الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

العجول المهربة بـ١٥ ألفا والخراف تبدأ بألف.. «الزمان» تقتحم دروب تهريب الأضاحي بحدود السودان

نار الغلاء تساهم فى رواج المواشى المهربة

المهربون يراوغون القوات عبر الأنفاق بالحدود الغربية

دار الإفتاء تحرم الأضحية المهربة

خبير عسكرى: خطة تأمين الحدود تسير بشكل ممتاز

بيطرى سودانى: حرب بيولوجية تحاك ضد ثروة مصر والسودان

بيطرية بالقومى للبحوث: الحيوانات المهربة كارثة.. والمستورد يؤثر على الخصوبة

سرنتارى وعقبة قرقرية مداخل المهربات السودانية

خاض محرر «الزمان» مغامرة بين دهاليز ودروب الصحراء جنوب مصر بعد أن قطع مسافة تقدر بآلاف الكيلو مترات قطعها من الشمال حيث العاصمة المصرية إلى أقصى الجنوب بالقرب من الحدود السودانية للكشف عن أخطر عمليات تهريب للمواشى والدواب التى تنشط تجارتها قبيل موسم الأضاحى وقرب العيد، ولانخفاض سعرها فى السودان تحظى برواج واسع وسط حالة غلاء الكبيرة فى الأسعار بمصر التى ساهمت فى عزوف المصريين عن الشراء.

القطار رقم ٩٨٨ كان بداية الرحلة التى قادته إلى محافظة أسوان، فى مدة زمنية تزيد عن أربع عشرة ساعة، قبل الوصول إلى الصحراء الواعرة والسير فى طرق الحبش العاتمة.

أسئلة كثيرة انتظر المحرر الإجابة عليها من خلال تلك الرحلة الأولى له بالقرب من الحدود الجنوبية التى تخفى بين جانبيها الكثير من الأسرار بين رغدة العيش وصعوبة الحياة وطبية العيش والتعايش فى تلك المناطق والوعرة.

فى قلب محافظة أسوان، وبجوار المستشفى الجامعى، تقع منطقة البشارية، التى يغلب على سكانها الطابع القبلى صاحب الأصول السودانية، يعيش بينهم بعض أبناء الصعيد منها القوصية والقناوية، وهذه المنطقة المميزة فى موقعها بالمدنية القريبة من الخدمات التجارية، همزة الوصل بين القبائل التى تربطهم علاقة بالسودان، ومناطق التجارة بالجنوب ويطلق عليها المركز التجارى لأبناء حلايب وشلاتين.

تتنوع المحظورات التى تدخل عن طريق السودان فى هذه المنطقة، ومع موسم عيد الأضحية نجد تنوعا فى الأغنام والأبقار والجمال المهربة التى يبتاعها أهالى قبيلتى البشارية والعبابدة، فبينهم وبين أهل التجارة فى السودان نسب قبلى يربطهم من حقب زمنية بعيدة.

محطات الوصول إلى حلايب

وبحسب أهالى تلك المناطق، فإن الحيوانات القادمة من السودان يطلقونها بمفردها لتعبر الدروب الجبلية من عقبة قرقرية وتعبر أيضا من «سرنتارى» و«فور كيد» رصد بعضها قوات حرس الحدود.

ومن ناحية الحدود الغربية، يعتمد المهربون على أنفاق جديدة بسبب التواجد الأمنى المكثف فى الفترة الأخيرة، بعد حالات التسلل للعناصر الإرهابية من ليبيا لمصر والعكس.

«ج.ع» مُهرب يشرح لـ«الزمان» محطته الأخيرة حلايب أو الشلاتين من خلال طرق النجاة «فوركيدو» و«سرنتارى» و«عقبة قرقرية»، مؤكدا أن هذه الطرق الرابطة مع السودان تمثل نجاة من قوات حرس الحدود بمساعدة أحد خبراء السير الذين يحصلون على مبالغ مالية مقابل توجيه مئات من الأبقار للعبور بها من الحدود.

واستكمل: «لا يوجد وقت محدد لوصول المواشى ربما تاخد يوم وأوقات يومين، وببعض الأحيان يصادر الحرس منها؛ لذلك بنسيب أعداد كبيرة من الحيوانات تمشى ونقابلها فى محطات، ليتم تحميلها فى عربيّات شفر كبيرة وتروح للتجار».

حمادة الجزار قال إن الأسعار نار والعجل البلدى يصل إلى ٥٠ ألف جنيه، و«كنا بنجيب العجل السودانى بخمسة آلاف ودلوقت وصل ١٥ والتجار بتبيعه من ٢٥ لـ٣٠».

«العجل لو قعد ٦ شهور فى مصر بنبيعه على أساس إنه بلدى؛ لأن الأكل بيغير من طعم اللحم».. بهذه الكلمات كشف الحاج حسين، تاجر مواشٍ، طريقة التجنيس للحيوانات المهربة التى تدخل مصر عن طريق السودان.

وأضاف الحاج حسين، لـ«الزمان»، أن المواشى الإثيوبية والإرترية والسودانية التى تدخل عن طريق الشلاتين سليمة ١٠٠٪‏، قائلا: Jمش هناكل حرام ولا هنبيع حاجة مريضة للناس الله وكيلك».

