رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

أشهر صراع بين موسكو والغرب..

من روسيا إلى وسط أوكرانيا.. أسباب اندلاع الحرب بين الجارتين

كانت أوكرانيا من بين الجمهوريات التي دقت المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفييتي عام 1991، لكن روسيا أرادت الاحتفاظ بنفوذها عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة "جي يو إس"، إذ ظنت وقتها أن بإمكانها السيطرة على كييف من خلال شحنات الغاز الرخيص، لكن ذلك لم يحدث لأن عيون أوكرانيا كانت مسلطة دائماً على الغرب.

ولم يحدث بين الدولتين أي صراع طوال فترة التسعينيات، ولكن في خريف 2003، شهد العالم أول أزمة دبلوماسية كبيرة بين موسكو وكييف، في عهد فلاديمير بوتين، إذ بدأت روسيا، بشكل مفاجئ في بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة "كوسا توسلا" الأوكرانية، وفي المقابل اعتبرت كييف، ذلك محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، وازدادت حدة الصراع، ولم يتم وضع حد له إلا بعد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني، وعقب ذلك أوقف بناء السد، لكن الصداقة المعلنة بين البلدين بدأت تظهر تشققات.

وأثناء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا عام 2004، دعمت روسيا بشكل كبير المرشح المقرب منها، فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن "الثورة البرتقالية" حالت دون فوزه، وفاز بدلاً منه السياسي القريب من الغرب، فيكتور يوشتشينكو، وخلال فترته الرئاسية قطعت روسيا، إمدادات الغاز عن البلاد مرتين، في عامي 2006 و2009، كما قُطعت أيضاً إمدادات الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.

وفي عام 2008، حاول الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، إدماج أوكرانيا وجورجيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وقبول عضويتهما من خلال برنامج تحضيري، وقابل بوتين ذلك باحتجاج، وموسكو أعلنت بشكل واضح أنها لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا، كما أن فرنسا وألمانيا حالتا دون تنفيذ بوش لخطته، وأثناء قمة الناتو في بوخارست تم طرح مسألة عضوية أوكرانيا وجورجيا، ولكن لم يتم تحديد موعد لذلك.

ولأن مسألة الانضمام للناتو لم تنجح بسرعة، حاولت أوكرانيا الارتباط بالغرب من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، في صيف عام 2013، بعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاقية، مارست موسكو ضغوطاً اقتصادية هائلة على كييف وضيقت على الواردات إلى أوكرانيا،وعلى خلفية ذلك، جمدت حكومة الرئيس الأسبق يانوكوفيتش، الذي فاز بالانتخابات عام 2010، وانطلقت بسبب ذلك احتجاجات معارضة للقرار، أدت لفراره إلى روسيا في فبراير عام 2014.

وفي مارس عام 2014، ضمت روسيا القرم، وكانت هذه علامة فارقة وبداية لحرب غير معلنة، وفي نفس الوقت بدأت قوات روسية شبه عسكرية في حشد منطقة الدونباس، الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا، كما أعلنت جمهوريتان شعبيتان في دونيتسك ولوغانسك، يترأسهما روس، أما الحكومة في كييف، فقد انتظرت حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، لتطلق عملية عسكرية كبرى أسمتها "حربًا على الإرهاب".

وفي يونيو من نفس العام، التقى الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، وبوتين لأول مرة بوساطة ألمانية وفرنسية، على هامش الاحتفال بمرور سبعين عاماً على يوم الإنزال على شواطئ نورماندي، وخلال ذلك الاجتماع وُلدت ما تسمى بـ"صيغة نورماندي".

وبعد الاتفاق، تحول الصراع إلى حرب بالوكالة تدور رحاها حتى اليوم، ففي مطلع عام 2015، شن الانفصاليون هجومًا، زعمت كييف أنه كان مدعومًا بقوات روسية لا تحمل شارات تعريف، وهو ما نفته موسكو، ومنيت القوات الأوكرانية بهزيمة ثانية جراء الهجوم، وذلك في مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية، والتي اضطر الجيش الأوكراني للتخلي، وبرعاية غربية تم الاتفاق على "مينسك 2"، وهي اتفاقية تشكل إلى اليوم أساس محاولات إحلال السلام، وما تزال بنودها لم تنفذ بالكامل بعد.

وفي خريف عام 2019، كان هناك بصيص أمل، إذ تم إحراز نجاح في سحب جنود من الجهتين المتحاربتين من بعض مناطق المواجهة، لكن منذ قمة النورماندي التي عُقدت في باريس في ديسمبر عام 2019، لم تحصل أي لقاءات، وبوتين لا يرغب في لقاء شخصي مع الرئيس الأوكراني الحالي، فلودومير زيلينسكي، لأنه من وجهة نظر موسكو لا يلتزم باتفاق مينسك.

