رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

3 عراقيل تضعها «كورونا» أمام مؤسسات التعليم فى مصر

طلاب الجامعات يتناحرون مع المواقع الإلكترونية


الفيروس يضع «التعليم العالى» بين فكى الرحى


رئيس الجامعة اليابانية: تأجيل منتدى التعليم قرار حكيم


رئيس أكاديمية البحث العلمى: نبذل قصارى جهدنا لاكتشاف مصل للوباء

لم يسلم أى شىء من ضرر فيروس "كوفيد 19"، الذى يطيح بكل من يقف أمامه، حتى التعليم حاصره الوباء الخطير، وأحدث أكبر ثلاث مشاكل لم تحدث من قبل فى الجامعات ووزارة التعليم العالى، التى بدأت بتأجيل تدشين أضخم منصة تعليمية، مرورا بكوارث التعليم الأون لاين، وختاما بالتفتيش عن لقاح يتصدى للفيروس.

تأجيل إطلاق أضخم منصة تعليمية

كان من المقرر إطلاق النسخة الثانية لمنتدى التعليم العالى- أضخم منصة تعليمية- فى أوائل شهر أبريل الجارى، حيث به يتم استعراض أفضل الأبحاث التى تخدم البحث العلمى، وتسهم فى تطوير ونهضة الفكر والابتكار.

وكان المنتدى سيدشن تحت عنوان "رؤية المستقبل"، والذى كان سيتم التركيز فيه على سوق العمل والاستراتيجية الوطنية فى سوق العمل المصرى والعلمى والدولى وما يحتاجه الخريج.

ولكن للأسف بعد انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، تغير مسار الأحوال 180 درجة، فقد تم تأجيل انطلاق تدشين النسخة الثانية من المنتدى لمدة 6 أشهر، حيث سيتم إطلاقه فى الرابع والخامس من شهر أكتوبر 2020م؛ وذلك للحد من التجمعات، وكى لا يتم نقل العدوى بين الناس، بحسب ما أكده الدكتور محمد الطيب، مساعد وزير التعليم العالى، والبحث العلمى للشئون الفنية، والمتحدث الرسمى باسم وزارة التعليم العالى، فى تصريحات صحفية.

وأضاف "الطيب"، أن هذا القرار جاء تنفيذا لتوجيهات الحكومة المصرية، وقرار رئيس مجلس الوزراء، بإيقاف التجمعات، لخطورة موقف الفيروس على مستوى العالم، وحرصا من الوزارة على الصحة العامة للمصريين والأجانب، كونه أهم هدف يسعى إليه الجميع فى ظل الظروف التى يواجهها العالم، تم اتخاذ قرار بتأجيل المنتدى العالمى للتعليم، خاصة بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية باعتبار فيروس كورونا وباء على مستوى العالم.

وقال رئيس الجامعة اليابانية المصرية، الدكتور أحمد الجوهرى، إنه كان من المقرر اشتراك جميع المؤسسات التعليمية، خاصة الكبرى فى هذا المنتدى، ولكن حكمت الظروف واقتضت بأن يتم تأجيله إلى أكتوبر المقبل، وهذا كان قرار لا بد أن يتخذ فى ظل أزمة "كوفيد- 19" التى تواجه العالم.

وأضاف "الجوهرى"، لـ"الزمان"، أنه كان سيتم طرح العديد من المشاريع التكنولوجية والبحثية فى هذا المؤتمر، فنحن نعمل على عدة مشاريع فى الجامعة، أبرزها الطاقة المتجددة، فنولد الكهرباء من خلال استخدام الألواح الشمسية، التى تتميز بمجموعة متشابكة من الخلايا الضوئية الجهدية العالية، بثلاثة نماذج مختلفة ويغطوا استهلاكنا فى الجامعة من الكهرباء بالفترة الصباحية.
وأوضح رئيس الجامعة المصرية اليابانية، أن فى ذات الوقت لديهم معمل تدريبى، كى يتسنى لطلبة البكالوريوس بكلية الهندسة والعلوم الإنسانية، أن يطلعوا على أهمية الطاقة المتجددة واستخداماتها المتعددة، لافتا إلى أنهم يشاركون بحلقات للخروج إلى المجتمع المحلى؛ لتطبيق الأشياء التى تعلموها، بالإضافة إلى مشروع آخر مع هيئة الدعم اليابانية "جايكا"، وهناك مشاريع بحثية آخرى للباحثين.

كوارث التعليم الأون لاين

"لا نستطيع الاستيعاب.. الموقع لا يعمل.. الطلاب لا يعوا أهمية الأمر"، كانت هذه أبرز تصريحات الطلاب وبعض المعلمين، الذين وضعوا فى أمر لا بد منه، ألا وهو التعليم الأون لاين، الذى أجبرهم عليه فيروس كورونا للعمل به فجأة دون أى تمهيدات، فقد وجه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، جميع الجامعات باستمرار تأدية المناهج المختلفة، عبر خاصية التعليم عن بعد على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل المختلفة، والخاصة بالكليات.

كان هذا قرارا حكيما ولكن تنفيذه صعب بعض الشىء، فالمحاضرات تم شرحها من قبل أساتذة خبراء ومؤهلين، وبالفعل تم نشرها على مواقع الكليات، ولكن لشدة الضغط على الموقع من قبل الطلاب للاستماع إلى المحاضرة، كان نظام الموقع لا يعمل فى معظم الأحيان، مما أزعج العديد من الطلاب، وكان أبرز الجامعات التى حدث فيها هذا الأمر جامعة الأزهر، الذين رفع بعض طلابها هاشتاج "احنا مش عارفين نذاكر أون لاين"، والذى تصدر تريند موقع التدوينات القصير "تويتر".

