رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تكنولوجيا

الابتزاز الإلكتروني.. توعية حول الاستخدام الآمن للإنترنت

تعرض الكثير من المواطنين إلى جريمة الابتزاز الإلكتروني في الآونة الأخيرة عن طريق الـ(Haking) أو التجسس و الاختراق، وعلى إثر ذلك تساءل الكثير عن كيفية حماية حساباتهم الشخصية من الاختراق.

فالاختراق أو Haking هى عملية يقوم بها أحد الأشخاص الغير مصرح لهم بالدخول إلى نظام التشغيل في جهازك بطريقة غير شرعية ولأغراض غير سوية مثل التجسس أو السرقة أو التخريب أو التهديد والترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية، حيث يتاح للشخص المتجسس (الهاكر) أن ينقل أو يمسح أو يضيف ملفات أو برامج او يقوم بتشفير الملفات كما أنه بإمكانه أن يتحكم في نظام التشغيل فيقوم بإصدار أوامر مثل إعطاء أمر الطباعة أو التصوير أو التخزين وكل هذا بمقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين.

* كيف يخترق الهاكر جهازك

1- لا يستطيع الهاكر الدخول إلى جهازك إلا مع وجود ملف يسمى ( patch ) أو (trojan ) في جهازك.

هذا ويستخدم الهاكر أحد برامج التجسس التي ترتبط مع ملف الباتش الذي يستطيع أن يضع له الهاكر (اسم مستخدم) و (رمز سري) تجعلة هو الشخص الوحيد الذي يستطيع الدخول إلى جهازك وكذلك يستطيع أن يجعل جهازك مفتوحاً فيستطيع أي هاكر أن يدخل إلى جهازك.

2- الاتصال بشبكة الإنترنت لا يستطيع الهاكر أن يدخل إلى جهازك إلا إذا كنت متصلاً بشبكة الإنترنت ولذلك إذا شعرت بوجود هاكر في جهازك فسارع إلى قطع الاتصال بخط الإنترنت بسرعة حتى تمنع الهاكر من مواصلة العبث والتلصص في جهازك.

* كيف يصاب جهازك بملف الـ(patch) أو (trojan) اللذان يجعلان الجهاز مراقب

1- أن يصلك ملف التجسس من خلال شخص عبر المحادثة أو (الشات) وهي أن يرسل أحد الهاكر لك صورة أو ملف يحتوي على الباتش أو التروجان، ولا يمكنك كشف الباتش في الصور أو الملفات إلا بإستخدام برنامج كشف الباتش أو الفيروسات فيمكن أن تشاهد الصورة أو الملف بشكل طبيعي ولا تعلم أنه يحتوي على باتش أو فيروس ربما يجعل جهازك عبارة عن شوارع يدخلها الهاكر والمتطفلون.

2- عن طريق رسالة عبر البريد الإلكتروني بها الباتش ولا تعلم مصدر الرسالة ولا تعلم ماهية الشخص المرسل فتقوم بتنزيل الملف المرفق مع الرسالة ومن ثم فتحه وأنت لا تعلم أنه سيجعل الجميع يدخلون إلى جهازك ويتطفلون عليك.

3- إنزال برامج أو ملفات من مواقع مشبوهة مثل مواقع تعليم التجسس والمواقع الجنسية حيث أنه بمجرد دخولك إلى الموقع فإنه يتم تنزيل الملف في جهازك بواسطة كوكيز لا تدري عنها حيث يقوم أصحاب مثل هذه المواقع بتفخيخ الصفحات بإصدار أمر بتنزيل ملف التجسس في جهازك.

4- عادة ما يتم تصيد الضحايا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة كـ الفيس بوك، تويتر، وإنستجرام وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي نظرًا لانتشارها الواسع واستخدامها الكبير من قبل جميع فئات المجتمع.

ويشار إلى أن عمليات الابتزاز الإلكتروني، تتزايد في ظل تنامي عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والتسارع المشهود في أعداد برامج المحادثات المختلفة.

*أهم الأشياء التي يبحث عنها الهاكرز

1- الحصول على المال من خلال سرقة المعلومات البنكية مثل أرقام الحسابات أو البطاقات الائتمانية.

2- الحصول على معلومات أو صور شخصية بدافع الابتزاز لأغراض مالية أو انحرافية كتهديد بعض الفتيات بنشر صورهن على الإنترنت إذا لم يستجبن لمطالبهم.

3- الحصول على الرموز السرية للبريد الإلكتروني ليتسنى له التجسس على الرسائل الخاصة أو سرقة اسم البريد الإلكتروني بأكملة.

4- الانتقام من أحد الأشخاص وتدمير جهازه بهدف قهره أو إذلاله.

