رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خارجي

رئيس أركان الدفاع السابق يكشف طرق مساعدة إيطاليا للعراق

قدم الجنرال ماريو أربينو، رئيس أركان الدفاع الإيطالي السابق على صفحات مجلة "إيربريس"تحليلا بشأن الوضع في العراق الغير مستقر، موضحا دور إيطاليا مع قيادة مهمة حلف الناتو لديها الفرصة للعب دور أساسي كعنصر استقرار، وذلك بفضل الثقة التي جمعها العسكريون على مر السنين، مؤكدا أن إيطاليا عليها محاولة الاستفادة من الثقة التي جمعتها من سنوات من الالتزام في العراق سعيا نحو تهدئة واستقرار البلاد، في موقف لن يترك المنطقة في أيدي نشاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتطرق أربينو إلى التطورات الأخيرة في العراق لاسيما في أعقاب الاشتباكات في بغداد بين قوات الأمن العراقية وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وبحسب اورده موقع “ديكود 39” الإيطالي عن أربينو، الوضع العام في العراق من الصعب فهمه، لأنه من المعقد الوصف الجيد للانقسامات بين السنة والشيعة، مع تقسيم الشيعة بشكل خاص إلى أربعة أو خمسة أحزاب على الأقل، وليس كلهم ​​من الموالين لإيران، مضيفا يجب أن نتذكر أن العديد من الشيعة شاركوا في حرب صدام حسين ضد إيران، أضف إلى ذلك من الشيعة الوطنيين يمكننا ذكر علي السيستاني الذي كان دائمًا من بين الأقل تفضيلًا للإيرانيين.

ويتابع أربينو أن كذلك مقتدى الصدر الذي درس في قم مثل السيستاني، كان دائمًا بين الموقفين والآن أصبح موقفه أقل وضوحًا من أي وقت مضى، وبعض الفرضيات تطالب بأن يذهب لتلقي تعليمات من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأمر الذي يبدو غريباً بالنسبة لي، موضحا على الرغم من أنه كان دائمًا مؤيدًا لإيران إلا أنه تصرف بشكل مختلف في العديد من المناسبات خاصة في العلاقات مع الأحزاب الشيعية العراقية الأخرى.

وكان الصدر بإمكانه قبل هذه الأزمة القول أنه الفائز في الانتخابات مع حصوله على 76 مقعدًا من حوالي 300، وكان بإمكانه الإشاره إلى ثقله في البرلمان، إلا أنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب الموالية لإيران، رغم أنه كان أيضًا مواليًا لإيران. المسألة قد تكون مرتبطة أكثر بالأمور الشخصية بينه وبين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. وقد يكون السبب وراء انسحاب الصدر من المباني المحتلة في المنطقة الخضراء هو تدخل آية الله السيستاني الشخصية المؤثرة على جميع الشيعة العراقيين (حوالي 60٪ من السكان)، مضيفا أن الصدر لا يزال السبب للعديد من التوترات على مدى السنوات العشرين الماضية.

وعن مهمة الناتو موجودة حاليًا في العراق تحت القيادة الإيطالية، والموقف بالنسبة للعسكريين الإيطاليين، قال أربينو إن البعثة يقودها حاليا جنرال ممتاز هو، جيوفاني ايانوتشي، وتحت تصرفه وحدات من قواتنا المسلحة، وإن قرار البقاء في العراق بعد الانسحاب الأمريكي لقي استحسانًا كبيرًا ليس فقط في الناتو، ولكن أيضًا من العراقيين الذين أظهرت سلطاتهم أنها داعمه لهذا الأمر، متابعا اكتسبنا سمعة كوننا أطرافًا خارقة ونحن من بين عدد قليل من الغربيين الذين يمكنهم الانتقال بأمان في مناطق مختلفة من البلاد، خاصة في أربيل.

وفي نفس السياق، أكد نعمل بهدوء حتى مع الأتراك، الذين يتعاونون معنا في تدريب جزء من الوحدات العسكرية الكردية، لذا علينا الاستفادة من هذه الثقة لمشروع التهدئة حتى لو كان هذا الهدف أكثر تعقيدًا على خلفية نشاط أردوغان، ويتابع أن الرئيس التركي يقدم نفسه الآن في ثوبه الجديد كصانع سلام، مع البحث باستمرار عن مساحات جديدة لتوسيع نفوذه، أيضا اقترح نفسه هذه المرة كوسيط بين الأحزاب الشيعية الأربعة (مع أنه سني)، نتائج هذه العملية غير مؤكدة، لكن الوجود التركي مقدر له أن يلعب دورًا متزايد الأهمية في العراق.

وعن وضع إيطاليا في العراق، أشار إلى أن هذه قد تكون فرصتنا للتحرك نحو تهدئة الوضع في العراق مع العمل الذي يتبعه بشكل طبيعي دعم مدني، ويمكننا التدخل في نقاط كتوزيع الكهرباء وهي مشكلة معلقة منذ الانسحاب من الناصرية، وأعتقد أنه مع عودة الكهرباء في جميع أنحاء البلاد، ستتلاشى العديد من مشاكل العراق.

مؤكدا أن العراق ليس دولة مثل دول الشرق الأوسط الأخرى، الناس مثقفون وعلمانيون، والانقسام الطائفي مشكلة حديثة تفاقمت بسبب التدخل الإيراني. علينا السعي لأن نكون عامل توازن مع ملاحظة تحركات السيستاني، وننتظر الفرص الصحيحة لتقديم مساهمتنا.

وعن إمكانية زيادة الأعداد المنتشرة للمهمة وإمكانية تمديد مهامها، قال إن حجم وحدتنا باستثناء القوات المتحالفة الأخرى قد يزداد، ولكن هذه الزيادة لا علاقة لها بالاضطرابات الأخيرة ولكنها كانت متوقعة بالفعل بموجب مرسوم البعثة،وتولينا قيادة المهمة وعلينا التعامل مع الانسحاب التدريجي للوحدات الأمريكية، كما أن الزيادة الإجمالية تعود أيضًا إلى عملية ترشيد القوات التي ينشرها الناتو في مختلف السيناريوهات بهدف تحسين فعالية وكفاءة المهمة، فالإيطاليون لم يدربوا قوات البيشمركة فقط بل رافقوهم فيما يخص القوات الخاصة، ومن الضروري في المستقبل زيادة عدد العناصر والوسائل.