رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

اللواء ثروت النصيري: القوات المسلحة دائما تقف بجانب الشعب المصري وتسانده

اللواء ثروت النصيري
اللواء ثروت النصيري

اللواء ثروت النصيري: القوات المسلحة دائما تقف بجانب الشعب المصري وتسانده

مشاريع تدريبات الجيش المصري عامل الحسم لمحاربة بقايا العناصر الإرهابية

الرئيس التركي يتقرب لمصر للمحافظة على ماء وجهه أمام العالم

بدت هناك العديد من التساؤلات التي تدور حول الحياة العسكرية والسياسية كأزمة ملف سد النهضة، وتطوير إدارات القوات المسلحة المصرية، وأوجه الخدمات التي تقدمها للمواطنين كالدورات التدريبة التي تقدمها قوات الدفاع الشعبي، وبروتكولات طبية للتطوير نظام الصحة ببالمستشفيات العسكرية لخدمة أبناء مصر، وللحديث بشفافية وصورة أكثر وضوحا حاورت "الزمان" المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء أركان حرب ثروت النصيري أحد قادة حرب أكتوبر، والذي أعطى صورة كاملة لكل التساؤلات التى وردت على الساحة.

وإلى نص الحوار..

بداية حدثنا عن أثر تدريبات قوات الدفاع الشعبي التابعة للجيش على المواطنين، ومالآليات التى تتبعها القوات المسلحة خلال هذا التدريب؟

القوات المسلحة إلى جانب إنها مسئولة عن تأمين حدودنا وحفظ أمننا ضد أي عدو قادم فهي ليها مسئولية أخرى ألا وهي تأمين الجبهة الداخلية، سواء كانت أعمال الشغب أو الحرائق أو الكوارث خاصة الطبيعية، ومن مسئوليات القوات المسلحة معاونة الجبهة الداخلية المتمثلة في وزارة الداخلية، والجهات المدنية في حمايتها من أي كوارث تحدث أو اضطرابات أو توترات أو مظاهرات، فالقيادة العامة للقوات المسلحة تحرص دائما على دعم المجتمع المدنى ورفع معدلات أداءه بما لديهم من إمكانات لمجابهة المواقف الطارئة.

ويتم في ذلك التدريب فرض سيناريوهات مختلفة لمجابهة المواقف الطارئة بما يتناسب مع التحديات المحتملة فى ظل الظروف، فالجيش ليس مسئولا عن تأمين الجبهة الخارجية فقط ولكن الداخلية أيضا، لأن مهام القوات المسلحة أن تكون الجبهة الداخلية متماسكة ويكون في أمنٍ وسلام، لذا يقوم الجيش بالتنسيق مع جهات الدولة المختلفة لوضع خطط لتأمين الجبهة الداخلية ضد أي اعمال قد تحدث من شأنها الإضرار بمصلحة الوطن، وهذا ليس أمر جديد على القوات المسلحة ففي عام 1992 حينما وقع الزلزال وقام الجيش بعمل معسكرات من الخيام لتأوي جميع المتضررين منه، وتم عمل هذا الأمر بسرعة كبيرة واستوعب جميع المواطنين حينها الذين تضرروا من هدم بيوتهم نتيجة الزلزال، ودائما القوات المسلحة تقف إلى جانب الشعب وتسانده لأنها جزء منه.

نفذ مؤخرا الجيش الثالث الميداني مشروع القيادة الخارجي "بدوي 38" فما الذي يميز هذا التدريب عن غيره؟

هذا المشروع في سلسلة أعمال التدريب التي تتم على أرض الواقع ضمن خطة التدريب السنوية، والقوات المسلحة تستمر في عمل التدريبات لرفع الكفاءة القتالية لدى القادة والضباط والجنود، وتظهر تلك التدريبات ما وصلت إليه العناصر المشاركة من استعداد قتالي عالي، فضلاً عن المهارة فى استخدام أحدث وسائل نظم القيادة والتعاون والسيطرة لتنفيذ المهام المخططة والطارئة أثناء مراحل المشروع ، كما أن التدريب القتالى هو أحد العناصر الرئيسية للكفاءة القتالية وعامل الحسم فى نجاح القوات فى تنفيذ مهامها بكفاءة واقتدار، لمحاربة بقايا العناصر الإرهابية والإصرار على عودة الحياة الطبيعية لمدن شمال سيناء وما يتمتعون به من روح معنوية عالية وعزيمة وإصرار على تنفيذ المهام تحت مختلف الظروف.