5- الحصول على ملفات جميلة مثل ملفات الباور بوينت أو الأصوات أو الصور .. إلخ

6- إثبات القدرة على الاختراق ومواجهة العقبات وفرصة للافتخار بتحقيق نصر في حال دخول الهاكر على أحد الأجهزة أو الأنظمة المعلوماتية.

*كيف تحمي جهازك من الاختراق والتجسس

1- تجنب الرد على أي بريد الكتروني أو رسالة نصية أو نافذة منبثقة تطلب منك معلوماتك الشخصية أو المالية، ولا تضغط على أي رابط تحتويه تلك الرسائل.

2- إذا أردت أن تزور الموقع الخاص ببنك أو شركة معينة ادخل اسمها بنفسك في برنامج التصفح الخاص بك.

3- إذا أردت الاتصال بمنظمة معينة ترتبط معها بعلاقة عمل يمكنك الاتصال بالرقم المطبوع على كشف الحساب المالي الخاص بك أو استخدام فهرس التليفون.

4- يجب أن تعلم مع من تتعامل هوية الموقع الذي تتعامل معه فإذا كنت تتسوق على الإنترنت لا تقدم معلوماتك الشخصية أو المالية على موقع الشركة ما لم تستوثق من وجود مؤشرات تؤكد لك أن الموقع آمن، كأن تظهر لك أيقونة على شكل قفل على شريط الوضعية «status bar» الخاص ببرنامج التصفح أو أن يبدأ اسم الموقع بالحروف https، إذ يعتبر حرف «s» اختصارا لكلمة «secure» أو آمن.

5- استخدم برامج الحماية التي تحدث نفسها أوتوماتيكيا واحرص دوما على تنشيطها كما ينبغي على الأقل أن تثبت على الهاتف المحمول برنامج لمكافحة الفيروسات «anti-virus»، كما يجب أن تحرص على تواجد برنامج لمكافحة التجسس «anti-spyware» وحائط ناري «firewall».

كما يمكنك شراء برامج مستقلة لكل من تلك الأشياء أو حزمة أمنية تتضمن تلك البرامج من مصادر متنوعة، وبمجرد أن تتأكد من تحديث برنامج الحماية، قم بعمل مسح على الهاتف المحمول للبحث عن الفيروسات وبرامج التجسس.

6- المداومة على تحديث نظام التشغيل وبرنامج التصفح وتعلم خصائصهما الأمنية فيستغل الهاكرز برامج التصفح التي لا تتمتع بآخر التحديثات الأمنية، لذلك من الضروري ضبط نظام التشغيل وبرنامج التصفح بحيث يحمّل ويثبت المكملات الأمنية أوتوماتيكيا.

7- من الضروري الاحتفاظ بكلمات المرور في مكان آمن ولا تجعلها في مكان يسهل رؤيته، ومن الضروري ألا تخبر أحدا على بكلمة المرور الخاصة بك، ولا يجوز للشركة التي تزودك بخدمات الإنترنت أن تطلب منك كلمة المرور الخاصة بك.

8- إذا كنت تحتفظ بملفات مهمة محفوظة على الهاتف المحمول، انسخها على قرص قابل للفصل عن حاسبك أو على قرص صلب خارجي واحتفظ بها في مكان آمن.

9- وفي حالة الشك أنّ أحد البرامج الخبيثة يعبث بالهاتف المحمول، يجب التوقف عن التسوق والقيام بالأنشطة المصرفية وغير ذلك من الأنشطة على الإنترنت، والتي تتطلب منك استخدام اسم الدخول وكلمة المرور أو أي معلومات أخرى حساسة، لأن البرامج الخبيثة قد ترسل المعلومات الشخصية للصوص الهوية.

10- عدم استخدام شبكات «الواي فاي» العامة عند التسوق رقمياً، حيث يعد استخدامها للتسوق عبر الإنترنت أثناء تواجدك في الأماكن العامة ليس آمناً لأنك قد تكون عرضة للهجمات بنسبة أكبر، ويمكنك استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) أو مشاركة الإنترنت عبر هاتفك كنقطة اتصال.

11- عدم تفعيل الميكروفون والكاميرا الخاصة بالجهاز أثناء التصفح، من خلال التأكد من ضبط إعدادات الكاميرا والميكروفون وإعطاء صلاحية استخدامها للبرامج والتطبيقات المصرحة فقط.

* أما عن عقوبة جريمة التجسس

تنص المادة 25 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 على أن عقوبة الابتزاز الإلكتروني في مصر المتعلقة بالمبتز الذي يقوم بالاعتداء على المحتوى المعلوماتي الخاص لأي شخص تقضي بالسجن لمدة لا تنقص عن 6 أشهر، كما نصت المادة 26 من قانون العقوبات المصري بالسجن لمدة لا تنقص عن العامين، ولا تزيد عن الـ5 أعوام للمبتز.

ووفقا لهذه المادة، يعاقب بدفع غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ، ولا تزيد عن 300 ألف جنيه لكل من يتعمد استخدام أي من التقنيات التي تربط المحتوى الخاص بالأشخاص بمحتوى منافي للآداب العامة.