ومنذ ديسمبر عام 2021، طلب الرئيس الروسي بشكل علني من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية، لكن الحلف لم يرضخ لهذه المطالب.

الغزو الروسي لأوكرانيا

وفي يوم 24 فبراير الماضي، استيقظ العالم علي خبرعاجل صرحت به وسائل الإعلام الأوكرانية، أن هناك قتال عنيف بالقرب من المنشأة النووية "تشيرنوبل"، وأن القوات الروسية تسيطر على مناطق في مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، كما تمكنت القوات الروسية من دخول خاركيف بدون مقاومة.

والجدير بالذكر أن هذه أوقات مرعبة للشعب الأوكراني، فقد قتل العشرات بالفعل من المدنيين والجنود على حد سواء، فيما أطلقت عليه ألمانيا اسم "حرب بوتين"، أما بالنسبة لعائلات المنخرطين في القوات المسلحة للبلدين، ستكون هناك أيام صعبة قادمة.

وعلى الرغم من أن غزو جارتها كان بختم مطاطي من قبل مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي، إلا أن هذه ليست حربا كان الشعب الروسي مستعدا لها، وقال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مارك ميلي، إن حجم القوات الروسية ينذر بسيناريو مروع مع وصول القتال إلى مناطق حضرية كثيفة.

ونعرض أبرز الأحداث خلال الـ9 أيام الماضية منذ بداية الحرب:

-كانت المطارات والمقارات العسكرية هي أول من تعرضت للقصف بالقرب من المدن في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك مطار بوريسبيل الدولي الرئيسي في كييف.

-كييف وموسكو تتفقان على إقامة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين.

-صرح وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، على تبنى إجراءات طوارئ لتوفير الحماية الفورية للفارين من الحرب في أوكرانيا.

-تمديد القيود المفروضة على استخدام الطائرات في مطارات جنوب روسيا إلى 14 مارس الجاري.

-حجب موقع "تويتر" وإبطاء تشغيل "فيسبوك" في روسيا.

-أعلن بايدن عن فرض حظر سفر على أكثر من 50 من رجال الأعمال الروس.

-إطلاق القوات المسلحة الأوكرانية عشر قذائف من عيار 122 ملم على دونيتسك.

-القوميين في أوكرانيا يمنعون السكان من مغادرة منازلهم ونشرو راجمات صواريخ في القطاع السكني.

- دونيتسك تفرض السيطرة على 36 منطقة.

-إعلان وزارة الدفاع الروسية عن تدمير مستودع أسلحة في أوكرانيا لتخزين صواريخ "جافلين" و"نلاو".

- مقتل 17 مدنيا وإصابة 13 فى قصف روسي على مدينة "تشيرنيهيف" الأوكرانية.

-توغل الدبابات والقوات الروسية في الشمال الشرقي من أوكرانيا بالقرب من مدينة "خاركيف" التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة، وفي الشرق بالقرب من "لوغانسك" كما من "بيلاروسيا" المجاورة في الشمال، نزلت القوات الروسية في مدينتي "أوديسا" و"ماريوبول" الكبريين جنوبي أوكرانيا.

-إسقاط طائرة حربية روسية في ضواحي مدينة "تشيرنيهيف"،.

- تدمير 39 طائرة حربية روسية و40 مروحية منذ بدء المعارك،

-وتدمير 59 مسيرة و82 طائرة حربية أوكرانية و708 دبابات منذ بدء العملية العسكرية.

ومن جهته، قدم الرئيس بوتين العديد من الحجج الخاطئة أو غير العقلانية، حيث ادعى أن هدفه من العملية العسكرية هو حماية الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر والإبادة الجماعية، وأنه يسعى إلى "نزع السلاح والأفكار النازية" من أوكرانيا.

وكثيرا ما ردد الرئيس بوتين، اتهامه بأن المتطرفين سيطروا على أوكرانيا، منذ الإطاحة برئيسها الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، عام 2014 بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه.

وردت روسيا على ذلك بالسيطرة على منطقة القرم الجنوبية ودعم تمرد في الشرق من قبل الانفصاليين الموالين لموسكو الذين قاتلوا القوات الأوكرانية في حرب أودت حتى الآن بحياة 14 ألف شخص.

