لإنتاج 3 ملايين من المنتجات البترولية.. خطة البترول لتشغيل مجمع التكسير الهيدروجينى للمازوت في أسيوط بنهاية 2026

فى إطار إستراتيجية الدولة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من المنتجات البترولية، وتماشياً مع رؤية مصر 2030 الهادفة إلى تعزيز قدرات قطاع الطاقة وتطوير بنيته التحتية، تواصل وزارة البترول والثروة المعدنية تنفيذ مشروعاتها التوسعية الطموحة، والتى من أبرزها مشروع مجمع التكسير الهيدروجينى للمازوت فى محافظة أسيوط.
ويُعد هذا المجمع من أكبر المشروعات التكريرية فى صعيد مصر، ويهدف إلى تحويل المازوت الناتج من عمليات التكرير بمعمل شركة أسيوط لتكرير البترول– والذى يعد منتج منخفض القيمة وضار بيئياً – إلى منتجات بترولية عالية القيمة الاقتصادية وذات مواصفات بيئية عالمية مثل السولار والبوتاجاز والبنزين وغاز البترول المسال بكميات تحقق الاكتفاء الذاتى لصعيد مصر، وتأتى خطة تشغيل المجمع ضمن جهود الدولة لسد الفجوة بين الإنتاج المحلى والاستهلاك، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يُسهم فى تحسين ميزان المدفوعات وتقوية الاقتصاد الوطنى.
وفى هذا الصدد، كشف مصدر مسئول من داخل وزارة البترول والثروة المعدنية، اعتزام شركة أسيوط الوطنية لتصنيع البترول «أنوبك» الحكومية بدء التشغيل التجريبى لمجمع الهيدروجينى للمازوت فى أسيوط (جنوب القاهرة) خلال الربع الأخير من 2026، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى إنتاج نحو 2.5 مليون طن من السولار، و400 ألف طن من النافتا، و100 ألف طن من البوتاجاز، و300 ألف طن من الفحم، إلى جانب 66 ألف طن من الكبريت سنوياً، ومن شأنه أن يغطى احتياجات صعيد مصر من الوقود، ما يساهم فى تقليص واردات البلاد.
وأضاف المصدر أن المجمع سيحول المازوت منخفض القيمة، الناتج من «شركة أسيوط لتكرير البترول»، إلى منتجات بترولية عالية القيمة وفق المعايير البيئية العالمية، لافتًا إلى ارتفاع التكلفة الاستثمارية للمشروع بسبب تغيرات سعر الصرف وزيادة تكلفة المكونات المستوردة.
كما أوضح أن مجمع الهيدروجينى للمازوت فى أسيوط سيشمل خمس وحدات رئيسية، تشمل وحدة لإنتاج الهيدروجين، وأخرى لاستخلاص الكبريت، إلى جانب وحدات للمعالجة الهيدروجينية والتكسير الهيدروجينى، مدعومة بنحو ثمانى وحدات مساندة، حيث بلغت نسبة الإنجاز فى المشروع 82% بنهاية مارس الماضى، ومن المستهدف الانتهاء من أعمال البناء قبل منتصف 2026.
وذكر المصدر أن نسب تنفيذ المشروع ستتجاوز 92% بنهاية ديسمبر المقبل يعقبها بدء التشغيل لوحدات الإنتاج الخمسة «وحدة إنتاج الهيدروجين، وحدة استخلاص الكبريت، وحدة المعالجة الهيدروجينية لناتج التقطير، وحدة التكسير الهيدروجينى»، بالإضافة إلى نحو 8 وحدات مرافق وتكميلية ونسب المكون المحلى بالمشروع تقارب 47% ببعض المكونات.
وقال إنه من المقرر أن يدخل المجمع حيز التشغيل الفعلى خلال العام القادم، بعد الانتهاء من أعمال الإنشاء والتشغيل التجريبى، حيث بلغت نسبة التنفيذ معدلات متقدمة وفق الجدول الزمنى المحدد مسبقًا، كما يُمثل المجمع نموذجًا للتعاون المثمر بين وزارة البترول وشركات القطاعين العام والخاص، بدعم من الشركاء الدوليين فى مجال التمويل والتكنولوجيا.
وأشار إلى أنه من المرتقب أيضًا أن يُسهم تشغيله فى توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء الصعيد، إلى جانب تعزيز أمن الطاقة وتوفير الوقود النظيف بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية، ويعكس هذا المشروع التزام وزارة البترول بمواصلة تحديث وتطوير قطاع التكرير، بما يخدم أهداف التنمية الشاملة ويُعزز مكانة مصر كمركز إقليمى للطاقة فى المنطقة.
ونوه إلى ارتفاع الكلفة الاستثمارية للمشروع إلى حوالي 3.1 مليار دولار، مقارنة بـ2.8 مليار دولار كانت مستهدفة فى عام 2022، بفعل تقلبات سعر الصرف وارتفاع تكاليف المكونات المستوردة، ويُشكل المكون المحلى نحو 40% من إجمالى التكلفة.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة «أنوبك» سبق لها ووقعت فى فبراير 2022 اتفاقيات تمويل بقيمة 1.5 مليار دولار مع 6 مؤسسات مالية دولية، من بينها «كريدى أجريكول»، و«يونى كريديت»، و«إتش إس بى سي»، بضمان من وكالة «ساتشى» الإيطالية لتنمية الصادرات، كما تعوّل وزارة البترول على هذا المشروع، إلى جانب توسعات معمل «ميدور» ووحدة تقطير المكثفات التابعة لشركة «النصر للبترول»، لتلبية الطلب المحلى المتنامى على الوقود وتقليص الاعتماد على الاستيراد.