ووصفت الدكتورة بسمة سعيد، باحثة بالشعبة البيطرية بالمركز القومى للبحوث، الحيوانات الحية المستوردة بالكارثية، مؤكدا أن الحيوانات المهربة التى تدخل مصر كارثية لأنها لا تخضع لحجر صحّى؛ لذلك تكون مصدرا لدخول الأمراض غير الموجودة فى مصر، خاصة البلاد التى تخضع لدرجة حرارة مرتفعة، مشيرة إلى أن الدول الأفريقية مثل إيريتريا والسودان، بهما نسبة أمراض وبائية كبيرة جدا، فعدم خضوع تلك الحيوانات للحجر الصحى يجعل هناك فرصة لانتشار الأمراض التى تنتقل عن طريق الحشرات الكبيرة مثل مرض ملاريا.

الحيوانات تنقل (البيروبلازموزيز) الذى ينتقل عن طريق القراد وبعض الفيروسات؛ لذلك لا بد أن تخضع هذه المواشى فترة تحت الاختبارات بالحجر البيطرى لفحصها.

وأضافت «سعيد» لـ«الزمان» أن هناك دولا مثل أستراليا وأمريكا، تستخدم الهرمونات فى غذاء الحيوانات، مما يؤثر على الخصوبة الإنسانية، وربما يؤدى إلى بعض الأمراض السرطانية، مؤكدة أنه لا يمكن الاستغناء عن استيراد اللحوم فى هذه الفترة؛ لأنها تسد عجز اللحوم البلدية.

«زى ما فى حيوانات مهربة من السودان لمصر، هناك العكس والشرطة أعلنت عن ضبط ١٥٠ رأس من الضأن مصابة بالحمى القلاعية، فى نهاية ٢٠١٧».. هكذا رد الدكتور عبد الحكيم النوارى، باحث بيطرى بجامعة الخرطوم، قائلا إن الثروة الحيوانية أمر اتحادى لا يجوز لأى جهة أن تصدر فيه فتوى سوى وزارة الثروة الحيوانية الاتحادية وإدارة المحاجر وصحة اللحوم.

وأضاف أن العجول والإبل هما أساس التصدير إلى مصر، أما أن استيراد 150 رأس من الضأن شيء غير منطقى، مضيفا: «لا أظن أن عاقل يريد أن يبيع المية فى حارة السقايين فنحن أصحاب الجلد والراس فى هذا الأمر».

وعن أسعار الحيوانات، قال الحاج حسين، إن سعر العجل الكبير يتراوح ما بين ١٥ لـ٢٥ ألفا، والصغير من ٥ لـ١٠ آلاف، وتتراوح أسعار الخراف بين ألف و٢٥٠٠ جنيه.

وطالب الباحث السودانى الأجهزة الأمنية بالتعاون مع أجهزة المخابرات المصرية للكشف عن من يريدون تهديد الثورة الحيوانية فى مصر والسودان.

ولفت اللواء أ.ح سمير فرج، الخبير العسكرى والإستراتيجى، إلى أن عمليات التهريب انتشرت بعد أحداث يناير بشكل كبير؛ لأن مصر لديها حدود طويلة من ثلاثة جهات، فلا يمكن القضاء على هذه العمليّات، لذلك يجب دعم الأجهزة الأمنية بأحدث التقنيات التى تحد من التهريب، مؤكدا أن الحدود كانت تعانى من عبء كبير بعد هذه الفترة؛ لذلك وضعت الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات خطة للحد من عمليات التسلل، مطالبا المواطنين الشرفاء بالإرشاد عن المهربين والخارجين عن القانون.

وطالب الخبير العسكرى، مجلس النواب، بسن قوانين تغلظ العقوبة على الخارجين عن القانون والمهربين ومن عاونهم من سكان تلك المناطق الحدودية ممن يتقاضون أموالا للتستر على هذه العمليات.

وأكد فرج أن ما يحدث على الحدود المصرية، لا يمكن ضبطه بنسبة ١٠٠٪‏ نظرًا لاتساع الصحراء الشاسعة، مشيرا إلى أن الحدود الغربية تم ضبطها بعد سيطرة المشير حفتر على درنة، كما تم التعاون مع السودان بعد الزيارة الأخيرة للسيد الرئيس.

«الإفتاء» لـ«الزمان»: لا يجوز شراء الأضحية المهربة

وقال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن استخدام الحيوانات المهربة كأضحية مثل «الأبقار والإبل والأغنام»، التى تدخل إلى مصر عن طريق الحدود الغربية أو الجنوبية لا تجوز شرعا؛ لأنها تقع فى حيّز المحظورات لتهربها من الجمارك وبذلك تقع فى باب الضرر على المال العام، مؤكدا أنه إذا لم يعلم المضحى بأنها مهربة فلا شيء عليه.

وأضاف عويضة لـ«الزمان» أنه لا يجوز للمضحى أن يشترى هذه الحيوانات إذا علم أنها مهربة وغير خاضعة للرقابة، لافتا إلى أن هذه الحيوانات ربما تكون صاحبة أمراض؛ لأنها غير خاضعة للحجر الصحى.

click here click here click here nawy nawy nawy