إرهاصات الحرب الروسية على أوكرانيا

في نوفمبر الماضي، بدأت روسيا في نقل أعداد هائلة من قوات جيشها إلى المناطق القريبة من الحدود الأوكرانية وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال خطاب له، أنه سيعترف باستقلال المنطقتين الأوكرانيتين اللتين يسيطر عليهما انفصاليون مدعومون من روسيا.

كما صرح بوتين، أن أوكرانيا ليس لها تاريخ بوصفها بلدا حقيقيا، واتهم السلطات الأوكرانية بالفساد.

وبعد هذا التصريح، وقع الرئيس بوتين على أوامر أصدرها لقواته بتنفيذ «مهام حفظ سلام» في كلتا المنطقتين.

وفي 15 فبراير الماضي، وصل عدد تلك القوات إلى 100 ألف، وقال الرئيس بوتين: "إنه سيكون هناك انسحاب جزئي للقوات الروسية"، وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن بعض وحدات الجيش بدأت بالفعل في تحميل معداتها على متن القطارات والعربات، وستبدأ اليوم العودة إلى ثكناتها العسكرية.

ومن جانبه، صرح ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، قائلا: "إنهم يقومون باستمرار بتحريك القوات إلى الأمام وإلى الخلف، لطالما تحركت القوات يمينا ويسارا، إلى الأمام وإلى الخلف وفي كل الاتجاهات، لكن الاتجاه الذي ظل ثابتا خلال الأسابيع والأشهر الماضية هو الزيادة المستمرة في القدرات العسكرية الروسية على مقربة من حدود أوكرانيا".

وفي المقابل، عززت أوكرانيا قوة قواتها المسلحة في السنوات الأخيرة، وتواجه روسيا سكانا معادين لها، واستدعى الجيش جميع جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 عاما.

ومن جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتز: "لا مبرر للخطوة هذه حرب بوتين"، لكن الغزو سيكون له آثار غير مباشرة على العديد من البلدان الأخرى المتاخمة لكل من روسيا وأوكرانيا.

وقد أعلن الدول الأوروبية لاتفيا وبولندا ومولدوفا، إنها تستعد لتدفق اللاجئين.

كما أعلنت مولدوفا وليتوانيا حالة الطوارئ وهم دول أوروبية ايضا.

وفي الأسابيع والأشهر التي سبقت دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، قدمت روسيا سلسلة من المطالب للحصول على "ضمانات أمنية" من الغرب، يتعلق معظمها بحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وألقى الرئيس بوتين، باللوم جزئيا على قراره بالهجوم على توسع الناتو شرقا، وكان قد اشتكى في وقت سابق من أن روسيا "ليس لديها مكان آخر تتراجع إليه فهل يعتقدون أننا سنبقى مكتوفي الأيدي؟ "

كما أكد نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف في حديث له قائلا: "بالنسبة إلينا، من الإلزامي تماما التأكد من أن أوكرانيا لن تصبح أبدا عضوا في الناتو.

ومن مطالب بوتين الأساسية الأخرى هي أن لا ينشر الناتو أسلحة هجومية بالقرب من حدود روسيا، وأن يزيل القوات والبنية التحتية العسكرية من الدول الأعضاء التي انضمت إلى الحلف منذ عام 1997، وهذا يعني أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية ودول البلطيق.

أما بالنسبه لحلف "الناتو" فهو تحالف دولي يتكون من 30 دولة عضو من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، تنص المادة الخامسة من المعاهدة أن أي هجوم مسلح ضد إحدى الدول الأعضاء يعتبر هجومًا ضد جميع الأعضاء، ويجب على الأعضاء الآخرين مساعدة العضو المعتدى عليه حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة المسلحة من بين 30 دولة عضو في الحلف، هناك 27 دولة في أوروبا واثنتان في أمريكا الشمالية وواحدة في آسيا، ومن ضمن الدول الأعضاء في هذا الحلف "فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة الامريكية، تركيا، أسبانيا، البرتغال، وغيرهم".

تأثير الحرب علي الأقتصاد العالمي

قال كبير مسؤولي الاستثمار العالمي مايكل ستروبيك: "إن موجات الصدمة المنبثقة عن الغزو الروسي كانت بمثابة "فجر نظام عالمي جديد" للاقتصاد الدولي، حيث يمكن اعتبار ارتفاع التضخم وتقلبات الأسواق المالية أمرا مفروغاً منه".

ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 70% بعد غزو أوكرانيا، بينما لامس سعر النفط العالمي 105 دولارات للمرة الأولى منذ عام 2014، مما يغذي احتمالية زيادة أخرى في تكاليف المعيشة.

كما قفزت أسعار القمح إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2008، مما يهدد برفع أسعار الغذاء.

