رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

حوادث

اللواء محمد ربيع الدويك: لا بد من تطبيق الحظر الكامل لمحاصرة الفيروس اللعين (حوار)

الإصلاح الاقتصادى.. صمام الأمان للطبقة الفقيرة والمتوسطة

الأداء الشرطى يتسم بالجانب الإنسانى والتوعوى

طالب اللواء محمد ربيع الدويك، المفكر والخبير الأمنى، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، المواطنين بضرورة الالتزام بتنفيذ تعليمات حظر التجوال، مشيرا إلى أن الجهاز الشرطى يقوم بالدور التوعوى والإنسانى بطريقة تحسب له.. جاء ذلك خلال حواره لـ"الزمان"، والذى أكد خلاله على أهمية قيام الدولة المصرية والقيادة السياسية، باستقبال أبنائها العائدين من الخارج، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم على نفقة الدولة، كاشفا أن ذلك يؤكد حرص القيادة السياسية على مصلحة وصحة أبنائها، وإلى نص الحوار.

كيف ترى أزمة كورونا والتحديات التى تواجهها مصر محليا ودوليا؟

مصر ودول العالم أجمع يواجهون تحديات صعبة، ولكن مصر مستهدفة لأنها أكبر دولة عربية ورائدة، وكل الدول العربية تضعها نصب عينها كقدوة، ولذلك فلا بد من تكاتف مؤسسات الدولة والمواطنين؛ لاجتياز هذه الأزمة والخروج منها بوضع مثالى، حيث إن التعليمات والاحتياطات التى تتحدث عنها الدولة، هى ذاتها التى تتحدث عنها كل حكومات العالم، والمتعلقة بالاحتياطات الواجبة كما تراها القطاعات الصحية، فى ضوء المعلومات العلمية المتوفرة عن فيروس كورونا، ومصر ما زالت فى تعداد أقل الدول تأثرا بهذا الفيروس، بالتناسب مع أعداد سكانها واتساع رقعتها، لذلك فلا بد من زيادة ساعات الحظر، وفى ذات الوقت لا بد أن تضع الدولة فى مسئولياتها ما يترتب على ذلك من تقديم إعانات للبطالة الزائدة نتيجة الحظر، وفى ذات الوقت تكون الدولة عنوانا للوطنية والإخلاص- كما تعودنا- فى عودة أبنائنا من الدول التى ينتشر فيها الفيروس بسرعة، لأن الوطن غالٍ فى نفوس أبنائه، وقد رأينا كيف وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتحمل نفقات القادمين من الخارج من أبنائها من صندوق تحيا مصر، باعتبارها مسئولية وطنية، وأدعو الدولة بأن تكون النفقات مناصفة بين الدولة والمواطن، للتغلب على هذه الأزمة.

بالرغم من الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة، إلا أن الحرب الإعلامية من قبل البعض لا تنتهى.. برأيك لما كل هذا؟

هذه الحرب سياسية قديمة وعميقة، وتدار دون عقل، ومنطقها أنها معركة ثأرية بين النظام وتيارات معارضة قديمة، ولا بد للدولة أن تعرف أن هذه المعركة ليست من اليوم وإنما تدار منذ 1928 حين تأسست جماعة الإخوان، وهذا معلوم لكل أبناء الشعب والعالم أجمع.

وأؤكد أن المطلوب من الدولة أن تهتم بالشأن الداخلى والإصلاح الاقتصادى الذى تشعر به الطبقة الفقيرة والمتوسطة، والمحافظة عليه لأن ذلك هو صمام الأمان، وليس الإعلام والكلام كما يفعل بعض أصحاب النفوس المريضة، والذين نراهم "ليل نهار" يهاجمون الدولة دون أية أسباب، وهذا هو سر نجاح الدولة المصرية التى تقول وتفعل عكس الآخرين، والذين لا يملكون غير التصريحات الرنانة والشائعات المغرضة، والتى يكون هدفها التشكيك فى أى إنجاز حقيقى للدولة.

البعض ينادى بحظر كامل للسيطرة على الفيروس.. ما هو رأيك؟

يجب التأكيد على أن أداء الحكومة المصرية منذ بداية أزمة فيروس كورونا متميز ومتوازن، ولكن لا بد أن نأخذ كافة الاعتبارات ونطبق كافة التعليمات؛ لاجتياز المرحلة الثالثة حتى لا تسوء الأوضاع وتتدهور أكثر، ولو حدث- لا قدر الله- وارتفعت نسبة الإصابة، فيجب على الحكومة أن تعلن حظر التجوال بشكل كامل على كل أنحاء الجمهورية، لأنه حال فرض الحظر من الساعة الثالثة عصرا بدلا من السابعة مساء، فإن هذا لن يجدى بأى فائدة بل سيزيد الأمور سوءا، ونحن نعلم مدى صعوبة فرض حظر التجوال الكامل خاصة على الظروف الاقتصادية للبلاد، ولكنه ضرورة حتمية، ويجب على الدولة أن تأخذ فى الاعتبار أن تكون هناك آلية للتواصل مع المواطنين؛ لتوصيل السلع الغذائية لهم بالمنازل، فضلا عن احتمالية إرشاد الحكومة لترشيد الاستهلاك؛ حتى يكفى المخزون الاستراتيجى فترة الأزمة.