وأكد الطلاب بجامعة الأزهر، أن الموقع بطىء جدا، ونادرا إذا توفر فتحه والاستماع إلى المحاضرات، كما أن المشكلة الكبرى أيضا تكمن فى أن هناك طلاب كثيرين لا يتوافر لديهم النت، وبعضهم يحمل هواتف بسيطة ليست حديثة ولا يملكون كمبيوتر، وبعضهم يملكون هواتف لا بأس بها، ولكن ليس لديهم إنترنت منزلى، ويعملون بنظام الباقة، مما يكلفهم كثيرا ويصعب عليهم الأمر أيضا.

وأضافوا أن بعض أساتذة الجامعة كانوا متساهلين معهم، ورجحوا بأنه سيتم الشرح عبر برنامج "زووم"، كى يسهل التواصل بين الطلاب والأساتذة، وطرح الأسئلة، مما يسهم فى سرعة الاستيعاب، خاصة أن بعض هذه التجارب نجحت وبعضها باءت بالفشل؛ وذلك إما بسبب مشاكل فنية فى الهواتف والحواسب الآلية، أو بسبب عدم المعرفة الجيدة لبعض الطلاب فى التعامل مع مثل هذا البرنامج.

لم تكن هذه هى المشكلة الوحيدة فى التعليم عن بعد، ولكن بعض الطلاب قابلوا هذا بالاستهانة والمزاح، وهذا ما حدث مع أحد المعلمين أثناء شرحه لمادته عبر خاصية البث المباشر على موقع فيس بوك، الأستاذ سامح إبراهيم، مدرس العلوم والحاصل على الماجستير فى الكيمياء.

وأكد "إبراهيم"، لـ"الزمان"، أنه فعل هذا الأمر من تلقاء نفسه؛ لمساعدة طلابه على مذاكرة المادة، وبيان ما يصعب عليهم من أمور داخل المادة، وبشأن مزاح الطلاب، أوضح أنهم ما زالوا صغارا يحبون أن يظهروا روح الفكاهة بهم، وهذا يحدث معظم الأحيان، ولكن فى النهاية يستفيدون جدا ويعود عليهم بالإجابة، بدليل متابعتهم المستمرة لجميع فيديوهاتى التى أنشرها على صفحتى عبر "فيس بوك".

البحث العلمى يفتش عن المصل

ولم تقف أكاديمية البحث العلمى مكتوفة الأيدى، بل أعلنت عن جائزة قيمة لمن يكتشف لقاحا لفيروس كوفيد- 19، وذلك من خلال مسابقة يتقدم لها الباحثون، ويتم مناقشة أفكارهم، التى تتضمن حلا جذريا لإيجاد علاج مناسب للفيروس، أو مطهر بديل للكحول بكفاءة أعلى وأقل فى الثمن.

وقال الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، إنه تم رصد 30 مليون جنيه، من قبل مجلس الأكاديمية، بإشراف وزير التعليم العالى، الدكتور عبدالغفار، من أجل توظيف البحث العلمى؛ لإيجاد مصل يردع فيروس كورونا المستجد، وقد بذلنا جهودا كبيرة فى ذلك، ولا زلنا نسعى لإيجاد حل علمى لهذه الأزمة، بداية من مشروع "طبق فكرتك"، وحتى مبادرة "هاكثون ضد الوباء".

وأضاف "صقر"، لـ"الزمان"، أن البحث العلمى تهتم به الدولة، فتخصص من استثمارات كل الوزارات ميزانية لتطوير وحدات قسم أو مراكز أو معاهد بحثية، بالإضافة إلى برنامج صرف خاص بالأكاديمية، للإنفاق على البحوث والدراسات اللازمة لتحويل بعض براءات الاختراع إلى منتجات، مؤكدا أنه يوجد موسوعة لجميع براءات اختراع الأدوية والبراءات التى تم رفضها، ومعلومات كثيرة عن صناعة الأدوية.

وأوضح رئيس أكاديمية البحث العلمى، أنهم يحتفظون بكل الأبحاث والمعلومات التى طرحت؛ للاستفادة منها فى كيفية تطوير صناعة الأدوية فى مصر، مشيرا إلى تحسن مصر المستمر فى مؤشر الابتكار العالمى فى السنوات الأخيرة، حيث قفزت خلال السنوات الثلاث الماضية، 15 مركزًا للأمام (من المركز 107 إلى المركز 92)، فأكاديمية البحث بدأت فى تفعيل مبادرة "طبق فكرتك" التى سنخرج منها بنتائج إيجابية بإذن الله.

واختتم: "نحن كنا فى الماضى نرى عناوين أخبار، أن فلان اكتشف علاجا للأورام، أو مضاد لمرض معين، دون التأكد فعليا، لأن بعض الناس تبالغ فى نتائج المختبرات أو المعامل، التى ما زالت تحتاج إلى جهد كبير، ولكننا فى هذه المرحلة سنحرص كل الحرص على استخراج نتائج مؤكدة وبدقة متناهية".

وأطلقت أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، مبادرة الهاكاثون المصرى الافتراضى، لمكافحة فيروس كورونا المستجد (هاكاثون ضد الوباء)، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارة الصحة والسكان، ودعا رئيس أكاديمية البحث العلمى كل الشباب المبتكرين والباحثين؛ للمشاركة فى الهاكاثون من خلال الموقع الإلكترونى pandemichackathon.com، حيث يمكن للجميع المشاركة بكل الأعمار ومن كل المجالات، موضحا أن التسجيل يكون فقط من خلال ملء استمارة التسجيل، ومن ثم يتواصل الفريق المنظم مع المشارك ويرسل له كل التفاصيل التى تساعده فى التواصل مع الخبراء والاستشاريين والفريق المنظم للهاكاثون.