سعد زغلول.. الكفاح والثورات صنعت زعيم الأمة

"نحن لسنا في حاجة إلى كثير من العلم، ولكننا نحتاج إلى كثير من الأخلاق الفاضلة"، عبارة قالها سعد زغلول قائد ثورة 1919 وزعيم الأمة الذي أفنى حياته للدفاع عن البلد والتصدي للإستعمار.
بدأ سعد زغلول في حث الشعب على الجهاد والكفاح في ظل الثورة العرابية، وكان يعمل على نقل الرسائل بين أحد الجنود إلي عرابي في مصر، وتعرض للأذى كثيرًا لأنه كان يساند الثورة فخسر وظيفته بوزارة المعارف وانتهى به المطاف بدخوله السجن، وبعد خروجه من السجن أسس جماعة للتحرر من سيطرة الإنجليز على الوظائف وكانت تحت مسمى جماعة الانتقام ولكنه لم يستمر خارج السجن كثيرا فتم القبض عليه، ونظرًا لعدم وجود دليل كاف تم الإفراج عنه ولكن بعد 3 أشهر.
وفي عام 1906 عُيّن مستشاراً لنظارة المعارف وأجرى العديد من التعديلات فساهم في إنشاء الجامعة المصرية بالتّعاون مع كل من الشّيخ محمد عبده وقاسم أمين ومحمد فريد وانشاء مدرسة للقضاء، واهتم بمُحاربة الأميّة فقام بزيادة عدد الكتاتيب في القرى الصّغيرة، بالإضافة إلى عودة التعليم باللّغة العربيّة إلى بعض المواد.
حزب الوفد
عانى المصريون كثيرًا من ظلم الاحتلال الإنجليزي وخاصة في الحرب العالمية الأولى.
فقام "زغلول" بتأسيس حزب الوفد عام1918 للدّفاع عن قضايا المصريين، وضم سعد زغلول ورفاقه (عبد العزيز فهمي وعلي الشعراوي)، وقاموا بجمع التوكيلات للإنابة عن المصريين في جلب الإستقلال لمصر.
ولم تنتهي حيل الشعب المصري حتى ينل مراده فقام عمال السكك الحديدية بإضراب، وهاجم الأهالي محال الإنجليز واشتعلت المعارك فيما بينهم، عندها اضطرت إنجلترا لعزل الحاكم البريطانيّ، ممّا أدّى إلى الإفراج عن زغلول وأصدقائه وعودتهم إلى مصر، كما سمحت إنجلترا لحزب الوفد برئاسة" زغلول" بالسّفر إلى مُؤتمر الصّلح في باريس لبحث قضية مصر في الإستقلال.
وبسبب عدم استجابة أعضاء مُؤتمر الصّلح لمطالب حزب الوفد، عاد الثوّار إلى سابق عهدهم، فقاطعوا البضائع الإنجليزيّة.
ومرّةً أخرى تم القبض على زعيم الأمة ونُفِي إلى جزيرة سيشل في المحيط الهنديّ، مما أدى إلى إشتعال الثورة مرة أخرى مطالبين الإفراج عنه.
أرسلت قوّات الاحتلال لجنةً للاطلاع على الأحوال في مصر، فقاومهم الشّعب المصريّ بكافة السّبل لإرغامهم على التّفاوض مع سعد زغلول كمُمثّل لهم، فأقرّت اللّجنة أهمية حصول مصر على استقلالها مع أخذ بعض التّوصيات بعين الاعتبار لحماية المصالح البريطانية. وفي عام 1923م عاد سعد زغلول إلى مصر واستقبلته الحشود استقبالاً حافلاً، كما تولّى منصب رئيس الوزراء وسميت بوزارة الشعب.
وفاته
وفي يوم 23 أغسطس عام 1927 انتهت مسيرة القائد العظيم الذي وهب حياته للدفاع عن بلده ضد أي محتل، ودفن في ضريح شيد له، وتوجت مسيرته بتشييد تمثالين له أحداهما بالقاهرة والآخر بالأسكندرية.