أمين سر حركة فتح: مصر تسعى لتوفير كل أسباب الصمود والقوة لشعبنا في غزة التعليم تصدر بيانا بشأن تصحيح امتحانات الثانوية العامة المقالية الأرصاد محذرة من طقس الأيام المقبلة.. نشاط رياح ورمال تؤدي لتدهور الرؤية توافد جمهور الأهلي لحضور مباراة مازيمبي بايدن يرحب بالمشاركة في مناظرة أمام ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بلينكن: اتفقنا مع الصين على استدامة الاتصال الدبلوماسي لإدارة العلاقات الثنائية بصورة مسئولة محافظ بني سويف يتابع انتظام العمل بسوق السيارات شرق النيل من خلال التقرير الميداني لمنظومة العمل محافظ قنا يعلن الطوارئ وغلق الطرق السريعه لحين استقرار الأحوال الجوية وزيرة البيئة تعقد لقاء ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارىء والسلامة العامة بالديوان العام الوادي الجديد: رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة حالة عدم الاستقرار في الأحوال الجوية محافظ المنيا يوجه بمتابعة الالتزام بمواعيد العمل الصيفية بدءا من اليوم
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

إسرائيل تدخل على خط الصراع بين روسيا وأوكرانيا

مع تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا والتي تنذر بحرب عالمية ثالثة، نشرت السفارة الأوكرانية في إسرائيل، بيانا على صفحتها عبر «فيسبوك»، للإعلان عن تجنيد مقاتلين ضد الجيش الروسي للدفاع عن سيادة أوكرانيا، في حين أنها حذفته لاحقا.

وردا على ذلك، أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، بأن العديد من الإسرائيليين قرروا الاستجابة لنداء السفارة الأوكرانية والقتال جنبا إلى جنب مع القوات الأوكرانية.

وفي السياق ذاته، تقول الباحثة في الشأن الإسرائيلي - الفلسطيني في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدكتورة هبة شكري، لجريدة «الزمان»، إنه منذ بدء التصعيد الروسي الأوكراني، سعت إسرائيل جاهدة للحفاظ على تبنيها موقفاً محايداً تجاه كل الأطراف، ‏نظراً لما تتمتع به من علاقات خاصة مع كل من روسيا وأوكرانيا، لكن بعد قيام روسيا بشن العملية ‏العسكرية على أوكرانيا، وجدت إسرائيل نفسها تواجه مأزقاً يفرض عليها تبني موقفا واضحاً يتحيز لأحد ‏الأطراف، وهو ما كانت تخشاه منذ بداية الأزمة في 2014. ‏

وأشارت الدكتورة هبة شكري، إلى أنه بالرغم من أن إسرائيل، سعت للحفاظ على توازن دقيق في الأزمة الأوكرانية بين حليفتها التاريخية ‏الولايات المتحدة الداعمة لأوكرانيا وبين روسيا، لكنها لم تستطيع اتخاذ موقفاً صريحاً حتى اللحظة، فقد اتسم ‏الموقف الإسرائيلي بالتذبذب الشديد، فبعد اندلاع الأزمة، امتنعت إسرائيل عن دعم قرار في مجلس الأمن ‏الدولي يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، رغم طلب الإدارة الأمريكية منها تأييده‎.‎‏

وكشفت أنه في الوقت ذاته، كانت ‏إسرائيل تكتفي بالإشارة إلى أنها تدعم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وامتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي ‏نفتالي بينيت، عن استخدام أي عبارات لإدانة روسيا أو حتى الإشارة إليها.‏

وأضافت الباحثة في الشأن الإسرائيلي: «لم يستمر الموقف الإسرائيلي على نفس الوتيرة، فقد أدان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، ‏الهجوم الروسي على أوكرانيا معتبراً إياه انتهاكاً خطيراً للنظام الدولي.

وأكد أن إسرائيل تدين الهجوم وهي ‏مستعدة لتقديم المساعدة الإنسانية لمواطني أوكرانيا، وبالفعل تم الإعلان عن إرسال ‏‎ ‎طائرة إسرائيلية محملة ‏بـ100 طن من المعدات الإنسانية موجهة إلى الأوكرانيين المتواجدين في المناطق التي تدور فيها المعارك، ‏وأولئك الذين يحاولون مغادرتها».

وترى أنه بمرور الوقت تتجه إسرائيل بخطوات مترددة نحو الانحياز إلى الجانب الأوكراني، لكن ليس ‏بصورة صريحة تمس علاقتها بروسيا بشكل مباشر، ففي الوقت الذي تدعم فيه أوكرانيا رسمياً، رفضت إمداد ‏كييف بمنظومة القبة الحديدية.

وأوضحت أنه مؤخراً، أعلنت إسرائيل عن اعتزامها التصويت في الجمعية العامة للأمم ‏المتحدة، لصالح مقترح إدانة روسيا لهجومها على أوكرانيا، وقبيل ذلك، كانت إسرائيل تعرض وساطتها على ‏الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحل الأزمة الأوكرانية، وهو ما تم رفضه من قبل موسكو.‏

وتابعت: «إنه اتصالاً بالموقف الإسرائيلي المتردد من الأزمة، قامت السفارة الأوكرانية في إسرائيل بالإعلان عن السماح ‏بتجنيد متطوعين إسرائيليين للقتال ضد الجيش الروسي، وأشارت أنه تم البدء في تشكيل قوائم المتطوعين ‏الذين يرغبون في المشاركة في الأعمال القتالية ضد المعتدي الروسي».

