بالأمعاء واستمر الوضع لدرجة لم أتمكن من تحملها وتوجهت إلى استشارى جهاز هضمى، واكتشف إصابتى بتقرحات بسيطة فى الأمعاء وذلك على أثر تناول دواء مجهول المصدر ومجهول المكونات الطبية، إذ تقوم الشركة بإقناعك بأن المنتج سيأتيك لكن خارج العبوة على زعم بأنه مستورد ودخل البلاد مهرب من الجمارك ويتم تأليف قصة لإقناع المدخن بأنه هو نفس المنتج المستورد لكن دون عبوة».

واقعة أخرى، قمنا برصدها لشاب فى نهاية العقد الثالث من عمره، ويدعى «أ.ش» واضطر لتلك الأدوية بعدما نصحه الطبيب بأنه مرض القلب الذى أصيب به لا يتوافق مع سلوك المدخنين والذى يتسبب لهم بأزمات مستمرة، ويقول «أ.ش» لـ«الزمان»: مثلى مثل آلاف المدخنين يرغبون بقوة فى الإقلاع عن تلك العادة السلبية لكن دون جدوى وقد لجأت إلى عيادة الإقلاع عن التدخين بمستشفى العباسية، وحصلت على دواء بسعر رمزى لكنى لم أستمر فى العلاج وعدت للتدخين رغم أنه علاج آمن، ومع تدهور حالتى وانزعاج أمى وزوجتى من استمرار وضعى قاموا بالتواصل مع واحدة من الشركات التى أعلنت عن بيعها أدوية مستوردة.

وتابع: زوجتى وأمى اشتروا العلاج من الشركة دون علمى وأخبرونى بأنه لو لم أداوم عليه ستكون هناك نتائج سلبية على مستوى العائلة، وتحت ضغط بدأت أحصل عليه وقد ادعت الشركة بأن دواء الفارنيكلين الأصلى وهو أحدث أنواع الأدوية الموجودة فى السوق وسعرة مرتفع، وبعد فترة قليلة وجدت اسمرار تحت عينى ورشح باستمرار فى أنفى وألم فى الصدر والأمعاء، ورغم ذلك كنت أشعر بحالة من القرف حينما أشم رائحة السجائر، وإعياء بالمعدة إذا ما قمت بتدخين سيجارة.

فيما كشف الدكتور سمير صديق استشارى أمراض الصدر، عن خطورة انتشار الأدوية المغشوشة والمصنعة محليًا وهى لا تقتصر فقط على أدوية الإقلاع عن التدخين وتشمل جميع الأنواع الأخرى ومنها أدوية لعلاج أمراض مزمنة وهى مستوردة ويتم غشها وتصنيعها داخل ورش بير السلم بمعرفة بعض الكيمائيين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان.

ولفت إلى أن الإقلاع عن التدخين له فوائد صحية فورية وطويلة الأجل على جميع المدخنين، فخلال 12 ساعة يؤدى لانخفاض مستويات أول أكسيد الكربون فى الدم إلى معدلاتها الطبيعية وفى الفترة من 2: 12 أسبوعا يؤدى إلى تحسن الدورة الدموية وارتفاع مستوى أداء الرئتين وفى الفترة من 1 : 9 أشهر يؤدى لتناقص معدلات السعال وضيق النفس.

وأضاف استشارى أمراض الصدر، خلال عام يؤدى إلى بلوغ معدل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية نصف معدله تقريبا مقارنة بالمدخنين وفى الفترة من 3 : 5 سنوات يؤدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بسرطان المثانة وسرطان الفم إلى النصف وفى فترة 10 سنوات يؤدى إلى هبوط معدلات خطورة الإصابة بسرطان الرئة إلى نصفها تقريبا مقارنة بالمدخنين، وخلال 15 سنة تصبح خطورة الإصابة بأمراض القلب التاجية معادلة لمستواها بالنسبة إلى غير المدخنين.

وحول آليات تصنيع تلك الأدوية، كشف الدكتور محمد توحيد الخبير الكيميائى: يتم استخدام مواد خام مجهولة المصدر ومادة فعالة صينية الصنع والمنتشرة فى السوق ومن خلال مكابس يتم صناعتها يدويًا داخل ورش الخراطة يتم تصنيع قوالب تشبه الموجودة فى شركات الأدوية، ويتم تزوير العلامة التجارية لتكون مطابقة للمنتج الأصلى.

وتابع: هناك أنواع معروفة تساعد فى الإقلاع عن التدخين، ومنها الفارنيكلين، والبوبربيون، وكذلك أدوية الكلونيدين والنورتربتيلين.

موضوعات متعلقة