* طرق الإبلاغ عن جرائم الابتزاز الإلكتروني

يوجد أكثر من طريقة للإبلاغ عن جرائم الابتزاز الإلكتروني أولها الاتصال على رقم الخط الساخن 108 المخصص لجرائم الابتزاز، أو الاتصال على الرقم الأرضي 0224065052، أو الاتصال برقم 0224065051 للتواصل مباشرة مع إدارة تكنولوجيا المعلومات.

كما يمكن للضحية التوجه إلى أقرب قسم شرطة في محيط النطاق السكني ، ومن ثم تقوم بتقديم كافة الأدلة عن المبتز للضبط والإحضار، أو تقوم بإبلاغ الإدارة الخاصة بمكافحة كافة جرائم الحاسبات الموجودة بالمقر الخاص بوزارة الداخلية المصرية، هذا بجانب إمكانية إرفاق كافة البيانات الخاصة بالمبتز وتحميلها على الموقع الإلكتروني الذي خصصته وزارة الداخلية لاستقبال البلاغات عن الجرائم الإلكترونية.

ومن أشهر حالات الضحايا التي تعرضت للابتزاز واقعة انتحار الفتاة بسنت خالد، بمحافظة الغربية، بعد تعرضها للابتزاز الإلكتروني بعد اختراق هاتفها ونشر صور "مفبركة" لها، وعلى رغم وجود مواد قانونية تُقر عقوبات واضحة على المتهمين بـ "الابتزاز" عبر مواقع التواصل، فإن واقعة انتحار بسنت، دفعت الكثيرين إلى التأكيد على كون تلك العقوبات "غير كافية" لتمثل رادعا حقيقيا عن ارتكاب تلك الجرائم.

وهناك الكثير من المنصات صممت على صفحات التواصل الاجتماعي لمكافحة الابتزاز و مساعدة الفتيات منها:

1- قاوم

هي أبرز ترشيحات المعلِّقين للتعامل بفاعلية وأمان مع حالات الابتزاز الإلكتروني، ودعم ضحاياه في إطار من السرية والخصوصية والقواعد الموضوعة بعناية.

وبدأت مجموعة "قاوِمْ"، وفقاً لمؤسس المجموعة محمد اليماني، بالتحديد في يونيو 2020، في تقديم خدمات دعم ضحايا الابتزاز الإلكتروني، وذلك عبر صفحة في موقع فيسبوك، ومن خلال مؤسسة مشهرة في وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تحمل الاسم ذاته.

كما قال اليماني، إن المبادرة بدأت بشكل فردي عن طريق صفحة شخصية له كان يقدم عبرها الدعم القانوني لضحايا الابتزاز، حتى بدأت أسرة "قاوِمْ" في الاتساع بانضمام عدد من المتطوعين من جميع التخصصات وتأسيس الصفحة وإشهار المؤسسة، بهدف "إيصال إحساس الأمان لكافة الفتيات داخل وخارج مصر"، على حد تعبير اليماني.

والدافع الأساسي لتدشين "قاوم" هى حالة انتحار فتاة قاصر تعرّضت للابتزاز الإلكتروني ولم تتحمل ضغط المبتز، فتأثر "يماني" بتلك الحالة على وجهه التحديد وقال: "إن لهذه الحالة أثر نفسي كبير، خصوصاً أن المبتز لا يزال حُراً، ومن ثم دشنت (قاوِمْ) لنكتشف حدوث مئات حالات الابتزاز يومياً".

2- speak up

هى أيضا صفحة صممت لمساعدة البنات ضد الابتزاز والعنف والتحرش وجميع المخاطر التي ممكن أن يتعرضولها، كما توصل هذه الحالات إلى أطباء نفسيين لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة، وتوصلهم أيضا بمحاميين لحل الأزمات.

* أما بالنسبة لموقف الدين

الإسلام شديد الوضوح في مقاومة الابتزاز الإلكتروني، إذ يعتبره نوعا من الرغبة في إشاعة الفاحشة، قال تعالى: ”إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ”، وقد تحدث أصحاب التفاسير حول هذه الآية كثيرا، إذ أن الآية نصت على عقوبة دنيوية وأخروية على من يحب إشاعة الفاحشة، حتى وإن لم يفعل شيئا ماديا، لأن التلذذ برؤية الفاحشة تستشري في المجتمع، خُبث في نفس يستحق العقاب، وما يمنع هذه النفس عن ارتكاب الفاحشة أو إذاعتها ليس التقوى والورع، ولكن عدم القدرة.

كما نهى الإسلام عن تتبع عورات الناس، واعتبر أن من يفعل ذلك يكون عقابه الفضيحة، إضافة إلى عذاب الآخرة، ففي حديث الترمذي ”صعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف رحله”.