رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

باحثة في الشأن الفلسطيني لـ«الزمان»: جهود مصرية كبرى لتثبيت الهدنة

حراك مصري لتثبيت التهدئة وإعمار غزة.. من الأراضي المحتلة.. اللواء عباس كامل يبحث تعزيز الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال

كان الدور المصري حاضرًا بقوة منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال، إذ سعت القاهرة جاهدة للتوسط في الصراع الأخير، حتى تمكنت من التهدئة بين الطرفين، وشرعت في دعم إعمار غزة وقدمت العديد من المساعدات الإنسانية.

وفي قطاع غزة، زينت صور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والأعلام المصرية، شوارع فلسطين المحتلة استعدادًا لاستقبال وفد مصري رفيع المستوى برئاسة رئيس المخابرات اللواء عباس كامل.

وقالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتورة هبة شكري، لجريدة «الزمان»، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قامت مصر بجهود مكثفة وتحركت على كافة الأصعدة لوقف هذا العدوان، ونجحت في الوساطة ما بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها «حماس»، للتوصل لوقف إطلاق النار، مؤكدة أن هذا إنجاز كبير يحسب للدولة المصرية، ويؤكد على الدور المصري ومحوريته في التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وذكرت الباحثة في الشأن الإسرائيلي: «لم تتوقف الجهود المصرية حتى بعد انتهاء الأزمة الأخير، إذ استمرت الاتصالات ما بين مصر وجميع الأطراف سواء إسرائيل وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية، واستطاعت مصر بذلك أن تثبت وتؤكد على أهمية دورها في القضية الفلسطينية، والتزامها بثوابت سياستها الخارجية تجاه الأشقاء الفلسطينيين».

وأكدت الدكتورة هبة شكري، أن المحادثات التي تجريها مصر، لم تتضمن فقط وقف إطلاق النار، ولكنها تضمنت موضوعات أخرى مثل إعادة إعمار غزة، وتوحيد الصف الفلسطيني تمهيدا لإعادة المسار التفاوضي، وإطلاق عملية السلام بما يحقق الاستقرار في الأراضي الفلسطينية.

وأضافت: «يتضح من التحركات التي تمت يومي الأحد والاثنين، من خلال إرسال مصر الوفد الأمني برئاسة السيد اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، إلى إسرائيل وإلى الأراضي الفلسطينية - سواء رام الله أوالضفة الغربية أوقطاع غزة - جدية مصر في ثبيت الهدنة وفي استقرار الأوضاع داخل فلسطين».

وتابعت: «في الوقت ذاته، كان هناك زيارة لوزير الخارجية الإسرائيلي جابي اشكنازي، إلى مصر بالتزامن مع زيارة الوفد الأمني للمناطق الفلسطينية وإسرائيل، وهذا يدل على التحرك المكثف على كافة الأصعدة سواء المستوى الأمني أو السياسي أو الدبلوماسي أو الإنساني».

وفيما يخص الجهود المصرية في ملف توحيد الصف الفلسطيني، قالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، قام السيد اللواء عباس كامل، الاثنين، بعقد لقاء مع قادة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وتم تناول العديد من الموضوعات أهمها تثبيت الهدنة وبحث ملف المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني، موضحة أن الحديث دار أيضا عن دعوة الفصائل لإقامة حوار في القاهرة قريبا، يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.

وترى الدكتورة هبة شكري، أن مصر أثبتت من خلال وساطتها وموقفها في الأزمة الأخير وما بعدها أنها الدولة الوحيدة القادرة على القيام بدور الوسيط لانفرادها بامتلاك الأدوات القادرة على التأثير على إسرائيل والفصائل الفلسطينية؛ وبالتالي فهي تؤكد على ثبات موقفها تجاه القضية الفلسطينية، وتؤكد أن همها الأكبر هو دعم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني، لأن ذلك يعد نواة لاستقرار المنطقة بشكل عام.

وأردفت: «واقعيا الجهود المصرية، مستمرة وستستمر خلال الفترة القادمة سواء فيما يخص تثبيت التهدئة وضمان عدم حدوث تصعيد على الأراضي الفلسطينية».

وأوضحت: «هناك أيضا اهتمام مصري كبير بملف إعادة إعمار غزة بداية من إطلاق القيادة المصرية لمبادرة دعم إعادة الإعمار بمبلغ 500 مليون دولار، وبذلك استطاعت مصر أن تحشد الجهود دوليا لإعادة الإعمار، مؤكدة بذلك على تمسكها بحق الشعب الفلسطيني بأن يعيش حياة كريمة».

وأشارت إلى أنه في هذا الإطار تم الحديث خلال الأيام الماضية عن إقامة منقطة سكنية كاملة بتمويل وبإشراف مصري في منطقة الزهراء داخل قطاع غزة، منوهة بأن الحديث حول تلك المنطقة اقتراح، ومن المقرر أن يتم التأكيد على إقامة المدينة السكنية فيها، وأن هناك العديد من المشروعات التي ستقوم بها مصر داخل قطاع غزة.

وفي سياق صفقة تبادل الأسرى، أفادت الدكتورة هبة شكري، بأنه منذ بداية المحادثات التي تمت الأحد، بين اللواء عباس كامل وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكدت إسرائيل، على تمسكها بملف تبادل الأسرى وربطته بشكل صريح بالسماح بإعادة إعمار غزة.

وكشفت أنه في المقابل، وخلال المحادثات التي تمت مع الجانب الفلسطيني، رفض الفلسطينيون والفصائل الفلسطينية بشكل كامل، ربط ملف الإعمار بتبادل الأسرى، لكن مصر مستمرة في جهودها في هذا الملف، مؤكدة أنه من المقرر أن يتم إحداث تقدم في هذا الملف لكن دون ربطه بملف إعادة الإعمار.

وأكملت الباحثة في الشأن الفلسطيني: «يجب أن نشير إلى أن مصر لها خبرة في هذا الملف ونجحت في آخر صفقة لتبادل الأسرى بتبادل الإسرائيلي جلعاد شاليط، بـ1000 أسير فلسطيني، كل ذلك يؤكد على قدرتها التي لاتمتلكها أي دولة أخرى على المستوى الإقليمي أو الدولي للعب دور مؤثر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني».

موضوعات متعلقة