الزمان
إيران.. الدفاعات الجوية تسقط مسيرات إسرائيلية في مناطق مختلفة من البلاد إنريكي بعد الفوز على أتلتيكو مدريد: من الصعب اللعب في الأجواء الحارة كتائب القسام تعلن تنفيذ عمليتين ضد إسرائيل السوداني يدعو الى إتخاذ كل الإجراءات للحفاظ على الأمن في العراق هيئة البث الإسرائيلية: 8 إصابات جديدة جراء سقوط صواريخ إيران على إسرائيل صواريخ إيرانية تستهدف مصانع أسلحة رافائيل الإسرائيلي في حيفا المحتلة زراعة النواب تناقش مع وزير التموين خلط الشعير مع القمح لإنتاج رغيف الخبز أشرف صبحي: لجنة الرياضة بالبرلمان تقوم بالدور الأهم والمحوري في تذليل كافة الصعوبات التي تواجه الشباب وزير التموين: لدينا توجيهات رئاسية بضرورة أن يحصل الفلاح على سعر يفوق الأسعار العالمية في المحاصيل الاستراتيجية كشف ملابسات فيديو تضمن قيام ”جزار” بالتعدى على ماشية وزارة الخارجية تتابع أوضاع الجالية المصرية في إيران.. وتخصص أرقام تواصل محافظ الغربية يفاجئ الوحدة المحلية بأبيار بجولة ميدانية شاملة
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

مقالات الرأي

جمعية قتل الزوجات

ماهر المهدي
ماهر المهدي

ليس هذا العنوان سوى اسم لفيلم كوميدى قديم وظريف، أنتج قبل ستين عاما أو يزيد، واشترك فى بطولته عدد من النجوم المصريين الكبار أمثال حسين رياض وخيرية أحمد ومارى منيب وحسن فايق وغيرهم، وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الرجال الظرفاء الذين يعانون من تسلط زوجاتهم، وتضطرهم أفكارهم إلى تكوين جمعية سرية لقتل الزوجات، كسبيل للخلاص من القهر المنزلى الحريمى.

وما شدنى فى هذا العنوان وهذا الفيلم هو غرابة هذا التفكير وتطرفه اللطيف -إذا صح الوصف لهذا النوع الفكاهى من التطرف- وجنوحه إلى معالجة مشاكل الزواج بالتفكير فى الخلاص من الزوجة مرة واحدة بالتصفية والعياذ بالله، وليس بإعلان الإضراب عن الزواج مثلا أو المطالبة بالطلاق الجماعى مثلا، وهى حلول متطرفة أيضا ولكن سلمية الطابع وليست مخيفة من الوهلة الأولى كفكرة قتل الزوجات .
رغم أن جمعية قتل الزوجات فشلت فى الخروج إلى حيز الوجود وتنفيذ برنامجها النبيل القصد، من حيث إنقاذ الأزواج المضطهدين فى بيوتهم من شرور واضطهاد زوجاتهم المفتريات المسترجلات مرة واحدة والأدب وبدون استئناف ولا محامين ولا غيره، لأنها ألقت بنفسها فى شبهة العمل السياسى المجرم، بإطلاق مسمى الجمعية السرية على نفسها، ودفع الجهات الأمنية إلى مطاردتها والقبض على منشئها وأعضائها والكشف عن أهدافهم، إلا أنها نجحت فى إلقاء الضوء على عمق المعاناة لدى الرجل، فى بعض الأحيان، وفشل الحلول النمكية والتقليدية فى رأب الصدع بين الزوجين والتقريب بينهما، بحيث يضطر أحدهما إلى التفكير فى التخلص من الآخر المفترى، أو على الأقل اللجوء إلى محاولة العيش فى عالم افتراضى لا وجود له، ولكنه يتيح لهذا الطرف الضعيف التخلص مما ينكد عليه وقته ويكدر عيشه ويسمم بدنه كما يقولون .


ومن الملفت للنظر طبعا فى هذا السياق أن الناس قبل ستين أو سبعين عاما أى قبل ثلاثة أرباع القرن من الزمن، لم يشهدوا ما تشهده أيامنا من تحول الزواج إلى تجارة بينة، وإلى حرب استدراج واستهبال للاستيلاء على أموال الرجل وتقييده وتهديده بالحبس وبالتشويه وبالإفلاس وبالمطاردة بالدعاوى الكيدية باسم قائمة منقولات الزوجية أو الزوجة وباسم المستحقات الكثيرة والأعباء الثقيلة المحمل بها الزوج المسكين المشهد عاطفيا ورسميا وتشريعيا.

فلو أن أهل ذلك الزمان عاشوا أيامنا هذه ورأوا ما نحن فيه ماذا بعد جمعية قتل الزوجات يا ترى؟ إن المرء لا يملك نفسه من الضحك وهو يفكر فيما يمكن أن يذهب أبيه فكر من ذهب إلى القتل للتخلص من زوجته وهو يعيش فى مجتمع أقل ضوضاء وأهدأ أسعارا وأعقل حالا وأيسر معيشة وأكثر قبولا لتعدد الزوجات، ومهابة العائلة وعلو شأن رابطة الزوجية وقيامها على المودة وعلى الألفة وليس على المؤامرة والتحايل من أجل مكسب مادى قريب، حفظ الله مصر وحفظ رئيسها ووافقه إلى الخير.

click here click here click here nawy nawy nawy