وأردفت: «على الرغم من أن السفير الأوكراني ‏لدى إسرائيل قد صرح للصحفيين إنه من القانوني أن يتطوع الإسرائيليون في الجيش الأوكراني، إلا أن ‏القانون الإسرائيلي في الواقع يمنع الإسرائيليين من الانضمام إلى جيش أجنبي، ويقر عقوبة محتملة تصل ‏إلى 3 سنوات في السجن».

وأوضحت أن هذا الأمر لا ينطبق إذا كان لدولة إسرائيل اتفاق مع الدولة الأجنبية المعنية، ‏ولم يتم الإعلان عما إذا كان هذا هو الحال مع أوكرانيا.

وأشارت إلى أن ما يؤكد مدى التذبذب الإسرائيلي، تم حذف ‏منشور السفارة الأوكرانية، لاحقا من صفحتها على فيسبوك، دون أن يتم تقديم أي تفسير لهذه الخطوة، وتعليقاً ‏على ذلك، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها كانت على علم بالمنشور على فيسبوك قبل حذفه، لكنها ‏رفضت التعليق بصورة أكبر.

البعد الديني

وترى الدكتورة هبة شكري، أن هناك بعداً هاماً ‏لخصوصية العلاقة بين إسرائيل وأوكرانيا، تتمثل في كون رئيسها فولوديمير زيلنسكي يهودي الديانة، ‏بالإضافة إلى رئيس الوزراء الأوكراني أيضاً، وهو ما يفسر مدى الدعم الذي يحظى به من قبل وسائل الإعلام ‏الإسرائيلية، موضحة أن أوكرانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي يرأسها يهودي، وتضم الجالية اليهودية الأكبر خارج ‏إسرائيل.

‏ البعد الاقتصادي

ومن جانب آخر، بينت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، أن الحرب على أوكرانيا متعددة الجوانب إلى حد إلحاق الضرر الاقتصادي بإسرائيل، ‏وهو ما دفع بها للتدخل لعرض الوساطة بين الجانبين.

وكشفت أن اجتماعات الحكومة الإسرائيلية والأجهزة ‏الأمنية تتواصل لبحث تداعيات استمرار الحرب وتفاقمها إلى جانب انعكاس العقوبات الاقتصادية المفروضة على ‏روسيا، على‎ ‎الاقتصاد الإسرائيلي‎.‎

ولفتت إلى أن التوقعات الأولية أسفرت عن أن العقوبات الأمريكية والأوروبية ‏على روسيا، تؤدي إلى نقص في البضائع مقابل رفع للأسعار، إذ ستتأثر شركات إسرائيلية عدة تعمل في روسيا، ‏ويصل حجم أعمالها إلى مليارات الدولارات سنويا.

‏واستطردت: «كذلك الفحم الذي يشكل نحو 20 % من استهلاك الطاقة في إسرائيل، ومعظمه مستورد من روسيا، ‏سيتأثر بشكل كبير إثر العقوبات على روسيا، إذ ستضطر إسرائيل إلى استبدال بالفحم الروسي الفحم من ‏أمريكا اللاتينية، وستواجه العديد من العقبات في هذا الشأن».

وأكدت أن مخزون الحبوب لدى ‏إسرائيل سيتأثر بسبب الأزمة، مضيفة أن إسرائيل تتخوف من انعكاسات خروج روسيا من المنظومة البنكية الدولية، ‏‏«سويفت» للتعاملات المالية، إذ أن تلك الخطوة ستؤثر لا محالة على الشركات الإسرائيلية التي تدير أعمالاً ‏مع روسيا.‏

الرد الروسي

أما فيما يتعلق برد روسيا المتوقع على الموقف الإسرائيلي، رجحت الدكتورة هبة شكري، أن تتخذ موسكو المزيد من الإجراءات ‏العقابية تجاه إسرائيل جراء موقفها المنحاز لأوكرانيا، وقد بدأت بالفعل في ذلك من خلال إعلانها عدم ‏الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، معتبرة أن الهضبة جزء لا يتجزأ من ‏الأراضي السورية‎.‎

وأكدت أن كل ما تخشاه إسرائيل هو أن ينعكس رد الفعل الروسي على التنسيق العسكري المشترك مع إسرائيل في ‏سوريا، حيث يمكن أن يؤدي التوتر إى تقييد العمليات الهجومية الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية ‏‏و«حزب الله» في الأجواء السورية، وهو ما يفرض على إسرائيل أن تتبني سياسية حذرة تجاه روسيا.

واختتمت: «تتخوف إسرائيل من أن ينعكس تبنيها لموقفاً حاداً مضاداً لروسيا على المفاوضات الدولية الجارية مع ‏إيران، آخذة في الاعتبار العلاقات بين روسيا وإيران، والتي تشكل التهديد الأكبر على إسرائيل».‏