رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

ليبيا.. «الدبيبة» يتمسك بالسلطة ويستعين بمفتي الإرهاب

تعيش ليبيا منذ أشهر في وقع توتر سياسي؛ نتيجة رفض رئيس الحكومة السابق عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة إلى الحكومة الجديدة المكلفة فتحي باشاغا، والتي بدأت منذ الشهر الماضي في أداء مهامها من شرق وجنوب ليبيا، وما زالت تطالب باستلام مهامها في طرابلس.

وأثار لقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، مع مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، جدلا واسعا، حيث تعمد الغرياني الهجوم على المؤسسات الليبية.

وأكد مراقبون، أن الدبيبة يسعى للحصول على دعم الغرياني، نظراً لنفوذه على الجماعات الإرهابية والمتطرفين في البلاد.

وفي هذا السياق، أوضح الباحث والصحفي المختص بالشأن الليبي عبد الهادي ربيع، لجريدة «الزمان»، أن الدبيبة يشعر فعليا بالضعف والهزيمة رغم محافظته على منصبه لشهر كامل بعد منح الثقة لخلفه، ويريد أن يستجمع حوله التيارات الدينية المختلفة ليشعر بشيء من القوة والطمأنينة لأنه تأكد أن الهدوء الحالي الذي يسبق العاصفة ليس عن قوة الدبيبة نفسه بل عن إرادة دولية لتجميد الملف الليبي حاليا لحين الانتهاء من ملفات أخرى أكثر إلحاحا وأهمية.

ويرى ربيع، أن الغرياني في النهاية له كلمة قوية بين أوساط كثير من الليبيين، بالإضافة إلى أن مؤيديه هم من يحملون السلاح في الغالب، موضحا أنه يرسل رسالة ضمنية برفضه لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، كونه من أشد أعداء تيار المفتي المعزول والعكس، وهو ما قد يجمع حوله كثير من الإسلاميين والمليشيات الذين لا يريدون حفتر.

- مصر والأزمة الليبية

ودائما ما تبذل مصر جهود حثيثة لإعادة الفرقاء الليبيين إلى خط الاستقرار، بعد أن وصلت الأزمة إلى طريق مسدود، خاصة في ظل الانقسام بين الأطراف الليبية في ظل وجود حكومتين في البلاد، والتخوف من عودة الصراع المسلح.

هذا وناقش الرئيس السيسي ومحمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، الأسبوع الماضي، مجمل المشهد السياسي الداخلي الحالي في ليبيا، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، مع التأكيد على خروج المرتزقة والقوات الأجنبية، فضلاً عن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بشكل متزامن، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا، وتمكين الشعب الليبي من السيطرة الكاملة على مقدراته وسيادته.

وفي هذا الصدد، يقول ربيع، إن مصر لم تكف يوما عن دعم الإخوة الليبيين إيمانا سواء كشقيقة كبرى أو حماية لظهير قوي وأمن قومي أصيل.

وأوضح المراقب الدولي، أنه فيما يخص آخر المستجدات وما يتداول بشأن مبادرة مصرية، فهي غير مؤكده حتى الآن ولا تعدو كونها تسريبات، ويفضل ترك الرجال يعملون وعدم التشويش عليهم بالشائعات وما يقال عنه أنه تسريببات.

وفيما يخص تداعيات الحرب في أوكرانيا على الأزمة الليبية، أكد ربيع، أن ليبيا من أهم المتأثرين بالملف الأوكراني، ليس فقط في نقص القمح والدقيق وارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء، بل أيضا توقف النفط.

وأشار إلى أن هناك مساعي دولية لحماية قطاع النفط وتطويره وزيادة الإنتاج لتعويض النقص الدولي، لافتا إلى أن هذا بدوره دعم فكرة تجميد المشهد السياسي مؤقتا خشية تضرر قطاع النفط أو الاضطرار للإغلاق نتيجة أي تصعيد محتمل.

- صراع الحكومتين

وتتنازع حكومتان على السلطة في ليبيا منذ مارس الماضي، حين منح مجلس النواب ثقته لحكومة جديدة قوبلت برفض من حكومة الوحدة الوطنية التي ترفض تسليم مهامها إلا بعد إجراء الانتخابات.

واندلعت مواجهات عنيفة، يوم الاثنين، بين مجموعات مسلحة داعمة للدبيبة، قرب مبنى إدارة الجوازات في قلب العاصمة الليبية طرابلس، نتج عنها تدمير سيارة مصفحة إضافة إلى سقوط قتلى ومصابين، لم يتحدّد عددهم بعد، بالإضافة إلى أضرار لحقت بمرافق عامة وممتلكات خاصة في المنطقة.

وفي المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة المكلفة، عثمان عبد الجليل، إن عزم حكومته وتعهدها بعدم استخدام العنف هو ما منعها من دخول طرابلس.

وأكد عبد الجليل، أنهم لن يستخدموا القوة في استلام السلطة نظرا لإيمانهم بأن العنف سيولد المزيد من المآسي للشعب.

وفي هذا السياق، قال الخبير الليبي العميد محمد الرجباني، إن حكومة الدبيبة، لم تقُم بدورها المنوط في تدعيم المؤسسات الرسمية في البلاد، ومحاولة استعادتها وهيكلتها مجددًا، كما كان يفترض بها، لكن على العكس قامت بتقوية الميليشيات عبر دعمهم وترقيتهم، وهو ما خلق الإشكاليات الأمنية الحالية.

وأكد الخبير الليبي، أن الميليشيات تستخدم السلاح كورقة ضغط للحصول على امتيازات ومبالغ مالية طائلة، كما كانت وما زالت لها شبكات مصالح في المؤسسات، وتلجأ إلى القوة للحفاظ عليها، وتتصارع على هذه الامتيازات.

موضوعات متعلقة