المقاولون العرب لإدارة المرافق تحصل على الجائزة الأولى في التشغيل والصيانة والتحول الرقمي بمنتدى مصر لإدارة الأصول بمناسبة الاحتفال بعيد تحرير سيناء.. الإفراج بالعفو عن عدد من النزلاء المحكوم عليهم بعثة الزمالك تصل غانا لمواجهة دريمز في الكونفدرالية الأهلي يخسر أمام الترجى 21-25 في نصف نهائي الكؤوس الأفريقية لليد النائب عصام خليل: سيناء الفيروز ميراث الأجداد تبدد على رمالها مطامع الحالمين بايدن يعين مبعوثة جديدة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط نيجيريا.. أمطار غزيرة تهدم سجنا وتمنح نزلاءه فرصة ذهبية مصرع شخصين في حادثين منفصلين بالوادى الجديد مصادر فلسطينية: حماس وفتح ستعقدان لقاء الجمعة في بكين لمناقشة إنهاء الانقسام الداخلي بروتوكول تعاون لتنفيذ التطوير المؤسسي الرقمي لمجمع اللغة العربية وزيرة التعاون الدولي والسفير الياباني بالقاهرة ومسئولو «الجايكا» يتابعون مشروعات التعاون الإنمائي وزيرة البيئة: ضرورة إصلاح نظام تمويل المناخ في ظل تزايد التحديات العالمية
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

الحياة على وجه الاستثناء

لماذا لا نكون جادين وعاملين طوال الوقت؟! لماذا نغنى ونطرب لما لا يجب أن نطرب له؟! ما الذى يبهجنا إذا غنى البعض لنا مادحًا انتباهنا فى وقت المصائب؟! أيوجد من البشر من لا ينتبه إلى حاله أيضًا وينفر لنجدة نفسه، ولو فى وقت المواجهة والصعاب؟ أوليس من المفترض أن الإنسان يعمل دومًا، ثم إذا هو مسه الخطر زاد انتباهه أكثر وأكثر؟

أليس من المفترض أن يكون عملنا المعتاد طيبًا إن لم يكن إنجازًا متراكمًا؟ ليست المشكلة فى الغناء والطرب، ولكن المشكلة فى قناعتنا، فهل نحن قانعون بكفاية الانتباه عند الخطر - للذود عن أنفسنا أو أرضنا – إنجازًا؟ وإذا كان هذا يصلح كقناعة وطن، فمتى وكيف يضيف الوطن إلى قدراته ومقدراته فى كل مجال؟! وكيف يصبح الوطن غنيًا؟ ثم كيف يصبح الوطن فى رخاء وحبور؟! ألا يلزم هذا الوطن – وكل وطن مثله – أن يعمل باستمرار وثبات لمعظم الوقت - إن لم يكن طوال الوقت - ليصل إلى ما يريد من أهداف السمو والراحة والأمان؟

الإجابة واضحة وحاضرة بيننا أكيد: نعم يلزمنا العمل الجاد المستمر لمعظم الوقت، إن لم يكن طوال الوقت، فإذا كانت إجابتنا سريعة وحاضرة هكذا، فلماذا نسلك فى حياتنا اليومية مسلك الحياة على وجه الاستثناء؟

لماذا نهتم بفئات من المجتمع أكثر من اهتمامنا بالفئات الأخرى؟ لماذا نهتم بالبشر فى المجتمع ولا نهتم بما فيه من عناصر البيئة الأخرى مثل الحيوان والطير والشجر والبحر والنيل والهواء؟ لماذ ندلل أجزاء داخل بعض دوائرنا حتى يكادوا – أحيانا - يصبحون مترفين، بينما يعانى أقرانهم شظف الحياة وصعوبتها أحيانًا؟! وما الجميل فى أن يكون فى محيط سلطانك تفاوت فى المزايا بين القائمين على العمل، وبناء على رغبتك أنت ومشيئتك؟ وماذا يحقق ذلك إلا إحباطًا فى الأنفس وتحاسدًا وغيرة وترديًا فى الأداء وغضبًا مبررًا؟ فلا يعمل الغاضبون لأنهم غاضبون، ولا يعمل المدللون لأنهم مدللون، ولا يوجد فائز فى هذا الخليط الخاسر سواك ربما.

لماذا نهتم بمدن دون أخرى، ونشتكى التكدس، ثم نواصل صب اهتمامنا وجهدنا وأموالنا واستثماراتنا فى موقع أو موقعين معتادين، لينال الوجع أوصالنا جميعًا؟ أليس شرق البلاد وغربها لنا، ومن الأفضل أن نمد الطرق ونمهدها إلى كل بقاع بلدنا ونسير وسائل المواصلات – على اختلاف أنواعها – بجهد حكومى أو بالتعاون مع القطاع الخاص كلما توفر ذلك؟

لماذا نهتم بعلوم من المعرفة دون علوم أخرى، فنحيى هذه وننكر على هذه الوجود والقيمة؟! ولماذا نهتم بأقسام فى العمل ونهمل أقسامًا أخرى ونجعلها مثار الضحك والسخرية، ثم نتلوى ألمًا – لاحقًا – عندما تصبح بعض أعمالنا مهددة بسبب ما أهملناه  من أقسام وأدوار تمثل حلقات ضرورية فى كل مهنة، مثل قسم الأرشيف أو الحفظ الذى صار مهنة عظيمة وعلمًا كبيرًا وحيويًا؟

لماذا يحتاج الناس إلى استثناءات لدخول الجامعة، واستثناءات لدخول المدرسة، واستثناءات لدخول الحضانة؟ حتى الحضانة الصيفية تحتاج إلى استثاء.

لماذا نردد كلمة الاستثناء كثيرًا؟ ولماذا نلجأ إلى الاستثناء، فلا نصلح الأصل، ولكن نخرج عليه لمأرب، ثم نعود إلى الأصل – على حاله – ريثما تدعونا الحاجة إلى استثناء جديد يحقق - بصقة مؤقتة - مصلحة آنية  أخرى؟ فلا نصلح المرور المتكدس أو الطريق الوعر، ولكن نسير فى اتجاه معاكس، ولا نغير من حال شاب أو شابة ليصل بالصدق وبالجدية والأمانة إلى ما يحب وإلى ما ينفعه فى حياته، ولكن نبحث عن واسطة تقفز بالخائب أو الخائبة – وطبعًا القرد فى عين أمه غزال خايب ولا مش خايب – فوق رقاب المستحقين والمجتهدين وأمام أعينهم ليحتل مكانًا لا يستحقه أو لا تستحقه، و"لكن استثاء علشان خاطر مش عارف مين"، ويستمر الخائب فى احتلال المكان وفى احتلال أماكن أخرى بفضل تدخلات "مش عارف مين وعشان خاطر مش عارف مين فى كل مرة"، وخسائرنا تصير أكبر وأكبر.

إن بعض الناس تطلب الاستثناء، حتى فى ركوب الباص، وبعض الناس ترفض الطابور فى مواقع أخرى - حيث يلزم الطابور - لأنه قد يعنى الحرمان من الفوز بفرصة للاستثناء والفرار بما جاءوا من أجله قبل خلق الله المصطفين، وإن كره المصطفون ذلك.

نجن أفضل وأقوى من أن نعيش على وجه الاستثاء، فإذا تقبلنا أنفسنا وقدراتنا وهبطنا على الأرض – كسائر البشر – فإن حياتنا ستكون أفضل وأرقى وأسهل وأغنى وأحب إلى أنفسنا وإلى الله تعالى، حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها إلى الخير.