النصب باسم «الميكانيكي الدليفري».. والضحايا راحت عليهم أموالهم

«أطلب أون لاين» ميكانيكي ديلفر يصلك خلال لحظات

التطبيق يحذر كل من يستخدمه.. والميكانيكى لم يصلح العطل ويسرق بعض محتويات السيارة

رئيس جهاز حماية المستهلك: الشكاوى تعددت ضد «الأبليكيشن»

الإنترنت أصبح أسرع وسيلة لطلب كل ما يحتاجه المرء، سواء كان طلب مشتريات أو أدوية أو كل مستلزمات الحياة اليومية، وأصبح تصليح السيارات على الإنترنت، ولكن لم يتوقع أحد أن هذا أحد سبل النصب على المواطنين، سواء كان فى تصليح السيارات أو شراء احتياجاتها، وهذا ما رصدته «الزمان».

توثيق التحقيق

يروى مصطفى إسماعيل أحد سكان منطقة شبرا الخيمة أنه منذ 10 أيام تقريبا وجد «أبليكشين» على الإنترنت باسم «ميكانيكى ديلفرى» وبالفعل وتفاعل معه الآلاف من المواطنين الذين يطلبون من خلاله الميكانيكى ليصل إلى أماكن تعطل سياراتهم.

ويؤكد إسماعيل أنه لم يضع فى اعتباره وجود أى سلبيات الموقع، لكن عندما تعطلت سيارته على الطريق الدائرى ناحية الهرم، قام بطلب «ميكانيكى ديلفرى» من خلال التطبيق، وخلال ربع ساعة وصل الميكانيكى إلى موقعه الذى حدده وقام بإصلاح السيارة، وعقب ذلك قدم تقييما عن العطل للموقع ودفع 300 جنيه.

ويتابع: عقب الذهاب إلى المنزل تعطلت بى السيارة مرة أخرى، وتواصلت مع ميكانيكى مجاور لمنزلى وحينها علمت أن الميكانيكى السابق لم يقم بتغير البطارية، فالعطل الأول فى البطارية، وقام «ميكانيكى التطبيق» بشحنها فقط.

وكشف مصطفى أن الميكانيكى صدمه حين أخبره أن تكلفة شحن البطارية لا تتجاوز مبلغ الـ20 جنيها، كما أخبره بسرقة علبه شكمان السيارة، واستكمل: عندما علمت بهذا الأمر قمت بالدخول على الفور إلى «الأبليكيشن» لتقديم شكوى، وجدت التطبيق غير متاح على الإنترنت.

وقال: «استنبطت أنه عقب تصليح السيارة يقومون على الفور بحظر العميل من على الأبليكيشن كى لا يتكمن من الدخول على الموقع مرة أخرى، ولم أستطع الوصول إليهم، وقمت بتقديم شكاوى برقم 478 بجهاز حماية المستهلك، ولكن لم أجد نتيجة».

مصطفى لم يكن الحالة الأولى التى حدث معها ذلك، بل جاءت عفاف متولى إحدى ضحايا «أبليكيشن ميكانيكى أون لاين» لتروى ما حدث لها، فقالت إنها تعرفت على التطبيق الإلكتروني من خلال إعلانات بمواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وتويتر، وبعد تعطل سيارتها على الطريق الصحراوى نتيجة ارتفاع حرارة السيارة لم تجد من يسعفها من قائدى السيارات على الطريق، فلجأت إلى التطبيق وقامت بطلب ميكانيكى وعقب مرور 10 دقائق تقريبا وصل لها وطلب حينها أن تذهب إلى أقرب كافية إلى حين الانتهاء من السيارة كى لا تظل واقفة بالطريق.

وتاعبت: بالفعل فعلت ذلك، وعقب مرور ساعة ونصف وجدت رسالة من الأبليكيشين بأن الميكانيكى انتهى من عمله، إذ أن الموقع يحجب أرقام الميكانيكى الخاص به، وذهبت إلى السيارة ووجدت أن الحرارة منخفضة، وقام الموقع بتقييم العطل الذى لم تعرف أسبابه حتى الآن، وتبين أن التكلفة 500 جنيه.

واستكملت عفاف: «بعد السير بالسيارة لمدة ساعة ونصف تقريبا وجدت مؤشر الحرارة ارتفع والسيارة باتت تصدر أدخنة كثيفة ولا توجد فرامل بالسيارة، وتمكنت من إيقافها وطلبت الونش كى يحمل السيارة، وتوجهت إلى ميكانيكى فى محيط منزلى، وأخبرنى بسرقة تيل الفرامل الأمامى والخلفى».

وذكر الميكانيكى لعفاف أن «زميل مهنته الدليفرى» لم يقم بوضع شيء سوى مياه بالإبرة التى تقوم بتسريب المياه، فتقدمت بشكوى بجهاز حماية المستهلك برقم 783، وما زالت تنتظر أن تحصل على حقها.

حنان ضياء المقيمة بمحرم بك بالإسكندرية كانت أيضا إحدى ضحايا التطبيق الإلكترونى فبعد تعطل سيارتها بطريق «الإسماعيلية الصحراوى»، لجأت إلى الميكانيكى الديلفرى، وبالفعل قامت بتحميل التطبيق، وعقب وصوله انشغلت بمحادثة أصدقائها عبر الهاتف، ولم تنتبه لما يفعله الميكانيكى بالسيارة أو أسباب العطل والصوت المزعج الذى كان يصدر عنها قبل توقفها.

وأردفت: «عقب مرور ساعة إلا ربع تقريبا أخبرنى الميكانيكى بأنه قام بتصليح العطل، وقام الموقع بتقييم العطل وتكلف 2950 جنيها، وبعد انصرافها بسيارتها قامت بتشغيل تكييف السيارة فوجدت رائحة سيئة تنبعث منه والسيارة تعطلت كما أن الإطارات (نامت على الأرض) وحينها لم تجد منجدا سوى بطلب الونش».

وتوضح حنان أنها صدمت حين علمت أن الميكانيكى الدليفرى قام بسرقة بلف العجل وسيور التكييف ما أدى إلى حرق التكييف عقب تشغليه، كما أنه لم يصلح العطل، وحاولت السيدة الدخول إلى التطبيق ولكنها لم تستطع فعلمت بأنه تم حظرها.

ودونت حنان تجربتها على مواقع التواصل الاجتماعى، فوجدت ملايين من الفتيات تعرضن لوقائع نصب من نفس الموقع، وقامت بتحرير شكوى بجهاز حماية المستهلك برقم 431، وما زالت تنتظر عودة حقها من الموقع الذى تتهمه بممارسة النصب حتى الآن على حد تعبيرها.

جهاز حماية المستهلك

صرح اللواء راضى عبد المعطى، رئيس جهاز حماية المستهلك، بأن شكاوى المواطنين سوف يتم النظر بها وبالأخص ضحايا «الميكانيكى الديلفرى» مؤكدا تحرير العديد من الشكاوى ضد هذا التطبيق، وأشار فى نفس الوقت إلى ضرورة توعية المواطنين بأبعاد منظومة حماية المستهلك سواء ما يتعلق بالمستهلك أو الطرف الآخر، سواء تاجر أو منتج أو موزع أو مقدم خدمة.