وكيف يمكن للمواطن المصرى أن يعرف الحقيقة؟

المواطن المصرى يدرك جيدا بواطن الأمور، وعلى دراية بأعداء الوطن فى الداخل والخارج، ونحن هنا نراهن على وعى المواطن، ولكن الاهتمام بالطبقة الفقيرة والمتوسطة، سيجعل الرأى العام محليا وعالميا يدرك الحقيقة، وبالتالى تسقط كل أكاذيب أعداء الوطن وادعاءاتهم وشائعاتهم.

كيف ترى عدم التزام بعض المواطنين بالإجراءات وتعمد البعض الصدام مع الشرطة؟

لا بد أن تنفذ تعليمات الحجر الصحى بكل دقة؛ لأن فى غيابها سينتشر الفيروس وهو عدو قاتل ولا مجال للتهاون فى ذلك، والشرطة وهى تنفذ عملها لا بد لها من المساندة الإعلامية الكاملة لمؤازرتها فى أداء عملها، حيث إن الحظر ليس المقصود به تعذيب المواطن كما يردد البعض، وإنما هو حماية لكل أفراد الشعب، وعلى الإعلام أن يقوم بتنظيم حملات للتوعية والتثقيف على مدار اليوم، بخطورة الفيروس وضرورة الالتزام بتعليمات الحكومة، وهنا نقطة هامة وهى قنوات التليفزيون الرسمى، مثل الثالثة والرابعة والثامنة وغيرها، فلها دور خطير؛ لأن الخطاب الإعلامى يجب أن يختلف حسب اختلاف عادات وتقاليد ولهجة كل محافظة، وتلك القنوات لها القدرة على معرفة كل قطاع من الشعب، ليتم توجيه الرسالة الإعلامية له فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.

كما أن الأداء الشرطى يتسم بالجانب الإنسانى ويقوم بدور إنسانى توعوى، فمثلا حينما يتم القبض على شخص، عليه أن يعلن فى مكبرات الصوت ويقول تم القبض على المواطن فلان؛ لأنه لا يحرص على سلامة نفسه وسلامة أهله والمجتمع كله، ويكون ذلك بأسلوب واضح وصريح، وتنفيذ القانون يكون بأسلوب راق.

كيف ترى مبادرة كلنا واحد والإقبال الجماهيرى عليها؟

تجد المبادرة إشادة من المواطنين، ويتم تنفيذها بتوجيهات رئيس الجمهورية، والذى أبدى حرصه على تقديم كافة أوجه الدعم للمصريين، خاصة محدودى الدخل، وبالجهود المتواصلة لوزارة الداخلية؛ للمساهمة فى خفض أسعار السلع الأساسية والرقابة على الأسواق، كما أشاد المواطنون بالتفاعل الإيجابى للسلاسل التجارية مع تلك المبادرات، لتوفير السلع الغذائية بالأسواق، واستمرارا للدور المجتمعى لوزارة الداخلية الهادف للمساهمة فى رفع العبء عن كاهل المواطنين، من خلال التنسيق مع كبرى الشركات والموردين وأصحاب السلاسل التجارية الكبرى، لتوفير السلع المختلفة بأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالأسواق، الأمر الذى يضمن توافرها بشكل دائم وبالكميات التى تلبى كافة احتياجات المواطنين، وتكفل الحصول عليها دون حدوث تكدسات، بما يكفل سلامة المواطنين فى ضوء الإجراءات المتبعة للوقاية من انتشار فيروس "كورونا" المستجد والحد من تداعياته.

وليس غائبا عن المواطن، الجهود التى تبذلها الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة، بالتنسيق مع مديريات الأمن بالمحافظات، لتكثيف حملاتها التموينية الموسعة لمراقبة الأسواق، وللمحافظة على استقرار الأسعار، وضبط كافة صور الاحتكار، والتحقق من توافر السلع بالأسواق، ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات، حفاظا على الصحة العامة للمواطنين، وضمانا لوصول السلع للمواطنين بالأسعار المناسبة والجودة الملائمة.