رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

الدولة تبدأ خطة التخلص من «معديات الموت»

ما زالت أزمة معديات الموت تتصاعد يوم تلو الآخر، فمعديات متهالكة وبدائية الصنع وغير مطابقة للمواصفات القياسية، وغير ملائمة لراكب، وكانت سببا رئيسياً فى زيادة عدد حوادث الغرق، والتى كان آخرها حادث قرية القطا التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية بالجيزة التى شهدت حادثًا مأساويًا بسبب سقوط سيارة نصف نقل تقل 22 شابًا وفتاة من إحدى المعديات أثناء عودتهم من العمل بإحدى المزارع، ولم تكن هذه النهاية بل شهدت نهاية خمسة أعوام قرابة 22 حادثا مأساويا للمعديات مختلفة بكافة أنحاء المحافظات.

وأسفرت التحقيقات بمعدية مدينة القناطر الخيرية أن المعدية غير مرخصة فى نهر النيل فرع رشيد، كانت فى طريقها إلى قرية التفتيش التابعة لمركز أشمون بالمنوفية، مما أدى إلى غرق 8 أشخاص ونجاة 14 آخرين.

وتقدمت الدكتورة إحسان شوقى عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى الجبالى رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزيرى النقل والتنمية المحلية، بشأن المعديات النيلية المتهالكة وغير مطابقة لمواصفات السلامة والأمان وتخالف شروط الترخيص وغير ملائمة للركاب.

وشددت على أنه لا بد من القضاء على ناقوس الخطر وأنه لا بد من زيادة التفتيش وتقنين وضع هذه المعديات لوقف الحوادث التى تتسبب فيها حفاظًا على أرواح المواطنين، خاصةً أن المعديات هى الوسيلة الرئيسية لأهالى القرى وعمال اليومية فى شرق وغرب النيل وعلى الترع العمومية.

وفى ذات السياق يؤكد النائب محمد عبدالله زين الدين عضو لجنة النقل بمجلس النواب، أن 97% من معديات النيلية تفتقد عامل الأمان، وأنه تكثر حوادث الغرق فى النيل بسبب انتشار المعديات والمراكب غير المطابقة للمواصفات القياسية، وهى بذلك تخترق القوانين وتودى بحياة الكثيرين، بجانب أن على المحافظات زيادة الرقابة على المجارى النيلية من خلال زيادة نقاط التفتيش والرقابة على هذه المراكب وتحديد ما إذا كانت مرخصة أم لا، وكذلك مدى اتباع شروط السلامة والأمان خلال رحلة نقلها للمواطنين.

وأضاف عضو لجنة النقل أنه يجيب تنسيق الرقابة على المعديات والمراكب النيلية بين الأجهزة المعنية بالأمر مثل المحافظة والتنمية المحلية والنقل، وذلك من أجل التصدى للمخالفين ومصادرة ووقف عمل المراكب المتهالكة.

مشروع قادم:

لم تغفل الدولة عن وضع حلول لمواجهة حوادث المعديات، إذ تضع الحكومة على رأس أهدافها الاستراتيجية لخطة التنمية المستدامة للعام 2021-2022 واحدة من أهم الأزمات التى تواجه سكان الريف وهى ظاهرة المعديات المتهالكة التى يستخدمها المواطنون فى العبور بين شواطئ المجارى الفرعية من النيل، ما يتسبب فى وقوع العديد من حوادث الغرق التى تودى بحياة العشرات، لذلك فقد سبق ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء كبارى خرسانية على المجارى المائية بديلة للمعديات، مع إلغاء جميع المعديات، وذلك أمام القرى التى يزيد عدد سكانها على 10 آلاف نسمة، ومن المقرر تنفيذ استبدال المعديات بالكبارى الخرسانية وكبارى المشاة، بحيث يتم إنشاء 15 كوبرى علويا بتكلفة تقدر بـ 1.5 مليار جنيه، على أن يكون كل كوبرى عبارة عن حارتين لكل اتجاه إضافة إلى أرصفة مشاة.

ويشدد الدكتور علاء الناظر خبير التنمية المحلية على ضرورة تقنين وضع المعديات والمراكب من خلال وضع شروط صارمة على أصحابها وجميع السائقين، مشيرًا إلى أن مراعاة الحمولة على هذه المراكب تأتى على رأس هذه الشروط التى يجب الالتزام بها وعدم اختراقها.

ويضيف الناظر إلى أهمية الرقابة على جميع المراكب والمعديات النيلية والنهرية ومدى الالتزام بشروط الأمان والسلامة داخل المعديات، ومحاسبة غير الملتزمين بهذه الضوابط وتوقيع العقوبات والغرامات عليهم، ويذكر أنه يوجد فى مصر ما يقرب من 10 آلاف معدية، لخدمة حوالى 144 جزيرة تقع على طول نهر النيل.