رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

وزارة التضامن: هناك ١٦ ألف طفل مشرد فى الشوارع

المواد الطيارة”.. مخدرات جديدة تهدد ملايين الأطفال

كارثة من نوع جديد وظاهرة غريبة تهدد ملايين الأطفال فى الشوارع، ألا وهى "المواد الطيارة"، وهذه المواد هى مخدرات من نوع جديد يعتاد عليه الأطفال ليؤدى بهم فى النهاية إلى الإدمان .

ولمن لم يعرف ما هى المواد الطيارة فهى عبارة عن إدمان الأطفال على روائح معينة مثل رائحة البنزين أو الكلة أو الأسيتون, وهذه المواد لها نفس تأثير المخدرات إذا تم الاعتياد على استنشاقها, وإدمان المواد الطيارة ينتشر بين الفئات الفقيرة بدرجة أكبر وأطفال الشوارع؛ لأنها رخيصة ومتوفرة ولها نفس تأثير المخدرات، فهى تؤثر على الحالة المزاجية وتجعل المتعاطى يشعر بحالة من النشوة المؤقتة التى تفصله عن واقعه ومشاكله، لكن الشعور بالنشوة يقل بمرور الوقت لذلك يلجأ إلى زيادة الجرعة وبالتالى يصل لمرحلة إدمان شم هذه المواد.

من جانبه كشف الدكتور عبدالرحمن حماد، أن مشكلة تعاطى المخدرات بين أطفال الشوارع انتشرت مؤخرا بشكل كبير، حيث إن تعاطى المخدرات بين أطفال الشوارع يعرض هؤلاء الأطفال للعنف ولظروف الحياة القاسية، ومواجهة ظروف غير آدمية للبقاء على قيد الحياة، حيث إنه بشكل يومى، وللأسف تكون المخدرات هى الطريق السهل لتعاطيها من قبل هؤلاء الأطفال, وبالنسبة لبعضهم- إن لم يكن معظمهم- للتكيف مع ضغوطات الحياة الصعبة.

وأضاف حماد، أن أهم المخدرات التى تنتشر بين أطفال الشوارع هى "المواد الطيارة" أو الـ inhalant أوglue أو الغراء، وهى أكثر المواد المنتشرة بين أطفال الشوارع، وعادة ما يأخذها الأطفال عن طريق الشم، وعادة ما يتم تداولها فى مجموعات، حيث إن هذه المواد المخدرة تشعر الأطفال بأنهم يتغلبون على الألم والجوع والعنف، نظرا لرخص سعرها، وطول مدة التأثير الخاصة بها فضلا عن أن أعراض الانسحاب منها تكون متوسطة، وخطورة تطور هذه المواد الطيارة، أنها تحتوى على مواد خطيرة جدا، ولها تاثير على المخ.

وأوضح حماد، أن المواد المستنشقة تؤثر على المخ عن طريق تأثيرها المثبط أو المهبط على الجهاز العصبى المركزى، والتأثيرات على المدى القصير تشبه تأثير الكحول، حيث إنها تحدث تشوشا فى كلام الطفل ودوخة وعدم اتزان، بالإضافة لتأثير النشوة، حيث إن تأثير النشوة مختلف؛ لأنه قصير جدا ويستمر لدقائق، فيضطر إلى أن يستنشق أو يشم كل فترة قصيرة من أجل أن يستمر هذا التأثير, ومن الممكن أن يستمر بهذا الشكل لساعات على مدار اليوم.

وأشار حماد إلى أن بعض الأشخاص يشعر بعدم اتزان، ومن الممكن أن يشعر بهلوسة سمعية أو بصرية، والمخاطر طويلة الأجل، والتى تحصل مع الاستخدام المتكرر، فينتج عنها تليف للكبد والكلى ونخاع العظام، وفقدان التناسق الحركى، وفقدان السمع، وتأخر النمو السلوكى وهذا نتيجة للتلف الذى حصل للمخ، والذى يحدث نتيجة تداخل هذه المواد مع تكوين المخ، الذى يكون فى بداية تطور النمو، لأن معظم المتعاطين من صغار السن، وأخطر تأثير هو تلف المخ نتيجة لنقص الأكسجين الواصل للمخ بخلاف تعاطيهم للمخدرات، وبخلاف تعرضهم للعنف وظروف الحياة القاسية، فهؤلاء الأطفال عرضة للاستغلال الجنسى والجسدى, والأخطر استغلالهم من تجار المخدرات فى ترويج وبيع المخدرات.

وكشفت منظمة اليونيسيف، أن هناك ٣ فئات من أطفال الشوارع, الفئة الأولى هم أطفال دون بيت أو أسرة ولا يأويهم إلا الشارع، وهؤلاء الأطفال يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة, والثانية هم الأطفال الذين لديهم أسرة، ولكنهم يتواجدون معظم اليوم فى الشارع, ورغم أنهم يبيتون عادة فى بيت الأسرة، لكنهم يقضون معظم اليوم فى الشارع، أو يبيتون بعض الليالى فى الشارع.

ولفت إلى أن هذا يرجع لظروف فقر الأسرة والتكدس فى البيت، مع تعرضهم للاعتداء الجسدى أو النفسى، فيهربون من البيت للشارع, أما الفئة الأخيرة من الأطفال هم الذين تكون أسرهم موجودة أصلا فى الشارع، إما بسبب كوارث مثل الفيضانات أو الحروب أو الفقر, والسببان الآخيران ممكن أن يحدثوا مع أى أسرة اضطرتها ظروف الحياة إلى العيش فى الشارع، مثل الكوارث والحروب، أو سقوط المنزل، ويحذر من الاستهانة بمبيت الأولاد خارج البيت، أو طرد الأسرة لابنها بسبب مشاكل سلوكية مثلا، فيضطر للوجود مع هؤلاء الأولاد.

أما الدكتور على عبدالله مدير مركز الدراسات الدوائية ومكافحة الإدمان، أكد أن هناك تباينا كبيرا جدا فى إحصائيات الأطفال المشردين, وبرنامج أطفال بلا مأوى التابع لوزارة التضامن يقول أن هناك حوالى ١٦ ألفا، فى حين أن مكتب الأمم المتحدة وبعض الباحثين يقدرهم من ٢٠٠ ألف إلى مليون، ولا أعتقد أنه موجود عندنا برامج خاصة للتعامل مع مشكلة الإدمان فى هذه الفئة، حيث يندرج هؤلاء الأطفال تحت الفئات الخاصة، والتى تحتاج إلى تدخلات خاصة، تراعى الاحتياجات المختلفة لهم، واختلاف نوع المادة المخدرة المنتشرة بينهم بالإضافة إلى العنف والإساءات الجسدية والنفسية وافتقاد الأسرة, كل هذا يعقد من حل المشكلة، ويحتاج إلى برامج متخصصة، ولا أعتقد أنها متوفرة بسهولة.

موضوعات متعلقة