الزمان
قوات الناتو تبدأ مناورات تدريبية دفاعية باستخدام الأسلحة النووية قمة شرم الشيخ للسلام.. حديث مطول بين عباس وترامب بشأن اتفاق غزة على منصة الصور التذكارية الاتحاد العربي للعمل التطوعي يتبنى مبادرة القصة القصيرة للأطفال حول “قيمة التطوع في القضايا الإنسانية” منتخب مصر تحت 17 عاما يتعادل مع تونس وديا استعدادا للمونديال ليبرمان يطالب بإبعاد نائبين من الكنيست بعد دعوتهما للاعتراف بفلسطين التفاصيل الكاملة لبنود قمة شرم الشيخ الخاصة بوقف الحرب على غزة ترامب: الرئيس أردوغان يستجيب دوما لمطالبي.. وأرسل تحياتي لزوجته ترامب: طُلب مني رئاسة مجلس السلام في غزة.. رغم انشغالي «الشرق الأوسط يستحق التضحية بالوقت» السيسي وترامب يعقدان جلسة مباحثات لبحث سبل دعم الاستقرار في الشرق الأوسط ترامب: نحن أمام فرصة لن تتكرر للسلام بمنطقة تشهد صراعات منذ 3000 عام.. حفظ الله الشرق الأوسط وزير خارجية النرويج: توحيد الأراضي الفلسطينية تحت حكومة واحدة هو أساس الحل المستدام ترامب يؤكد دعم واشنطن للقاهرة داخل المؤسسات المالية الدولية ويدعو الشركات الأمريكية لتوسيع استثماراتها في مصر
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

وا إسلاماه

خطيب الحرم المكي : «من رُزق البصيرة الإيمانية عاش سعيدًا»

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي ، المسلمين بتقوى الله -عزّ وجلّ- وامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

وقال "غزاوي" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام : من المعلوم لدى كل مؤمن ذي بصيرة، أن هناك فرقا بين البصر والبصيرة؛ فالبصر يُري ظاهر الأشياء، والبصيرة تُري حقائق الأشياء، ذلكم عباد الله أن البصر هو الرؤية والمشاهدة من خلال حاسة العين التي يبصر بها الإنسان، لكنَّ البصيرة نور يَقذفه اللهُ في القلب يُهتدى به، فيعرف الإنسان به ربه معرفةً صحيحة، ويفرق به يبن الحق والباطل ويعرف به طريقَ الحق وسبيلَ الرشاد، وَالدارَ التي يصير الناس إليها.

وأكمل خطيب الجمعة، هذا هو الفارق الحقيقي بينهما؛ فالبصيرة لا يمتلكها إلا المؤمن، أما غيره فهو فاقد لها؛ إذ تشتبه عليه الأمور فلا يمتلك القدرة على أن يميز بين حقائق الأشياء أو يدركَ كنهها ويعرفَ جوهرها.

وتابع، أيها المسلمون: حاسةُ البصر نعمة يجب على العبد حفظُها وصيانتها عن الشر، وقد جاءت الأوامر الشرعية حاثةً على غض الأبصار عما حرّم البصير الخبير.

وأضاف : إن فقد البصر ابتلاء من الله للعبد ولا شك، لكنه موعود بوعد حسن متى صبر على هذا الابتلاء، فعَنْ أَنَس بن مالك، قَالَ: سمعت رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه علَيه وسلم، يقول: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: "إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْه ثُمَّ صبَرَ عَوَّضْتُهُ منهما الْجَنَّةَ" يُرِيدُ عَيْنَيْهِ، رواه البخاري.

وليست المصيبةُ فقدَ البصر، ولكنَّ المصيبةَ فقدُ البصيرة، فالعمى الحقيقي عمى البصيرة، وانطماسُ المدارك، واستغلاقُ القلوب، وانطفاءُ قبسِ المعرفةِ في الأرواح.

وقال: أيها المسلمون: قد بيّن لنا ربنا في كتابه الكريم أثرَ عمى البصيرة فمن كان في هذه الدنيا أعمى عن الحق فلم يبصره ولم يقبله ولم ينقد له، بل اتبع الضلال، فإنه في الآخرة يكون أشدَّ عمىً وأضلَّ سبيلاً فلا يهتدي إلى طريق أهل الجنة، وإنما يكون مصيره النارَ والعِياذ بالله.

وأعمى البصيرة تراه معرضاً عن ذكر الله وعن طاعته، فما أشدَّ جزاءَه ومن دون البصيرَةِ لاَ يَكُونُ للمرء قدر ولا قيمة  بل الإنسان من غير بصيرة يعيش في هذه الدنيا متخبطاً، كالأعمى الذي يسير في طريق لا يهتدي فيها، ولا يعرف كيف يتجه.

وتابع: إن من رُزق البصيرة الإيمانية عاش حياة سعيدة، واثقاً بالله، واثقاً بنصره، واثقاً برحمته، واثقاً بتوفيقه، واثقاً بعدالته، همُّه أن يمتثل أمر الله ويجتنب نواهيَه، همُّه أن يكون على منهج الله المستقيم، وصراطه القويم، وقد أشاد الله ببعض عباده من صفوة خلقه ممن أوتوا البصيرة وعاشوا حياتهم عليها فقال عز من قائل: (وَاذكُر عِبَادَنَا إبرَاهِيمَ وَإسحَاقَ وَيَعقُوبَ أُولِي الأَيدِي وَالأَبصَارِ)، أي البصائر في دين الله  عز وجل، فبها يُدرك الحق ويُعرف.

وأكّد إمام وخطيب المسجد الحرام، أن أعظم أسباب تحصيل البصيرة تقوى الله تعالى في السر والعلانية، فكان ذلك سببَ نصرِه ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا، وسعادتِه يوم القيامة، وتكفيرِ ذنوبه "وضد التقوى ارتكاب الذنوب، والجرأة على الله تعالى، ومبارزته بالمعصية، وعدم الحياء منه جل وعز، فهذا من أعظم أسباب طمس البصيرة، فمن وقع في ذلك عَمِيَ عَنِ البصيرة، إذ من عقوبات المعاصي أنها تُعمي بصيرةَ القلب، وتطمسُ نوره، وتسدُّ طرق العلم، وتحجبُ موادَّ الهداية، قال تعالى: (وَاعلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَينَ الـمَرءِ وَقَلبِهِ وَأَنَّهُ إلَيهِ تُحشَرُونَ).

وأوضح الشيخ الدكتور فيصل غزاوي في خطبته  أسباب اكتساب البصيرة؛ المداومةُ على ذكر الله عز وجل: فالذكر يورثُ حياة القلب، وأشرفُ الذكرِ تلاوةُ القرآن وفهمُه وتدبرُه، وبحسَب نصيب المرء من القرآن يكون نصيبه من نور البصيرة.

واستطرد: من أسباب انطماس البصيرة الغفلة عن ذكر الله؛ فإنها مؤدية إلى انفراط الأمر، كما قال تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).

وتابع : من أسباب استجلاب البصيرة الغَيرةُ على محارم الله أن تنتهك، وعلى دينه وشرعه أن تُتَعدى حدوده، فإذا نقصت تلك الغَيرة ضعفت البصيرة، وَعدم الغضبِ والغَيرةِ على حقوق اللَّه إذا ضيعت ومحارمِه إذا انتهكت يعمي عينَ البصيرة.

وواصل: فوق كل تلك الأسباب توفيقُ الله للعبد، وإلهامُه إياه رشدَه، وهدايتُه، وقذفُ نور الحق في قلبه، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، إذ لا مضل لمن هدى الله ولاهادي لمن أضل، ومن ثَمَّ كان سؤال اللهِ البصيرةَ والهدى والتقى، ودعاؤه بالتثبيت، واللهجُ بذلك من أعظم أسباب تحصيل البصيرة، والهداية للحق، والإجارةِ من شرور الفتن، وكان العُجب بالنفس، والاطمئنانُ إليها، وعدمُ التوكل على الله، من أعظم أسباب ضعف البصيرة، أو انطماسها بحسَب ما يتصف به العبد من ذلك.

click here click here click here nawy nawy nawy