وتعرضت الأسواق المالية العالمية للاضطراب بسبب الغزو الروسي، مما أدى إلى القضاء على المليارات من قيمة مؤشر "فوتسي100" البريطاني.

ويتوقع الاقتصاديون أن يؤدي الصراع إلى تعقيد قرارات البنوك المركزية العالمية برفع أسعار الفائدة، حيث يتوقع بعض المحللين أنها قد تتراجع عن الزيادات المخطط لها على الرغم من أن الوضع يزيد الضغوط التضخمية.

ما مدى تأثير هذه الحرب على مصر؟

أما بالنسبه لتأثير هذه الحرب علي الاقتصاد المصري علق الدكتور وليد جاب الله، خبير اقتصادي، على مدى تأثير الأزمة الناشئة بين روسيا وأوكرانيا على مصر، قائلًا: "تعتبر مصر الشريك التجاري الأول لكل من روسيا وأوكرانيا في إفريقيا والشرق الأوسط، ومن ثم فإن لهذا الصراع تداعيات مُتشابكة جداً بالنسبة للاقتصاد المصري، حيث تعد روسيا هي المورد الأول للقمح لمصر بينما أوكرانيا هي المورد الثاني بالتالي فإن مصر مدعوة لمراجعة إجراءات سلاسل إمداداتها من تلك السلعة الاستراتيجية".

وأكد جاب الله، أن مصر لديها احتياطي يكفيها لمدة نحو 5 أشهر، وقد تمتد لأكثر من 9 أشهر مع حصاد القمح المصري في منتصف إبريل القادم، كما أن وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية على أتم استعداد من قبل بدء تلك الحرب، لإمكانية السيطرة على الوضع الفترات المقبلة.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن سعر النفط يشهد ارتفاع غير مسبوق بعد بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أن هناك صعوبة في تقدير سعر النفط في الموازنة المصرية عند مُستوى 61 دولار للبرميل بينما تجاوز بفعل تلك الأزمة سقف الـ 100 دولار للبرميل، وقد يحد من هذا الضرر ارتفاع أسعار صادرات مصر من الغاز والصادرات البترولية التي وصلت إلى نحو 12,9 مليار دولار خلال عام 2021 .

وعن تأثير الأزمة على قطاع السياحة، يقول دكتور وليد جاب الله: "ينتج عن الأزمة تراجع ملحوظ في أعداد السائحين الأوكرانيين لمصر، بينما ارتفعت أعداد السائحين القادمين من ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، منوهًا إلى أن لمصر تشابكات اقتصادية مُعقدة مع كافة أطراف الصراع في أوكرانيا وترتبط بعلاقات جيدة معهم جميعاً وهو الأمر الذي يحتاج إلى تعامل مرن يرصد المُتغيرات المُتسارعة".

وتابع أن حجم التبادل التجاري مع أوكرانيا وصل إلى نحو 2,6 مليار دولار خلال 2019 حيث تتركز صادرات مصر لأوكرانيا في الموالح، والأرز، والأدوية، والفراولة، والبطاطس، والتوابل، والنباتات الطبية، ومنتجات الحديد، وفحم الكوك، بينما تتركز الواردات المصرية من أوكرانيا على القمح، والذرة، والحديد، زيت عباد الشمس.

أما روسيا فحجم تبادلها التجاري مع مصر وصل لنحو 7,7 مليار دولار عام 2018 حيث تركزت الصادرات المصرية لروسيا على الفاكهة، والخضروات، والملابس بينما تركزت الواردات المصرية من روسيا على القمح، والوقود، والمعادن، والنحاس، والطائرات.

وأكد مراقبون أنه بعد الأزمة سينتج ارتفاع بمعدلات التضخم في معظم دول العالم.

وأشارت الحكومة المصرية إلى أنها حاولت التغلب على أزمة ارتفاع الأسعار العالمية التي لاحت في الأفق، عبر تنويع مصادر توفير المنتج من خلال فتح مناشئ جديدة، وتشجيع المزارعين على زيادة المساحات والتوريد عبر الإعلان عن سعر البيع قبل الزراعة، كما ساهمت المشروعات الزراعية القومية كالدلتا الجديدة.

الطلاب المصريين في أوكرانيا

هناك الكثير من الطلاب في التعليم الجامعي وما قبل الجامعي في روسيا وأوكرانيا، ومع بداية هذه الخلافات بين البلدين، أكد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن عدد أبنائنا من الطلاب المصريين الدارسين في التعليم قبل الجامعي في روسيا أقل من ٥٠ طالبا وفي أوكرانيا أقل من ١٠ طلاب.

