زوجته «جورجيت» تكشف أسرار حياته لـ«الزمان»:
عبدالسلام النابلسى خطفنى من أهلى فقاطعونى بسببه!

فنان الكوميديا عانى فى بداياته «انقطاع المصروف» لتركه الأزهر واتجاهه للسينما
ولد الفنان عبدالسلام النابلسى فى عكار شمال طرابلس اللبنانية عام 1899، إلا أن جذوره فى مدينة نابلس الفلسطينية، إذ كان جده قاضى نابلس الأول، ومن بعده والده، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله والده إلى مصر أملًا فى تلقى تعليمه فى الأزهر الشريف، وبالفعل حفظ القرآن ونبغ فى اللغة العربية.
كان يغلب على عبدالسلام النابلسى الطابع الكوميدى فى معظم أفلامه، وعمل فى الصحافة والإخراج، ولقب بأشهر عازب فى الوسط الفنى إلى أن التقى بالسيدة جورجيت النابلسى، التى تزوجها رغم اختلاف ديانتيهما.
فى هذا الحوار، تكشف جورجيت النابلسى أسرار حياته، وأغرب المواقف بها، وكيف تزوجها رغم اختلاف ديانتيهما، وتفاصيل الليلة الأخيرة فى حياته، وغيرها.
وجورجيت النابلسى، ممثلة لبنانية، شاركت فى العديد من الأعمال الفنية، ومن أبرز مسلسلاتها: ناطور الحارة، ومحاكمات أدبية، والمغامرة، وتزوجها عبدالسلام ولم ينجبا حتى وفاته عام 1968، وإلى نص الحوار..
كيف تزوجتِ الفنان عبدالسلام النابلسى رغم أنه كان عدوًا للزواج؟ وكيف كان اللقاء الأول بينكما؟
نعم، عبدالسلام النابلسى كان عدوًا للزواج، حتى عندما كان يشاهد زوجين يقول لهما "معقول ما زهقتم من بعض؟ اتفرقوا اتفرقوا"، وأحببته منذ شاهدته بالتليفزيون، وأحببت طريقته وكلامه، وعندما سألوه بالبرنامج "لماذا لم تتزوج حتى الآن؟"، قال "لم تخلق تلك التى يتزوجها النابلسى"! بعدها حادثته فى التليفون وقلت له: لماذا تقول ذلك؟ هذا قد يغضب جمهورك، فتعجب: "عمرك كام سنة وبتعطينى دروس كمان!"، وأصر على مقابلتى، وظللنا نحكى يوميًا، وقابلته بكافيه مع صديقة لى وكنت قد أعطيته مواصفات لى غير حقيقية، وطلب منى الزواج منذ اللحظه الأولى التى تقابلنا فيها، لكن أهلى لم يوافقوا لفرق السن الكبير، فخطفنى عبدالسلام وتزوجنا دونهم.
كيف دخل النابلسى عالم الفن؟ ولمن يعود الفضل فى ذلك؟
دخل الفن عن طريق الفنان يوسف بك وهبى، فكان له صديق طلب منه أن يساعده ويجلب له ورقة من يوسف بك وهبى واعتنى به وجعله يشارك فى أعماله ومع مخرجين آخرين، وقد تعب كثيرًا قبل أن يصبح عبدالسلام النابلسى، نظرًا لأن أهله منعوا عنه المصروف لتركه الأزهر واتجاهه إلى السينما.
كيف كانت طبيعة حياته اليومية؟ وهل كان كوميديا فى الحياة كما فى الأفلام؟
عبدالسلام لم يكن شخصًا كوميديا، بل كان "جَد الجد"، بعكس ما كان يظهر على الشاشة، وكان يذهب مبكرًا جدًا إلى التصوير ويخرج دومًا عن النص، ويذكر فى مرة أنه تعامل مع المخرج صلاح ذو الفقار وطلب منه أن لا يخرج عن النص، وعندما استجاب لكلامه لم يعجب هذا صلاح ذو الفقار، فطلب منه أن يخرج عن النص ويتصرف بطبيعته، وكان يحب القيلولة ويكتب الشعر، فضلًا عن مذكراته.
كيف كان يتعامل مع الأجيال الجديدة من الفنانين فى ذلك الوقت؟ ومن أقرب أصدقائه؟
كان عنده طول بال، وكان يقول لى "أحب أن أساعد الشباب والأجيال الجديدة كما كان يساعدنى يوسف بك وهبى"، وكان ينصحهم بكيفيه الوقوف على المسرح، وكيف يتعاملون مع الكاميرا.
وكان له أصدقاء كثر كعبدالحليم وكمال الشناوى، لكن أقربهم الذى كان يحكى لهم أسراره فريد الأطرش وصباح.
هل عادت علاقه النابلسى بأسرته بعدما أصبح نجمًا مشهورًا؟ وهل عادت علاقتك بأسرتك مثله أم لا؟
نعم عادت العلاقات بعدما أصبح مشهورًا، لكن كان والده ووالدته توفيا، وكان أخوته يزوروننا باستمرار، فكنا نذهب إليهم ويأتون إلينا.
أما أهلى وأسرتى، فلم يتواصلوا معى إلا بعد وفاة عبدالسلام، لكن فى أثناء حياته لم يتواصلوا معى.
هل كان يشاهد أعماله بعد عرضها؟ وما موقفه من التكريمات؟
نعم، كان يشاهد أعماله، وكان ينتقد حاله كثيرًا، ولم يكن يهوى التكريمات، حتى سأله صحفى ذات مرة عن التكريمات فقال له: "أفلامى أولادى.. وجمهورى هو الجائزة".
من تواصل معك من الفنانين بعد وفاته؟
صباح وفريد الأطرش ومحمد سلمان ومريم فخر الدين وعبدالحليم والأديب الكبير يوسف السباعى، والذين حضروا الجنازة كانوا الفنانين المقيمين بلبنان، أما بقية الفنانين فأرسلوا لى برقيات عزاء.
كيف كانت أيامه الأخيرة؟ وما تفاصيل يوم وفاته؟
كنا يومها "عازمين أصدقاء" لدينا، وفجأة على الساعة 7 أحسسنا أنه ليس عبدالسلام، وكانت تأتيه أزمات، ولم يكن يخبر أحدًا عنها حتى لا يدرى المخرجون أنه مريض فيتوقفوا عن طلبه فى الأفلام.. "وجه الدكتور لكن لاحظت علامات على وجهه وقلت له شو بك عبد السلام؟، فنظر لى وابتسم، ونقلناه بعدها إلى المستشفى، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى".