رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

فلسطين تطلق استغاثة عاجلة لإنقاذ المقدسات الدينية

تشهد الأراضي الفلسطينية، منذ نحو شهر حالة من التصعيد الخطير قامت به الجماعات اليهودية المتطرفة، تحت حماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي سمحت باقتحام وتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بداخله مما أدى إلى إصابة واستشهاد العديد من الفلسطينيين العزل.

إلى ذلك، تواصلت التنديدات الدولية بالانتهاكات التي ينفذها الاحتلال ضد المقدسات الإسلامية، في الوقت الذي طالبت فيه دولة فلسطين من الأمم المتحدة إرسال قوة حماية دولية لضمان سلامة السكان المدنيين.

وفي هذا الصدد، تقول الباحثة في الشأن الإسرائيلي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتورة هبة شكري، إن تلك المطالبات الفلسطينية، جاءت في إطار تزايد خطر التصعيد على الأراضي الفلسطينية، وفي ظل إصرار إسرائيل على انتهاك كافة القوانين ‏والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وترى الدكتورة هبة شكري، أنه بالرغم أن المطالبات بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ليست بجديدة، إذ تتكرر بين الحين والآخر مع تصاعد ‏الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، إلا أنها قد تحرك المنظمات الدولية المعنية، وتنجح في كشف الممارسات الإسرائيلية الخطيرة ‏على الأراضي الفلسطينية المحتلة أمام المجتمع الدولي وما تقوم به إسرائيل من انتهاكات لكافة الأعراف الدولية والقوانين الدولية. ‏

واعتبرت شكري، أن المطالبات الفلسطينية لمجلس الأمن للوقوف عند مسؤولياته لحماية المدنيين الفلسطينيين من العنف الإسرائيلي، ‏حتى وإن لم تنجح في تحقيق تحرك حقيقي على الأرض بسبب إعاقة الفيتو الأمريكي لأي مشروع قرار، إلا أنه يكشف عن ازدواجية ‏معايير مجلس الأمن في استصدار قراراته وما يتبعه من سياسة الكيل بمكيالين تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.‏

وأكدت لـ«الزمان»، أنه أصبح لزاماً على المجتمع الدولي التحرك وتحمُل المسئولية القانونية والإنسانية والأخلاقية في التصدي للجرائم ‏والاعتداءات الغاشمة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات في ‏مدينة القدس، خاصة مع تزايد التنديدات الدولية للجرائم الإسرائيلية في فلسطين.

وذكرت شكري، أن الفعاليات ‏المنددة بالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والمسجد الأقصى، تواصلت في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمثلت في الفعاليات الرافضة ‏للمارسات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، كما أصدرت ٥ دول أوروبية، فرنسا وايرلندا والنرويج وألبانيا واستونيا، بيانًا مشتركًا، عبرت فيه عن قلقها إزاء ‏الأحداث في المسجد الأقصى.

وترى الدكتورة هبة شكري، أن كل تلك التحركات تحمل أهمية بالغة، إذ تفضح الممارسات الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، وتسهم في تحريك اهتمام المجتمع الدولي ‏بالقضية الفلسطينية في وقت شهدت فيه القضية تراجعاً على المستوى الدولي بسبب المتغيرات التي تشهدها الساحة الدولية بعد اندلاع ‏الأزمة الروسية الأوكرانية.

وتعتقد الباحثة في الشأن الإسرائيلي، أنها قد تسهم في رفع إدراك المجتمع الدولي ومؤسساته بضرورة بذل الجهود لحل الصراع ‏الفلسطيني الإسرائيلي لما يحمله من تهديد على السلم والأمن في المنطقة.‏

وأوضحت الدكتورة هبة شكري، أن المطالبات الفلسطينية بتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين في ظل تزايد الانتهاكات الإسرائيلية، حتى وإن تحققت بأي صورة، فلن تكون بمثابة حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأكدت أن استعادة المفاوضات بين الجانبين وقيام ‏أطراف المجتمع الدولي المعنيين بواجبهم المتمثل في ممارسة الضغط الحقيقي على إسرائيل لوقف سياساتها المخالفة لكافة الأعراف ‏والقوانين الدولية هو الحل الأمثل لوقف التصعيد المتواصل، وهو الأمر الذي قد يدفع بتل أبيب للتراجع عن سياساتها والاضطرار لتهدئة ‏الأوضاع تفادياً لمزيد من تشويه صورتها أمام الساحة الدولية. ‏

وترى الباحثة في الشأن الإسرائيلي، أن هناك ضرورة لأن تدرك القوى الفاعلة على المستوى الدولي والإقليمي أن استمرار التصعيد على الأراضي ‏الفلسطينية في ظل انسداد أفق التسوية السلمية، قد يرفع مؤشر الخطر الذي يرجح احتمالات الانفجار على الأراضي الفلسطينية في ‏المستقبل القريب، بصورة قد يصعب مواجهتها أو السيطرة عليها، وهو ما يهدد ليس فقط استقرار وأمن إسرائيل والأراضي ‏الفلسطينية، بل يهدد أمن واستقرار المنطقة ككل.

وشددت على أنه ينبغي التأكيد على ضرورة التحرك السريع لإجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها ‏المستمرة وسياساتها الاستيطانية التي تقف عائقاً أمام كافة فرص السلام الممكنة.‏

ومن جهتها، تقول الباحثة في الشأن الإسرائيلي، علياء الهواري، إن مايحدث في فلسطين ليس وليد اللحظة ولكنه منذ قديم الأزل، ونحن على دراية أن الهدف من ذلك اتخاذ كامل فلسطين وطن قومي لهم. وأشارت الهواري، إلى أن ذلك ظهر جليا بدعوة تيودور هيرتزل بإنشاء وطن قومي لليهودي في فلسطين ودعوة يهود العالم للمجئ إلى فلسطين لأنها أرض تفيض لبن وعسل، كناية عن خيراتها.

وترى أن ما يحدث في فلسطين لن ينتهي، معللة ذلك بأنه ذكر في جميع الأديان السماوية، وأن ما يحدث الآن من محاولات هدم الأقصى وتقديم قرابين ماهو إلا لاعتقادهم أن هيكل سليمان يوجد أسفل المسجد الأقصى، وأنه بظهور الهيكل يظهر المسيح المخلص ويعترف بأن هذه الأرض أرض هي إسرائيل.

موضوعات متعلقة