الزمان
وزير الشباب والرياضة يهنئ المستشار محمد الدمرداش بفوزه برئاسة نادي الزهور وزير الشباب والرياضة يلتقي اللجنة المنظمة لكأس العرب في قطر الرقابة المالية تعقد ورش عمل للمحررين الاقتصاديين لمناقشة تطوير سوق رأس المال ومختلف الأدوات المالية وزير الشباب والرياضة يفتتح النسخة الثانية لــ ”قمة مصر المستدامة للشباب 2025” المشرف العام على ”القومي للأشخاص ذوي الإعاقة” تشهد حفل تكريم فريق كرة السلة للكراسي المتحركة نائب وزير الصحة تشارك في افتتاح «منتدى البرلمانيين العربي الآسيوي» جيش الاحتلال الإسرائيلي يفتح تحقيقا في دعوة وزير فلسطيني سابق لإلقاء محاضرة للضباط قطع التيار الكهربائي عن حي مبارك الجديد بطور سيناء غدا فيلم البذور يفوز بجائزة نجمة الجونة الخضراء بحفل ختام مهرجان الجونة في دورته الثامنة ليلى علوي عن ضريبة الشهرة: تفقدني الحرية.. والجمهور يضخم أخطاء الفنانين مبابي: الكلاسيكو هو المباراة التي يحلم الجميع بخوضها كيفو: أثق في احترافية فريقي.. أجواء نابولي لن تكون سهلة
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سماء عربية

الزاهد

فى كتابه "الزاهد – أنور الجندى – حياته، أدبه، فكره"، يعرض الناقد الكبير الدكتور حلمى محمد القاعود سيرة الأديب والكاتب العملاق الراحل أنور الجندى كنموذج فريد للكاتب المسلم فى جهاده وعطائه، وصبره وتضحيته، مشيرًا إلى إثراء الجندى للمكتبة العربية المعاصرة بمئات الكتب والدراسات، دفاعًا عن الإسلام وشرحًا لمقاصده، وبيانًا لجوهره وغاياته، حيث ظل قرابة ستين عامًا يعتبر الدفاع عن الإسلام وشرح مقاصده النبيلة، قضيته الأولى التى شكلت محور حياته الأدبية والفكرية، فى ظل مناخ مسموم يحارب من يكتب عن الإسلام بوعى وإصرار ويحاصره، دون أن يفت ذلك من عضده فالهدف من كتاباته التقرب إلى الله، وجائزته التى ينتظرها من رب الناس بالرحمة والغفران وليس من البشر.

لقد أثرى الجندى مكتبة الدراسات الإسلامية والأدبية بمؤلفات من العيار الثقيل لعل أشهرها "طه حسين .. حياته وفكره فى ميزان الإسلام"، "الإسلام والغرب"، "الخروج من التبعية"، "ألف مليون مسلم فى مواجهة الأخطار والتحديات"، "الصهيونية والإسلام"، وكان عضوًا عاملًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ومن أوائل الأعضاء فى نقابة الصحفيين، وحصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960، ورغم ذلك فحين مات لم تكتب عنه صحيفة، ولم تتحدث عنه إذاعة، ولم يعرِّف به تلفاز، كأن الرجل لم يخلف وراءه ثروة طائلة من الكتب والموسوعات، فى مختلف آفاق الثقافة العربية والإسلامية، ولو كان أنور الجندى مطربًا أو ممثلًا، لامتلأت أنهار الصحف بالحديث عنه، والتنويه بشأنه، والثناء على منجزاته.

ويوضح القاعود فى كتابه كيف رضى الجندى أن يعيش حياة متقشفة بسيطة يبحث وينقب، كاشفًا كثيرًا من المناطق المجهولة فى التاريخ والأدب والفكر، مضيئًا للأمة معالم الطريق المستقيم الذى حاول خصوم الإسلام طمسه أو تحويل الناس عنه.. كان – باختصار- رجل أمّة!

  ويؤكد أنه كان ينشر كتبه على حسابه، وينفق عليها معاشه البسيط، لترى النور فى صورة متواضعة، ولم يطلب من الموزعين شيئًا، ولم يتلق مقابلاً من معظم الناشرين.

ويبين الكاتب هدفه من كتابه ألا وهو إنصاف كاتب كبير ظُلم حيًّا وميتًا، يقول: رأيت الرجل الواعى المجاهد قد ظُلم ظلمًا شديدًا من الحياة الثقافية فى بلادنا، بينما تحتفى بكل أعداء الإسلام وخصومه ومن لا طعم لهم ولا لون، وتمنحهم جوائزها، وتنشر لهم كتبهم ودراساتهم الهزيلة، وتقيم لهم السرادقات على الطريقة الفرعونية! وكنت أسأله عن ذلك، فيقول: إننى أنتظر جائزة من ربى بالرحمة والغفران.

ويستطرد القاعود: من ثم كان جهدى المتواضع للتعريف بالرجل، وتقديمه للأجيال الجديدة كى تتعرف على حياته وجهاده، وأدبه وإبداعه، وتصوراته وفكره، وودت لو توسعت فى الدراسة لتتكافأ مع حجم إنتاجه ونشاطاته الفكرية، ولكن عذرى حين أقدم هذه الإطلالة السريعة، هى طبيعة الظروف الصحية التى أعانيها، وانشغالى الأكبر بما يجرى على ساحة الوطن من أحداث تضطرنى إلى المتابعة المستمرة.

وبختتم بقوله: أرجو أن يكون ما كتبته هدية متواضعة إليه فى العالم الآخر - إن كانت تُقْبل مثل هذه الهدايا - وأن يكون حافزًا للباحثين والكتاب الجادين المخلصين على مواصلة البحث عن الرجل وأدبه وفكره وإبداعه، ليتعرف الناس على الحقائق التى يخفيها التجاهل والتهميش والتعتيم.

click here click here click here nawy nawy nawy