رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

أخبار

مهران النجار: التكنولوجيا الحيوية طريق آمن للزراعة النظيفة وزيادة العملة الصعبة

التقنية الحيوية أحد أهم العلوم التى ظهرت على الساحة وتطورت بشكل سريع خلال العشرين سنة الماضية، حيث تستخدم الخلية النباتية لإنتاج مواد ذات فائدة كبيرة للبشرية، وتسهم فى تحسين نواتج النباتات لاستخدامها في الصناعة والمجالات الطبية المختلفة، والإكثار من فرص إنتاج الأصناف الجديدة التى تتميز بصفات مرغوبة ومطلوبة كما ونوعا بطرق أكثر كفاءة وفى زمن قياسى يقل عن المستخدم عند تطبيق الطرق التقليدية.

الدكتور مهران النجار، أستاذ تربية الخضر والبيوتكنولجى ورئيس قسم البساتين بكلية الزراعة بمشتهر، جامعة بنها، يكشف لـ"الزمان"، أن الإنتاج النباتى يعتبر من أهم المجالات التى لعبت التقنية الحيوية والهندسة الوراثية فيها دورها البارز لتحسين حالته ورفع قدرة إنتاجيته خلال فترة قصيرة وذلك بأقل التكاليف لتحقيق الاكتفاء الذاتى للغذاء فى ظل ارتفاع الكثافة السكانية فى مصر.

وقال النجار، إنه تم توجيه هذه التقنية الحيوية لتسهيل عملية التعرف على الصفات المطلوب الحصول عليها بالمحاصيل البستانية والحقلية، وهو ما مكن من نقلها بصورة أكثر كفاءة ودقة للنبات المستهدف حيث يتميز النبات الجديد بخصائص مرغوبة تتميز عن سابقتها بمقاومة الآفات والأمراض والمبيدات، كما تكتسب هذه المنتجات صفات الثمار لتصبح أكثر جودة وقدرة على تحمل عمليات النقل والشحن والتخزين لفترات طويلة.

وأشار إلى أن العلماء تغلبوا خلال هذه التقنية على الكثير من المعوقات التى تواجه المزارعين في جمع العديد من الصفات المرغوبة فى نبات واحد، موضحا أن التعديل الوراثي بمفهومه العام يمثل إضافة جين أو أكثر من الجينات الموجودة في نواة الخلية والمتمثل في شريط الحياة المزدوج "DNA" الحامض النووي الريبوزي منزوع الأوكسجين الذي يحمل جميع المعلومات الوراثية الخاصة بالكائن الحي والتي تورث من جيل لآخر، حيث يتم عزل جزء من DNA الحامل للصفة المراد إضافتها للنبات.

وأوضح أن الخطوة الثانية تتمثل فى إجراء بعض التعديلات على الجين مثل إضافة أو قطع جزء منه لضمان ملاءمته للبيئة الجديدة التي يوضع بداخلها ومن ثم إدخال الجين إلى الخلية المفردة وتحويلها إلى نبات كامل عن طريق زراعة الأنسجة.

وتابع: تربية النبات باستخدام الطرق التقليدية لها الفضل الكبير فى التوسع الرأسى بالانتاج، كما أسهم بشكل جوهرى فى الحد من استعمال مبيدات الآفات، وخفض الحاجة للأيدى العاملة، وتقليل الفاقد بعد الحصاد، وحققت الدول المستخدمة لهذه الاستراتيجية انتاجية عالية من المنتجات الزراعية بافضافة إلى تقليص عدد المشتغلين بالزراعة.

وشدد على أن الرؤية المستقبلية لتطوير محاصيل الخضر تتمثل فى إنتاج تقاوى الأصناف والهجن المصرية بنسبة 100% باستخدام التقنية الحيوية والتربية التقليدية والربط بينهما، حيث تضمن هذه الإجراءات التوسع فى استنباط أصناف جديدة وإنتاج التقاوى محليا، لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، وتوفير العملة الصعبة، بالإضافة إلى أن التوسع فى الإنتاج المحلى من التقاوى ضمن الاستعداد للمشروع القومى لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية للإنتاج المتكامل، الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتتناسب التقاوى المنتجة مع المناخ المصرى، والتغيرات المناخية المختلفة، وأن تكون مقاومة للآفات، تعطى إنتاجية عالية، ذو احتياجات مائية أقل، مبكرة النضج، تزرع فى الأراضى الجديدة، وذات قيمة غذائية عالية وذو قيمة تصديرية عالية.

ونوه أستاذ تربية الخضر والبيوتكنولجى ورئيس قسم البساتين بكلية الزراعة بجامعة بنها، بأن هناك بعض التحديات التى تواجه مشروع إنتاج التقاوى المحلية وتتمثل فى عدم وجود جهة يثق فيها المزارع للحصول منها على البذور والتقاوى اللازمة للزراعة، موضحا أنه يجب تشكيل مجموعات عمل من العلماء المختصين بتربية الخضر والتقنية الحيوية، وذلك من خلال استغلال جميع الإمكانيات المتاحة فى كليات الزراعة ومراكز البحوث الزراعية.