«المصري للشئون الخارجية »: أغلب الدول العربية في حالة فوضى جعلتها غير قادرة على التحكم في مقدراتها

عقد المجلس المصري للشئون الخارجية مؤتمره السنوي تحت شعار "أمن الشرق الأوسط.. الفرص والتحديات"، على مدى يومَي 23 و24 ديسمبر 2019، حضرته وشاركت في أعماله نخبة متميزة من السفراء والأكاديميين والباحثين والمهتمين بقضايا المنطقة والعالم، وافتتح أعمال المؤتمر معالي وزير الخارجية سامح شكري.
وتناولت الجلسة الثالثة الرؤى الإقليمية لأمن منطقة الشرق الأوسط، حيث أشير إلى أنها منطقة غاية في الأهمية بما تتضمنه من مزايا استراتيجية مهمة، إذ بها أهم الممرات المائية الدولية في العالم، وتمتلك أكبر احتياطي بترول وغاز عالمياً، وفي هذا السياق تم التركيز على الدول الإقليمية غير العربية وتحديداً الرؤى الإسرائيلية والإيرانية والتركية لأمن المنطقة، وذلك استناداً للدور الكبير الذي تلعبه هذه القوى في مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، ما يُمثل تحدياً لأمن المنطقة واستقرارها وعاملاً رئيسياً في الفوضى التي تضر بها، وتم التأكيد على أن التصدع الذي أصاب النظام العربي هو ما أدى إلى تعاظم النفوذ الإقليمي لهذه الدول.
واتفق المتحدثون على خطورة سياسات واستراتيجيات دول الجوار العربي على الاستقرار والأمن في المنطقة. وربط المتحدثون بين تدخلات هذه الدول ووكلائها من الفاعلين من غير الدول، لاسيَّما حزب الله والحوثيين بالنسبة لإيران، وحماس والإخوان بالنسبة لتركيا وقطر. وقد أوضح المشاركون أن أغلب الدول العربية في حالة سيولة وفوضى شديدة، جعلتها غير قادرة على التحكم في مقدراتها.
كما تطرقت الجلسة أيضاً إلى رؤى الدول العربية لأمن المنطقة، إذ أوضحت أن المخاطر التي تواجه المنطقة العربية جسيمة ومتعددة الأوجه ولايوجد توافق حول ماهية وأولويات هذه المخاطر، في الوقت الذي لا تجمع الأمة العربية شبكة أمان واحدة قادرة على مواجهتها، فالبعض لا تعنيه كثيراً وجود مثل هذه الشبكة ويظن أنه بمأمن من تلك المخاطر، غير مدرك أنه إن لم تصبه مباشرة فسوف يأتيه الضرر بصورة غير مباشرة.
وأكد المشاركون ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع المشتركة العربية والتي جُمِّدت منذ إقرارها عام 1950، كما أن جهود إقامة القوة العربية المشتركة والتي قادتها مصر عام 2015 لم تثمر عن ميلاد قوة مشتركة بسبب طلب بعض دول الجامعة المزيد من الوقت للدراسة.
وفيما يتعلق بالرؤية المصرية لأمن المنطقة، فتم تناولها عبر تحليل شقين، الأول: رؤية مصر لمصادر التهديد، والثاني: رؤية مصرية لآليات الحركة. فمصادر التهديد متمثلة في إسرائيل وحركة حماس وتدهور الأوضاع في ليبيا والتخوف الجنوبي من استمرار السياسة السابقة للرئيس السوداني السابق عمر البشير تجاه مصر والتي اتسمت بالضبابية، وأيضاً الموقف الاثيوبي فيما يتعلق بمشروع سد النهضة وتداعياته السلبية على مصر، إضافة للتخوف من الجنوب الشرقي متمثلاً في اليمن والتأثير على مضيق باب المندب وحركة الملاحة، إضافة لبؤر التوتر في شرق المتوسط.