وليس مشروع "بدوي 38" الوحيد الذي قامت به القوات المسلحة، ولكن تقوم بالعديد من المشروعات التدريبية طبقا لخطة زمنية موضوعة، ويتم تنفيذهم في توقيتات محددة ويحضرها جميع القادة على مختلف الكفاءات، ليتأكدوا بأن هذه القيادات متفهمة لمهامهم متدريبن على أحدث أساليب القتال، حتى يصل الجندي إلى درجة الاحتراف، وهذا ما ظهر في حرب أكتوبر حيث فاجئ الجندي المصري المقاتل بكفائته الكيان الصهيوني.

البعض يدعى أن مصر ترسل مساعدات للسودان حتى تكسبها في صفها بملف سد النهضة.. فما ردك؟

السودان ومصر بينهنا علاقات أزلية منذ آلاف السنين، وتربطهما علاقة استراتيجية، حيث تعتبر السودان هي العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر، ولا يمكن لأي من الدولتين الاستغناء عن الأخرى، فبينهم وحدة ترابطية يقويها وادي النيل، ودائما بينهم علاقات وطيدة ومحبة بينهم، وبينهم تبادل في الأفكار، ومصر لا ترسل مساعدات للسودان وحدها بل لدول عديدة أخرى، وذلك في إطار استمرار الدعم والتضامن المصرى مع الدول الصديقة والشقيقة فى مختلف الأزمات والمحن، فأرسل الجيش طائرة نقل عسكرية محملة بكميات كبيرة من المساعدات الطبية المتمثلة فى شحنة ألبان علاجية للأطفال لجمهورية جنوب السودان، وتأتى تلك المساعدات إنطلاقاً من الروابط القومية وموقف مصر الثابت تجاه أشقائها والتضامن الكامل معهم فى مواجهة المحن والأزمات، وليس بهدف المصلحة كما يدعي أعداء الوطن، والشعب السوداني امتداد لشعب مصر، وهناك ملايين من السودانيين يعيشون على أرض مصر ويتقاسمون لقمة العيش مع المصريين ونمد لهم يد العون في شتى المجالات، وعلاقتنا مع السودان ليست بجديدة، ونحن نمد يد العون لجميع البلدان الشقيقة والصديقة وجميع الدول حول العالم.

بشأن المجال الطبي.. ما أبرز جهودات القوات المسلحة في تطوير كلياتها ومستشفياتها الطبية؟

القوات المسلحة مهتمة جداً بالبحث العلمي، والنواحي الطبية والعلاجية، وهي كانت سباقة في إنشاء كلية طب القوات المسلحة، التي تعد منارة العلم والطب، فهي ترسل بعثات إلى الخارج، للاستفادة من آخر ما وصل إليه الطب في العالم، فهي تعمل على تطوير نفسها، ولكن هذا التطوير لن يحدث بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من إيجاد التطوير لهذا المجال، والكلية تعتبر إضافة عظيمة جداً للقوات المسلحة، فهي تخدم الخدمات الطبية والمستشفيات الكثيرة الموجودة في أنحاء الجمهورية التابعة للجيش والتي يعالج فيها المدنيين أيضا لتخفيف الضغط على مستشفيات وزارة الصحة.

وما قام به مؤخرا مركز البحوث الطبية والطب التجديدى للقوات المسلحة من توقيع بروتوكول تعاون لتنفيذ المشروع القومى للجينوم المرجعى للمصريين بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا التابعة لوزارة التعليم العالى نقلة تطورية عظيمة خاصة أنها تتعلق بصحة المواطن المصري، فالطب الشخصي والعلاج الجينى أصبحا لهما أهمية قصوى، والجيش بدء بالمشروع القومى لدراسة الجينوم البشرى المرجعى للمصريين وتوفير العلاج الحديث للمصريين، فهو أكبر مشروع علمى فى تاريخ مصر الحديثة.

