رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

«زوجات علماء الأزهر دون حجاب».. علة جديدة يروج لها المنحرفين عن الشريعة

الدكتور أحمد كريمة: من يستحل عدم فرضية الحجاب للمسلمة مرتد

الدكتور سيف قزامل: ترك بعض العلماء لأزواجهم بدون حجاب ليس حجة على الإسلام

دائما تظهر الآراء السفيهة المتدنية تجاه شرائع الإسلام من بعض الحمقى الذين يبررون لأخطائهم ويجهرون بمعاصيهم، وتدور الأيام ويبقى الحجاب عقدة المنحرفين عن مبادئ الشريعة الإسلامية، ورغم سد الطرق أمام هؤلاء، وإثبات فرضية الحجاب بالأحكام والأدلة والمناظرات، لم يهدأ لهم بال وظلوا ينبشون حتى ظهروا بعلة جديدة يستبيحوا بها خلع الحجاب، فقالوا: "في السبعينيات هناك صور لعلماء الأزهر وزوجاتهن لم يرتدوا الحجاب، إذا فهو دليل على أنه شيء ابتدعه البعض، ولم يفرض في الإسلام".

لم يكتفوا بهذا فقط بل شنوا العديد من الحملات الممنهجة والمتدنية الأخلاق على الحجاب ومن ترتدينه، ووصفها بالتخلف والرجعية وعدم مواكبة التطور الحضاري، وفي هذا الصدد يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الأحكام الشرعية تستند إلى أدلة الشرع المعتمدة والمعتبرة ويعنى بها آيات الأحكام القرآنية، وأحاديث الأحكام النبوية، وإجماع الفقهاء، تلك هي الأدلة الصحيحة والرئيسية سواء كانت نصية أو غيرها في الاستدلالات على الأحكام.

واستدل الدكتور "كريمة" في تصريح خاص لـ"الزمان" بقول الله عز وجل: "ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا"، مؤكدا أن تغطية المسلمة المكلفة -أي البالغة العاقلة- لرأسها واجب شرعي، لقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وليضربن بخمورهن على جيوبهن"، سورة النور، ووجه الدلالة هنا أن لام الأمر دخلت على الفعل المضارع "يضربن"، فاقتضي الإيجاب.

وأضاف أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: "أنه في السنة العملية التطبيقية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة بالغة إلا بخمار"، ومعلوم أن جسد المرأة المسلمة المكلفة عورة ما عدا الوجه والكفين، لقوله تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، وقال ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن: "المستثنى الوجه والكفين"، فبقى ما عدا ذلك على الأصل من وجوب التغطية ومن ضمن ذلك شعر رأس المسلمة، وأيضا كان في شرع من قبلنا فالصور المنسوبة إلى السيدة مريم العذراء عليها السلام كانت ترتدي غطاء للرأس، ثم إن بعض المتدينات في الشرائع اليهودية والمسيحية بما يعرف بالراهبات يغطين شعور رؤوسهن".

وأوضح: "ولا عبرة بعض المفرطين المنسوبين إلى العلم لم يقيموا وزنا وتركوا بعض أزواجهن أو بناتهن لا يغطين شعور رؤوسهن، فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال، وفضل الحجاب أنه من شعائر الإسلام وتركه معصية كبرى، لقول الله تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها، وهو طاعة لله ونبيه "صلى الله عليه وسلم" من يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن يحرض المسلمات على خلع الحجاب وعدم ارتداؤه فهؤلاء أهل فتنة، فإن كانوا من غير المسلمين نقول لهم لا تتدخلوا في شؤون غيركم، وإن كانوا من المسلمين نقول لهم (الفتنة أشد من القتل) و(الفتنة أكبر من القتل)". واختتم: "قال الفقهاء لو تمال أناس واستحلوا ما نهو الله عنه خرجوا عن الملة، فمن يستحل تعرية شعر رأس المرأة مع العلم بالتحريم والعمد الجنائي خرج عن الملة بإجماع العلماء".

وأكد أستاذ الفقه المقارن الدكتور سيف رجل قزامل عميد كلية الشريعة والقانون السابق، أنه إذا كان هناك البعض يتعلل بعدم فرضية الحجاب بأن بعض العلماء لم يلبسوا بناتهم الحجاب فهذه ليست حجة على الشريعة الإسلامية، وعلى الثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية، فظهور بعض البنات متبرجات ولسن متحجبات ليس دليل على إباحة عدم ارتداء الحجاب، فالحجاب فرض على بنات ونساء المسلمين من قبل الله تعالى، لقوله في كتابه العزيز: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، أي الوجه والكفان.

وأضاف الدكتور "قزامل" في تصريح خاص لـ"الزمان" فجمهور العلماء أقر بأن الوجه والكفين ليسوا بعورة، وأما ما دون ذلك عورة يجب سترها، كما أن بعض العلماء أقروا بفرضية النقاب ولهم أدلتهم، فنحن مع جمهور العلماء أن الواجب في حق المرأة هو الحجاب، وذلك من سمات يسر الإسلام، وهذا ليس حكرا على المرأة وليس تعسفا، أو يفرض عليها مظهر معين، ولكن يريد الحفاظ عليها، ويبعد عنها كل الشبهات، فيقول الله تعالى: "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض".

وأوضح عميد كلية الشريعة والقانون السابق، أن الحجاب في الغالب مراعى عند نساء الفتيات، والشرع لم يدع شيء إلا وبينها فللمرأة أن تعمل وأن تكدح والصحابيات جاهدن مع رسول الله وكان يعشن في عمل دؤوب ومن أمثالهم السيدة زينب زوجة عبد الله بن مسعود، ونرى أيضا المرأة تبدي رأيها في السياسة مثل أم سلمة التي أشارت على النبي صلى الله عليه في رحلته إلى مكة، ثم تم صلح الحديبية، الذى اعتبره بعض المسلمين أن فيه نوعٌ من الذِّلَّة، وحين طلب منهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل عودتهم إلى المدينة أن يحلقوا رؤوسهم، ويذبحوا الهدى؛ تحلُّلًا من الإحرام لم يفعلوا، فكرَّرها ثلاث مراتٍ فلم يَقُمْ أحدٌ منهم، فدخل على أم سلمة رضي الله عنها غاضبًا قائلًا: "هَلَكَ الـمُسْلِمُونَ"، وأخبرها بما حدث".

واختتم: "فردت عليه بقول أثلج قلبه، قائلا: يا نبي الله أتحبُّ ذلك؟ أخرج ثم لا تُكَلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، فنحر بيده ودعا حالقه فحلقه، فلمَّا رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا، فالإسلام وضع المرأة في مكان عالٍ ولها قدسيتها الخاصة، والنساء شقائق الرجال".

موضوعات متعلقة