رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

لأول مرة.. مصر تقتحم عالم الأقمار المخصصة لأغراض الاتصالات

الحكومة تعتزم القضاء على مشاكل الإنترنت بإطلاق «طيبة-1»

خطة لتوفير الخدمات التكنولوجية بين مصر ودول حوض النيل

خبير اتصالات: القمر سيكون موازيًا للشبكة الأرضية.. وسيمنح طلاب المدارس فرصة التفاعل مع تجارب التعليم عن بعد

تعتزم الحكومة المصرية، القضاء على جميع المشكلات المتعلقة بخدمات الإنترنت، ليس فقط على مستوى محافظات الجمهورية، بل لخدمة القارة الأفريقية بشكل عام، استكمالًا لخطة التنمية المستدامة التى تتبناها الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030، وذلك من خلال إطلاقها للقمر الصناعى الأول لأغراض الاتصالات «طيبة – 1»، 22 نوفمبر الجارى، والذى سيمثل نقلة نوعية كبيرة فى عالم الأقمار الصناعية بشكل عام، ومجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشكل خاص.

ويأتى إطلاق القمر، استكمالًا لخطة الدولة بالتوسع فى إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية بمختلف المجالات، حيث سبق وأطلقت القمر الصناعى «نايل سات»، فى عام 1998، الخاص بالبث التليفزيونى، ولذلك تسعى جاهدة خلال المرحلة المقبلة، للدخول فى نشر الأقمار الصناعية المختلفة، ليس فقط من أجل البث التليفزيونى وإنما لخدمة مجال الاتصالات والإنترنت.

ومن المنتظر أن يتم الإطلاق بواسطة شركة «آريان سبيس» الفرنسية، على صاروخ الإطلاق «آريان- 5» من قاعدة الإطلاق بمدينة «كورو» الموجودة فى إقليم جويانا الفرنسية، بأمريكا الجنوبية.

وكانت الشركة الفرنسية، قد أعلنت مؤخرًا انتهاءها من عمليات اختبار أنظمة القمر الصناعى للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بعملية الشحن، كما تم اختبار التوائم الميكانيكى والكهربى بين القمر وقاعدة الإطلاق المخصصة، هذا إلى جانب الانتهاء من ملء خزانات الوقود التى ستمكن القمر من البقاء فى الموقع المدارى المخصص له لمدة 15 عاماً، حيث سيعمل القمر على توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل.

ومن المقرر أيضًا أن تتولى «حكومة مدبولى»، عملية الإدارة والتحكم فى القمر الصناعى «طيبة -1» عقب إطلاقه لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية .

من ناحيته، قال الدكتور محمد القوصى، الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، فى تصريحات سابقة له، إن القمر «طيبة -1» يعد أول قمر صناعى تمتلكه مصر لخدمة الاتصالات والإنترنت، مشيرًا إلى أنه سيمكن من استقبال الإنترنت بواسطة أجهزة استقبال بسيطة والتحدث بسهولة، كما أن وزن القمر يصل إلى 5600 كيلو جرام.

وأوضح الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أنه من المقرر إطلاقه من أمريكا الجنوبية يوم 22 نوفمبر الجارى، وسيعمل القمر على بعد 36 ألف كيلو متر، لافتًا إلى أنه تم تصنيع القاعدة منذ أكثر من 3 سنوات.

كما أفاد بأن التصنيع تم بوساطة شركة «اير باص» الفرنسية واشتراك المهندسين والخبراء المصريين، مشيرًا إلى أن المهندسين المصريين تعلموا تمامًا كيفية تشغيل القمر، ولذلك سيتم تشغيل القمر من خلال محطتين فى مصر بعمالة مصرية 100%.

وأكد أن القمر سيخدم جميع أجزاء مصر بعد 3 أشهر من انطلاقه، كما أنه سيدعم خدمة الإنترنت فى جميع المناطق المحرومة من الخدمة، كما أنه سيخدم أجزاءً من الدول العربية المحيطة بمصر وبعض الدول الأفريقية.

جدير بالذكر أن وكالة الفضاء المصرية، تستعد أيضًا لإطلاق القمر «كيوب سات» فى 20 نوفمبر، والذى يسبقه بيومين، ويختلف تماما عن القمر الصناعى «طيبة 1»، فهو من نوعية الأقمار صغيرة الحجم، ويأخذ شكل المكعب، حيث يزن حوالى كيلو جرام، وسيكون فى مدار على ارتفاع 400 كيلومتر، كما يحتوى على كاميرا صغيرة يمكنها تصوير الأرض وإرسال الصور والبيانات إلى محطات الاستقبال فى القاهرة.

وتم تصميم القمر بإعداد البرمجيات وتصنيع المكونات الإلكترونية بالكامل فى وكالة الفضاء المصرية بواسطة المهندسين المصريين، إلا أن الاختبارات تمت فى اليابان بواسطة معدات يابانية، كما أنه يعد أحد الأقمار التى تتبع مشروع تحالف المعرفة فى مجال تكنولوجيا الفضاء والذى يتكون من ثلاثة أقمار صغيرة من نوعية كيوب، تم إطلاق الأول فى 7 1سبتمبر الماضى، والقمر الثانى سيطلق 20 من الشهر الجارى، والقمر الثالث من المشروع سيتم إطلاقه فى يونيو 2020، والمشروع ممول بالكامل من أكاديمية البحث العلمى ويتبع 13 جهة بحثية وأكاديمية وصناعية والقطاع الخاص.

وفى سياق متصل، أشاد الدكتور مدحت مختار أستاذ الاتصالات بالمعهد العالى للهندسة والتكنولوجيا بالعبور، بإطلاق مصر للقمر الصناعى «طيبة 1»، مشيرًا إلى أنه سيمثل نقطة تحول هامة فى خدمات التعليم الرقمى، والاتصال عن بعد، إلى جانب أنه سيعتمد على دفع حركة التنمية المستدامة، ويساهم فى توفير خدمات جديدة للاتصالات والإنترنت، بجميع المناطق والقرى المحرومة سواء على النطاق المصرى والأفريقى. وأضاف أستاذ الاتصالات، أن هذا القمر سيكون موازيًا للشبكة الأرضية، وسيمنح طلاب المدارس فرصة التفاعل مع تجارب التعليم عن بعد، كما أنه يمنح نفس الفرصة للتواصل مع تجارب متقدمة للباحثين وطلاب الجامعات، وذلك من خلال دعم شبكات الاتصالات فى مصر،

وأوضح مختار، أن الدولة تسير بخطى ناجحة حول التحول الرقمى، والبناء المعرفى بالإضافة إلى خلق كوادر بشرية يحتاجها سوق العمل بالداخل و الخارج، خاصة أنه يعزز من دور مصر إقليميًا وأفريقيًا باعتبارها رئيسة الاتحاد الأفريقى.

موضوعات متعلقة