بالحديث عن السياسة الخارجية.. ما تعليقك على وضع الرئيس التركي أردوغان بعض قيادات الإخون تحت الإقامة الجبرية؟

أردوغان نتيجة الفشل الزريع في الدبلوماسية التي يتبعها تجاه مصر والمنطقة العربية، وبسبب وقوف القيادة السياسية المصرية موقفاً حازم تجاه أردوغان وتعيين خط أحمر له لا يستطيع أن يتخطاه ألا وهو سرت الجفرة، وجد الرئيس التركي نفسه أمام قوة مصرية رادعة لا تقبل المساس بأمنها القومي، لأن حدود ليبيا أمن قومي لا يمكن العبث به، بأي كائن من كان، فإيذاء كل هذا اضطر أردوغان بعد أن وجد نفسه منفردا على الساحة الدولية ومكروه بسبب سياسته الخاطئة بدأ في الآونة الأخيرة من التقرب إلى مصر، والتصريحات التي سمعناها من وزير الدفاع التركي بأنه يريد التقرب إلى مصر، ويعيد علاقاته معنا، وتوجيه المنابر الإعلامية بعدم المساس بأمن مصر أو التعرض لها، وما أوصله لذلك هي قوة مصر الرادعة لأن لو كنا ضعفاء لما تراجع بهذا الشكل، لأن مصر لن تستطيع الوقوف مكتوفة الأيدي إيذاء أي شيء من شأنه الإضرار بشعب مصر، فوجد رجب طيب أنه خسر المعركة قبل أن تبدأ، لذا لجأ إلى طرق سياسة التقرب حتى يستعيد علاقاته مع مصر، لأنه يشعر حاليا بأنه وحيد في الجبهة، وحكومة الوفاق التي كانت تعاونه تغيرت حاليا، لذا يحاول المحافظة على ماء وجهه أمام العالم.

أصبح هناك محاربات كلامية مؤخرا بين روسيا وأمريكا خاصة بعدما هددت الولايات المتحدة دولة الهند بعدم شراء أي أسلحة روسية حتى لا يُفرض عليها عقوبات.. فما نهاية تلك المشادات بين موسكو وواشنطن؟

كل تلك الأشياء ما هي إلا مناوشات دبلوماسية بين الدولتين، لأنه كان هناك تقارب كبير بين بوتين وبين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العلاقات بينهم وبين بعض، أما الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بدأ سياسة جديدة، يقول فيها إن الولايات المتحدة فوق الجميع وأنها القوى العظمى في العالم، ولا يوجد هناك قوى أخرى تضاهيها، بالتالي هو يضغط على روسيا، وتعتبر روسيا قوة صاعدة تحاول الرجوع إلى الإمبراطورية السوفيتية السابقة، لكن حتى الآن ما زالت أمريكا هي القوى العظمى الأولى في العالم، لذا تحاول بكل الوسائل والسبل أن تحافظ على مكانتها.

وهل ذلك يعني أنه من الممكن أن نجد تحالف بين روسيا وإيران ضد أمريكا؟

حالياً يوجد علاقات بين الدولتين لكن حتى إذا حصل تحالف بينهم، فهذا لا يعني شيء أمام الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها تفرض عقوبات، وهي حاليا فرضت عقوبات على إيران، وإذا استمرت روسيا في هذا الاتجاه، من الممكن أن يفرض عليها عقوبات أيضاً، لأن أمريكا قوة عصبة لا مثيل الآن في العالم هي اكبر قوى على كوكب الارض، وفي الفترة السابقة في عهد ترامب، كانت أمريكا تعيش في نوع من التوتر، وتسببت في مشاكل بالداخل والخارج، و«بايدن» جاء ليصحح الأوضاع، وكل قرارات التي اتخذها ترامب يعيد تقييمها من جديد، ويعمل على اتخاذ قرارات جديدة، لصالح المواطن الامريكي، فهو يعمل على تصحيح لسياسة ترامب السابقة.

أخيرا.. كلمة للجنود المصريين بمناسبة ذكرى تحرير طابا التي مرت علينا مؤخرا وإقبالنا على العاشر من رمضان ذكرى حرب أكتوبر.

تلك التواريخ عزيزة على قلوبنا جميعا، واستطاعت القيادة السياسية في ذلك الوقت بنوع من الضبط أنها تعين لجنة على كفاءة عالية في جميع التخصصات، تستطيع على مدى فترة التحكيم الدولي أن يصدر حكم من المحكمة لصالح مصر، وأن طابا أرض مصرية، وتلك كانت آخر قطعة أرض محتلة استرددناها من الكيان الصهيوني.