الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

منوعات

«أندروس باشا» سبع الصعيد الذي أنقذ حزب الوفد من الإفلاس 

"أندروس باشا " سبع الصعيد الذي أنقذ حزب الوفد من الإفلاس 

توفيق أندروس باشا أو كما أطلق عليه " سبع الصعيد" ذلك الرجل الذي أستطاع أن يصل بصوت صعيد مصر إلي آذان حكامها، وأصبح واحداً من أهم رجال الحركة الوطنية المصرية خلال ثورة 1919، كما إنه حظي بمنصب نائباً بمجلس الأمة علي مدار 3 دورات.

تاريخه ونشأته

في الأقصر تنتمي شجرة عائلة أندروس لمدينة قوص التابعة لمحافظة قنا، وذلك قبل فصل الأقصر عن قنا وجعلها مدينة ذات طابع خاص ومن ثّم إعلانها محافظة مستقلة، وكانت عائلة أندراوس آنذاك قد ذاع صيتها و أشتهرت بالعمل علي التجارة، إلإ إن إنتقال أفراد العائلة للأقصر حال بينهم وبين الأستمرار في ممارسة أعمالهم التجارة، لذا إتجهوا للعمل بالمجال الفندقي وأقاموا العديد من الفنادق السياحية الشهيرة منها فندقسافوي.

وبالرغم من حرص أبناء العائلة من تغير مجال عملهم إلإ إن الجد الأكبر " بشاري أندراوس " لم يستطع ترك تجارته وظل يعمل بها حتي أنجب نجليه " توفيق وياسا" واللذان سلكا ضرب العمل السياسي، وقد حصل " ياسا" علي لفب البكوية ثم البشاوية، بينما حصل توفيق علي لقب البشوية مباشرة.

وكان الشقيقان " توفيق وياسا" من هواة جمع القطع الآثرية ولهذا السبب ذاع صيط قصر توفيق أندراوس باشا ونقلت عنه القصص والتي قد يكون البعض منها ذو مبالغة كبيرة بأن القصر لا زال يحوي كنزاَ من القطع الآثرية الفريدة والمميزة من نوعها.

تزوج " توفيق أندراوس باشا " من السيدة “زاهية حبيب” ابنة حبيب باشا شنودة عمدة اسيوط، انجب منها خمسة ابناء ولد وثلاث بنات علي الترتيب التالي “جميل وجميلة و صوفي ولودي” وقد توفي الابن الاكبر “جميل توفيق اندراوس” منذ أكثر من ثلاثين عاما  في ريعان شبابه ولحقت به اخته  جميلة، ولم يتبقي من الأبناء سوي ” صوفي ولودي ”، و قد تلقتا التعليم بمدراس فرنسية بالقاهرة وكانتا لاتتحدثان سوي بالفرنسية .

رفضتا أبنتي  ” توفيق اندراوس باشا  ” الزواج فقد تقدم “هيلا شلاشي” امبراطور الحبشة ” للزواج من أبنته " جميلة"  ولكنها قامت بالرفض خوفا الاغتراب، وكما رفضت الشقيقتان الاخرتان الزواج ، وكانتا حذرتين في التعامل مع الاخرين فلا تسمحان بزيارة القصر سوى “لراهبة كاثوليكية” كانت تزورهما من الوقت للاخر، ولا تحتفظان بأي مدخرات ثمينة بداخل القصر، إلإ إن الروايات التي تناقلت حول ما يحتويه القصر من آثار وقطع ثمينة جعلت القصر مطمعاً للكثيرين، وربما لهذا السبب لقيت الشقيقتان مصرعهما بداخل القصر بعد محاولة لسرقته.

نشاطة السياسي

إنتمي توفيق أندراوس باشا لحزب الوفد وكان من الأصدقاء المقربين للزعيم الراحل سعد زغلول، وكان من مساندي الثورة وداعميها  في الصعيد، وقد تلقي عرضاَ من الملك فؤاد بواسطة أحمد حسنين باشا، بتعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا، مقابل العدول عن موقفه إزاء زغلول وثورته، إلإ إنه رفض وأصر علي أستكمال نضاله السياسي تجاه الثورة ومبايعة سعد زغلول، ولم يتوقف الآمر إلي هذا الحد بل إنه قام ببيع ما يقرب من 700 فدان من ممتلكاته من أجل مساندة حزب الوفد بعدما أوشكت خزانته علي الإفلاس.

أطلق عليه لقب "سبع الصعيد " بعد  قيامه هو و  فخرى عبدالنور وويصا واصف باشا بحضور اجتماع بنادى رمسيس فى 13نوفمبر 1918 ، توجهوا عقب إنتهائه إلي منزل سعد زغلول، ليأكدوا علي دعم أقباط مصر علي دعم قائد ثورتهم، وإن الصليب سوف يقف إلي جانب الهلال ليستمدا القوة من بعضهما البعض لنيّل الحرية.

وتحدي " توفيق باشا" قرار بدر الدين بك، مدير الأمن العام وقتها بمنع توقف الباخرة التي تحمل علي متنها الزعيم الراحل سعد زغلول وكان ذلك عام 1921، للحصول علي دعم وتأييد أبناء الصعيد في ثورته، إلإ إندراوس أصر علي أن ترسو السفينه أمام قصره المطل علي النيل، ورحب بصديقة الثائر وله عبارته الشهيرة  “احنا حنرجع سعد بالقوة، وانا عندي رجالتي”.

أعماله الخيرية

كان توفيق أندراوس باشا من المحبين للإنفاق في أوجه الخير, حيث تبرع للكثير  من الجمعيات الخيرية وتقديم المساعدات لبعض الجمعيات كالهلال الاحمر وتحسين الصحة وملجأ الايتام، وأوقف عشرة أفدنة لخدمة المدرسة الصناعية ثم قام ببناء مدرسة الأقباط وبني مسجد المقشقش ومسجد المدامود .
وفاته

مثله مثل أبنه جميل توفي " توفيق إندراوس " بريعان شبابه في مناسبة لم تتكرر حتي الآن، حيث أرتفعت روحه إلي السماء في يوم توافق فيه عيد الفطر مع عيد الميلاد المجيد، وخرجت جنازة مهيبة حضرها معظم سكان الأقصر عدد كبير من الشخصيات الهامة والبارزة آنذاك.

click here click here click here nawy nawy nawy