«السوشيال ميديا» تسرق القيم المجتمعية وتروج للجرائم الشاذة

الإساءة للمجتمع والتشهير به، جريمة لا تغتفر، وهذه الإساءة لا تتطلب السب أو القذف، وإنما تأتى نتيجة الترويج لأن المجتمع تغيب عنه الأخلاقيات وتنتشر خلاله الجرائم الشاذة التى لا تمت للواقع بشىء، وهو ما يضع الإعلام الذى يروج لهذه الجرائم المستحدثة على المجتمع فى ورطة وأزمة أخلاقية، فالمسئولية المجتمعية للإعلام كانت تستدعى على هذا الإعلام أن يستنكر مثل هذه الجرائم وألا يسهم بنشرها فى الإساءة إلى المجتمع، وكأنها خطط ممنهجة تسىء للمجتمع، وأحيانا ما يكون وراء ترويجها على السوشيال ميديا، كتائب جماعة الإخوان الإرهابية، التى تسعى بما أوتيت لتصدير صورة سيئة عن المجتمع الشرقى، كما أن اهتمام الإعلام بنشر الجرائم المخلة لا يمكن تفسيره إلا بأن وراءه فكرا منمقا واتجاها لتوصيل رسالة بعينها إلى الرأى العام.. وهو ما يتنافى مع الأحكام الدينية التى تحكم هذه الأمور، ولا يمكن التأكيد على أن نشر هذه الجرائم فى الإعلام يأتى فى إطار المهنية، حيث إن المهنية تحكمها عادات وتقاليد المجتمع، والاهتمام بنشر هذه الجرائم المخلة توجه الإساءة الصريحة والواضحة للمجتمع المصرى، بأنه بات مجتمعا تعلوه الجرائم الشاذة.
وتغيب عنه العادات والتقاليد المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية، والأحكام الدينية، بالإضافة إلى أن المجتمع المصرى معروف عنه الشهامة والرجولة، وليس كما يتم الترويج له.. "الزمان"، تكشف حقيقة الترويج للجرائم الشاذة فى إطار الإساءة للمجتمع المصرى، حيث يؤكد خبراء الإعلام، أنه يجب التعامل مع أخبار الجريمة بنوع من الحرفية، بالإضافة إلى أهمية الاحتكام للأهداف المطلوب تحقيقها من خلال نشر أخبار الجريمة، مشيرين إلى أن هناك نوعا من الجريمة إذا تم التمادى فى نشره بأكثر من وسيلة إعلامية فإن ذلك يسىء للمجتمع، ويجعل من الأشياء المرفوضة مرغوبة، وأن تكون هناك خطة مجتمعية للاستفادة من هذه الجرائم فى تحقيق الردع الكامل والكافى للعناصر الإجرامية التى تفكر فى ارتكاب مثل هذه الجرائم، وألا يكون نشر هذه الجرائم بأهداف أخرى.
من جانبه قال الشيخ هيثم حمدى، الواعظ بالأزهر الشريف، إن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت الآن تروج لأشياء غير مستحبة ومحرمة مثل المعاصى كالزنا، وأيضاً ما كان قد يفعله قومه والعياذ بالله، وهذه القضايا كبيرة من الكبائر، وسيدنا النبى صلى الله عليه وسلم، نهانا عن مثل هذه الأمور، لأنه لا ينزل البلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة، وطبعاً معظم الفكر السيئ وافد من بلاد الغرب لفتن المسلمين فى أمر دينهم ودنياهم وكذلك يعتبر مكروها منهم بنا نحن كمسلمين.
وأضاف "هيثم"، أن الحل الأمثل للتعامل مع تلك الأمور أن الشخص يتمسك ويعتصم بالله سبحانه وتعالى، وبتعاليم النبى محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإذا جاءت الفتنة فلنفعل كما فعل سيدنا حجاج بن اليمان الذى قال التزم بيتك، فنوعى أهل بيتنا ونحافظ عليهم، خاصة فى ذلك الوقت الذى أمست فيه المحرمات شيئا سهلا جداً، والبعض إذا وجد رجلا ليس له خلطة بالبنات، يتهمونه بالتأخر وعدم التحضر ويدعون احتياجه لطبيب نفسى، فسبحان الله انقلبت الموازين، ونحن نقوم بتوعيات كى نوعى الناس ونعلمهم الحلال من الحرام، وما شرعه ربنا سبحانه وتعالى.
وأوضح "هيثم"، قائلا: علينا عدم المساهمة فى نشر الفاحشة بمشاركة فيديو أو صورة أو ما شابهه، لقول الله عز وجل: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذابٌ أليمٌ فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وهكذا حال من يساعد على نشرها أو يحب أن ينشرها، فما بالنا بالإنسان الذى يفعلها، ولذلك عندما تحدث الله سبحانه وتعالى عن قضية الزنا، تحدث عنها بصغتين الأولى أن ربنا حرم الزنا نفسه، فى قوله تعالى: " والّذين لا يدعون مع اللّه إلٰها آخر ولا يقتلون النّفس الّتى حرّم اللّه إلّا بالحقّ ولا يزنون ومن يفعل ذٰلك يلق أثاما".
واختتم هيثم بقوله: "الصيغة الثانية ربنا سبحانه وتعالى قالها فى سورة الإسراء: "ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا"، فالقرب فقط من الفاحشة، أى طريقة فى النهاية يفضى إلى الفاحشة، فما بالنا بالجريمة نفسها، فنسأل ربنا سبحانه وتعالى العافية والسلامة وعلينا أن نبصر ونعرف الناس أمور دينهم حتى لا يحاسبنا الله فى حق تقصيرهم".