كما صرح دكتور طارق شوقي، في تصريحات له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: "الدولة المصرية سوف تيسر لهؤلاء الطلاب إمكانية تأجيل امتحانات أبنائنا في الخارج، أو يتم إلحاقهم في المدارس المصرية إذا اختاروا العودة للوطن".

ومن جانبه، تواصل الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي مع السفير أيمن الجمال سفير جمهورية مصر العربية في أوكرانيا، للاطمئنان على أحوال الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الأوكرانية.

وأكد السفير المصري، على تواصل السفارة المصرية مع الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الأوكرانية عبر وسائل التواصل المختلفة، وأن أحوال كافة الطلاب المصريين وأوضاعهم مطمئنة ومستقرة،

كما أكد دكتور خالد عبر الغفار، أن السفارة مستمرة في تواصلها الدائم مع الطلاب، والجهات المعنية في أوكرانيا خلال الفترة القادمة؛ للاطمئنان على سلامة الطلاب المصريين.

في إطار الجهود المبذولة من الدولة المصرية لاعادة المواطنين المصريين القادمين من أوكرانيا إلى مصر، قررت السلطات المصرية اعتبارا من اليوم السبت الموافق 5 إلى يوم الجمعة الموافق 11 مارس 2022، إرسال طائرتين يوميا، وذلك لإعادة المواطنين المصريين القادمين من أوكرانيا إلى مصر.

تعليق الطلاب المصريون المتواجدين في أوكرانيا

أكد العديد من الطلاب المصريين المقيمون في أوكرانيا بوجود حالة من الذعر وأن الأوضاع في شرق أوكرانيا بها تصعيد كبير.

وبدورها، طالبت السفارة من المواطنين المصريين القادمين من أوكرانيا الراغبين في العودة إلى مصر على متن الرحلات المشار إليها سرعة استيفاء الشروط المطلوبه وهي سرعة القيام بتسجيل طلب السفر إلى مصر عن طريق التواصل على الأرقام المحدده وارسال صورة لجواز السفر برسالة على خاصية الWhatsApp الي السفارة، وذلك حتى يتسنى للسفارة بدورها الاتصال بكل من المواطنين لاخطارهم بتاريخ وموعد السفر إلى مصر، اخذا في الاعتبار أن ذلك التسهيل المقدم إلى المواطنين المصريين في الخارج يأتي في إطار الخدمات التي تقدمها الدولة المصرية لمواطنيها حرصا منها على الحفاظ عليهم أينما وجدوا وعدم تعرضهم لأي ظروف غير مواتية او مخاطر.

كما أكدت السفارة علي إمكانيه اصطحاب الزوجه غير المصريه، بشرط موافاة السفارة المصرية بما يثبت عقد ذلك الزواج، وكذلك تقديم ما يثبت عقد الزواج بالمطار يوم السفر.

أهم القرارات التي اتخذتها مصر مع السائحين الروس والأوكرانيين

بسبب تواجد الكثير من السائحين الأوكرانيون و الروس في مصر وأيضا بسبب غلق المجال الجوى لأوكرانيا، الذي يتعذر معه عودة السائحين الأوكرانيين والروس إلى أراضيهم بعد انتهاء البرنامج السياحي الخاص بهم.

بناءً عليه قررت السلطات المصرية تقديم كافة الخدمات للسائحين الروس والأوكرانيين المتواجدين على أراضيها لحين عودتهم لبلادهم.

كما وجه مساعد وزير السياحة والآثار لشؤون المنشآت الفندقية عبدالفتاح العاصي، خطابًا إلى غرفة المنشآت الفندقية، يؤكد فيه علي إبقاء كافة الخدمات لهم دون تغيير.

وطالب مساعد الوزير المصري كافة المنشآت الفندقية المقيم بها سائحون أوكرانيون أو روس، بضرورة استمرار إقامتهم وتقديم كافة التسهيلات الخاصة بهم، وعدم الامتناع عن تقديم أي خدمة كانت تقدم إليهم، لحين إيجاد الحل المناسب لعودتهم إلى بلادهم.

وقال رئيس لجنة تسيير الأعمال بغرفة المنشآت الفندقية علاء عاقل: إنه يجرى حاليا حصر عدد السائحين الأوكرانيين والروس، والذين تعذرت عودتهم إلى بلادهم لتقديم كافة الخدمات اللازمة لهم حتى انتهاء الأزمة.

بالنسبه لتأثير هذه الخلافات الناشبة بين البلدين علي الاقتصاد العالمي منها ارتفاع التضخم الذى سينتج من ارتفاع أسعار غالبية السلع الناتج عن ارتفاع أسعار الطاقة.